شارك المقال
  • تم النسخ

تقرير.. الجزائر تخطط لنقل الفوضى نحو موريتانيا بعد أن وضعت علاقتها مع مالي على محكّ “عداء الجوار”

في تطور خطير، أنهى المجلس العسكري في مالي، يوم أمس (الخميس)، اتفاقا للسلام بأثر فوري مع المتمردين الانفصاليين “الطوارق” يعود لعام 2015، متهما الجزائر بالقيام بأعمال عدائية وبالتدخل في شؤون البلاد الداخلية ودعم الإرهاب واحتضان الإنفصاليين.

وأوضحت السلطات العسكرية، في بيان لها على التلفزيون الرسمي، “أنه لم يعد من الممكن الاستمرار في الاتفاق بسبب عدم التزام الموقعين الآخرين بتعهداتهم، وبسبب “الأعمال العدائية” التي تقوم بها الجزائر الوسيط الرئيسي في الاتفاق.

وأماطت الأزمة الدبلوماسية بين مالي والجزائر، اللثام عن الوجه الحقيقي لحكام هذه الأخيرة تجاه دول الجوار، حيث لم يعد خافيا على الشعب المالي وقيادته وكل مكوناته السياسية والمدنية أن الجزائر تربطها علاقات قوية بالتنظيمات الانفصالية والمنظمات الإرهابية التي تنشط في منطقة الساحل والصحراء.

ورجح خبراء وسياسيون، بعد أن وضعت الجزائر علاقتها مع مالي على محكّ “عداء الجوار”، أن تحرك الجزائر كل التنظيمات الإرهابية التي صنعتها وعلى رأسها جبهة نصرة الإسلام والمسلمين لمحاولة ضرب الاستقرار في مالي والنيجر، محذرين من مخطط لنقل الفوضى نحو موريتانيا.

دعم الإرهاب وزرع الفوضى

وقال عبد الرحيم المنار اسليمي، رئيس المركز الأطلسي للدراسات الأمنية وتحليل السياسات، إن “فكرة أن الجزائر تدعم الارهاب هي فكرة صحيحة، وواضح من بيان المجلس العسكري بمالي الحجج الاثباتية لهذا الاتهام، معتبرا أن هذا ليس جديدا في عقيدة عسكر الجزائر المبنية على زرع الفوضى وتوظيف الجماعات الإرهابية”.

وأوضح اسليمي، في حديث مع جريدة “بناصا” الإليكترونية، أن “النظام العسكري الجزائري استعمل ورقة الارهاب في فترة التسعينيات من أجل عرقلة نتائج الانتخابات، وثابت اليوم أن الجيش الجزائري وعلى رأسه جنرالات العشرية السوداء هم من صنعوا النواة الأولى لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي الذي سيصبح لاحقا يسمى بـ”جبهة نصرة الإسلام و المسلمين”.

ولفت المتحدث ذاته، إلى “أن خالد نزار وزير الدفاع الجزائري آنذاك كان قد عين على رأس تنظيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال واحد من أهم حراسه داخل القوات الخاصة الذي سمي لاحقا بعبد الرزاق البارا الذي قاد ودرب واستلم تمويل التنظيم”.

وأضاف، أنه “تم استعمال التنظيم في فترة العشرية السوداء، ثم تم التخلص من التنظيم بعد انقضاء حاجة الجيش به ودفعه نحو جنوب الجزائر الذي بالمناسبة لازال منطقة غير آمنة، وهنا سيطرأ التحول بإنضمام مختار بالمختار ونزوح التنظيم نحو مالي ومنطقة الساحل”.

وبَيَّنَ رئيس المركز الأطلسي للدراسات الأمنية وتحليل السياسات، أن “ما سلف ذكره، يؤكد أن التنظيم هو جزائري محض صنع من طرف الجيش لشرعنة جرائم العشرية السوداء ثم إرساله نحو الجنوب وبعدها تسريبه نحو شمال مالي، النيجر، موريتانيا، وكذا ليبيا في فترة معينة”.

وشدد اسليمي، على أن “الإرهاب الذي ضرب ليبيا كان بدوره قد نزح وانتقل من فوق الأراضي الجزائرية لما دفع الجيش الجزائري مجموعة من المقاتلين في شمال مالي عن طريق جنوب الجزائر نحو ليبيا لزعزعة النظام في ليبيا بعد نجاح الثورة ضد القدافي، وهي مجموعة الإرهابيين التي تسربت وقامت بعمليات في تونس بعد الثورة”.

عدم الإستقرار يتجه نحو العاصمة الجزائر

واعتبر عبد الرحيم المنار اسليمي، “أنه لما يتهم المجلس العسكري الانتقالي في مالي النظام العسكري الجزائري، فهو يقدم أدلة على علاقة نظام شنقريحة اليوم بالتنظيمات الارهابية، فالجزائر اليوم هي الراعي للتنظيمات الانفصالية المالية والتنظيمات الإرهابية في جنوب الجزائر، وهي التي توفر لقادة التنظيمات مخابئ وملاجئ بعيدا عن الجيش المالي”.

وبحسبه، فـ”هناك دليل مقتل القيادي الأزوادي حسن فغاغا الذي قتل في غارة أثناء توجهه نحو شمال مالي قادما من تين زواتين الجزائرية، حيث أن كل هذا يثبت أن الجزائر هي الراعي والممول لهذه التنظيمات في منطقة شمال أفريقيا والساحل”.

وهو أمر مفهوم، يضيف المصدر عينه، لعدم قدرة الجزائر على السيطرة على حدودها، الشئ الذي يجعلها في خطر هي نفسها في حالة ما اختارت خسارة ود وصداقة هذه التنظيمات”.

ويرى المصدر ذاته، أن “الإرهاب يتغلغل في الجزائر ويصل إلى ولاية معسكر التي تبعد 70 كلم عن وهران و300 كلم عن عاصمة الدولة أمام أعين قادة عسكر الجزائر الذي اسسوا واحتضنوا ومولوا هذه التنظيمات الإرهابية واستعملوها ضد دول الجوار، واليوم لم تعد لهم القدرة على ضبطها لأنها جزء من عقيدة الجيش الجزائري في التعامل مع الوضع الداخلي ودول الجوار”.

ولفت اسليمي، إلى أن “الجزائر دولة مريضة اليوم في شمال إفريقيا، وبفقدانها قنطرة المرور نحو الساحل سوف تصبح مشلولة، ومن المتوقع أن تحرك كل التنظيمات الإرهابية التي صنعتها وعلى رأسها جبهة نصرة الإسلام والمسلمين لمحاولة ضرب الاستقرار في مالي والنيجر والخطير أنها تخطط لنقل الفوضى نحو موريتانيا”.

وخلص رئيس المركز الأطلسي للدراسات الأمنية وتحليل السياسات، إلى أن “شنقريحة وجبار مهنا وناصر الجن، باتوا بسيكولوجية المقامر الذي فقد كل الأوراق وأغلقت أمامه كل المنافذ، لذلك سوف يعمدون لرفع إيقاع تحريك التنظيمات الإرهابية لضرب استقرار منطقة الساحل، لكن قادة الجزائر لايفهمون أن التوازنات تغيرت وأن عدم الإستقرار يتجه نحو العاصمة الجزائر”.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي