شارك المقال
  • تم النسخ

“حكومتيّ سبتة ومليلية” تستنجدان بمدريد لفك “الحصار” المغربي

بناصا أسامة بوكرين

اعتبر رئيسا سبتة ومليلية، قرار المغرب الرّامي بتقييد الحدود الخاصة بالمملكة محاولة لـ”خنق وعزل” اقتصاد المدينتين المغربيتين المحتلتين من طرف إسبانيا.

وكشف رئيس سبتة المحتلة، خوان فيفاس، ونظيره المليلي ادوارد دي كاسترو، ان “مدينتيهما” ستواجهان صعوبات كبيرة في مواجهة قرار المغرب بتعليق تجارة البضائع بين الحدود، خصوصا وأن المغرب كان قد علّق الوصول الى بوابة سبتة الثانية “تاراخال” وفي 9 من أكتوبر 2019، في حين ان المعبر الحدودي لمليلية كان قد تم اغلاقه منذ 18 شهرا.

لغة المهزوم

شدّد رئيسي المدينتين المحتلتين على ان سبتة ومليلية تعانيان من “لحظات صعبة”، معتبرين ان “موقف الرباط ليس إيجابيا للمدينتين المحتلين” وهو ما اعتبره متابعون “انتصارا للديبلوماسية المغربية” في فرض الحصار على جميع “الآفات” التي تصدّرها حكومتي سبتة ومليلية المحتلتين الى المغرب.

وصرّح المسؤولين الاسبانيين في محاولة لـ”استرجاع” الكرامة المهدورة مع تشديد المغرب للقيود المفروضة على الحدود الموضوعة مع المدينتين المحتلتين انه “لا يمكن للمغرب ان يعيّن حدوده البحرية بدون تفاوض” ومضيفين في تصيح مشترك ان “الرباط لن تفوز” .

وأضاف المتحدثين انهما “سيخرجان الى الأمام من هذه الصعوبة والخناق المغربي المتواصل”، ليضيفا “لدينا اسبانيا، وهو بلد عظيم وراءنا، ونحن مقتنعون بأنه لن يتخلّى عنا لأننا جزء منه” وقال خوان فيفاس القيادي في حزب “فوكس” اليمني المتطرف ان “الوحدة أمر حيوي، وهي أساس القوة” .

وما تفوّه به فيفاس، لا يمثله وحده، بل هو أيضا الخطاب الذي يتبناه حزب “فوكس” الذي ينتمي له رئيس سبتة، حيث ان الحزب اليميني المتطرف يتبنّى مواقف عدائية تجاه المغرب تحمّله مسؤولية مجموعة من الظواهر غير الصحية مثل “هجرة القاصرين غير الشرعية”.

وكشفت تقارير اعلامية دولية ان خطاب فيفاس المتطرف في علاقته مع المغرب قد يخلق مجموعة من المشاكل بين الرباط ومدريد، حيث ان المغرب التزم الصمت عن سيادته للمدن المحتلة منذ سنة 2004 وانطلق في مسار ديبلوماسي يرمي الوصول الى حلّ للقضية .

تحركات مغربية ذكية

لم يعد المغرب في السنوات الاخيرة يتقبل مخلّفات الاتجار الغير قانوني الذي تشهد الحدود مع سبتة ومليلية، حيث انه اضحى يشكل خطرا مهددا للاقتصاد المغربي بشكل مباشر، وهو ما وضع المغرب حدا له في شهر يوليوز سنة 2018 حين اتخذ قرار اغلاق الجمارك في مليلية، ما أضر كثيرا اقتصاد المدينتين المحتلتين، وحرمهما من حوالي 47 مليون اورو.

وتلاها المغرب بإغلاق معبر مدينة سبتة المحتلة قبل اشهر قليلة من اليوم .

وطالبت سلطات سبتة ومليلية، مباشرة بعد قرارات المغرب، بـ”فتح حوار” مع الرباط من اجل اعادة فتح الحدود، نظرا لحجم الضرر الذي لحقهما من جراء تحركات المغربية التي اعتبرها محللون “تحركات ذكية” شدّت الخناق على السلطتين المحتلتين ودفعتهما للجوء للحوار .

تأتي بيانات سبتة ومليلية في الوقت الذي يستعد فيه المغرب وإسبانيا للدخول في مفاوضات حول تعيين حدودهما البحرية.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي