شارك المقال
  • تم النسخ

بعد مقتل سبعة دبلوماسيين إيرانيين.. مجلس الأمن يناقش العدوان الإسرائيلي على قنصلية طهران في دمشق

تغيب مندوب الكيان الصهيوني لدى الأمم المتحدة، جلعاد إردان، عن جلسة مجلس الأمن الدولي التي انعقدت الساعة الثالثة من بعد ظهر الثلاثاء بتوقيت نيويورك، بناء على دعوة من الاتحاد الروسي لمناقشة العدون الإسرائيلي على مقرات دبلوماسية تابعة لإيران في العاصمة السورية دمشق يوم الإثنين ومقتل سبعة دبلوماسيين إيرانيين من بينهم ثلاثة جنرالات تابعين لفيلق القدس. وقالت إسرائيل، التي لم تحضر الجلسة، إن الهدف لم يكن دبلوماسيا لأن المبنى استخدم بشكل متكرر من قبل القادة العسكريين الإيرانيين في سوريا.

وقد افتح الجلسة التي عقدت تحت الرئاسة المالطية للمجلس، السيد خالد خياري، الأمين العام المساعد لشؤون الشرق الأوسط وآسيا والمحيط الهادئ، والذي دعا في كلمته إلى ضرورة احترام حرمة المواقع الدبلوماسية والقنصلية وموظفيها في كل الحالات، واحترام سيادة الدول الأعضاء وسلامتها الإقليمية بما يتوافق مع القانون الدولي.

قال خالد خياري “إن الهجمات الفتاكة المتزايدة على أهداف مرتبطة بإيران في سوريا، نُسبت لإسرائيل، خاصة منذ بدء الصراع الحالي مع حماس في غزة في 7 أكتوبر. وفيما يندر أن تعلن إسرائيل مسؤوليتها عن أي من تلك الحوادث، إلا أن مسؤوليها أقروا مرارا بعملياتها العسكرية في سوريا وذكروا أن مزيدا من مثل تلك العمليات ستحدث في المستقبل”. وناشد المسؤول الأممي مجلس الأمن مواصلة الانخراط مع جميع الأطراف المعنية لمنع مزيد من التصعيد وزيادة التوترات التي تقوض السلم والأمن الإقليميين

وجدد خياري الدعوة لجميع الأطراف المعنية بممارسة أقصى درجات ضبط النفس لتجنب مزيد من التصعيد. وقال إن أي إساءة تقدير قد تؤدي إلى توسيع الصراع في المنطقة المضطربة بالفعل مع عواقب مدمرة للمدنيين الذين يواجهون معاناة غير مسبوقة في سوريا ولبنان والأرض الفلسطينية المحتلة ومنطقة الشرق الأوسط بشكل أوسع.

تكلم في الجلسة مندوبو الدول الثلاث المتحالفة مع إسرائيل، الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا والتي لم تدن عملية تدمير القنصلية الإيرانية في دمشق. لكن الأغلبية الساحقة من أعضاء المجلس أدانوا إسرائيل قائلين إنها انتهكت القوانين الدولية وانتهكت ميثاق الأمم المتحدة الذي يحمي المباني الدبلوماسية عندما قصفت مجمعا دبلوماسيا إيرانيا في سوريا، مؤكدة على ضرورة اعتبار المباني الدبلوماسية محظورة خلال زمن الحرب، وأن الضربات الجوية التي وقعت يوم الاثنين في العاصمة السورية انطوت على مجازفة بإغراق الشرق الأوسط بالمزيد من عدم الاستقرار.

تكلم مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، قائلا: “إن بلاده قلقة للغاية مما وصفه بتجاهل إسرائيل للقواعد الدولية ووصف الهجمات بأنها “أعمال متهورة”. كما انتقد نيبينزيا الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا بسبب “التلاعب اللفظي” في تطبيق المعايير المزدوجة برفض تلك الدول انتقاد إسرائيل مباشرة. وقال نيبينزيا موجها كلامه لسفراء أمريكا وبريطانيا وفرنسا: “إذا كانت سفارتكم هي التي تعرضت للهجوم أو قنصليتكم في المنطقة، فهل ستردون بنفس الطريقة؟”. “هذا هو نظامكم القائم على القواعد المزدوجة”. وتعتبر روسيا الحليف الوثيق لإيران، وهي التي دعت إلى عقد هذه الجلسة الطارئة لمناقشة الهجوم الإسرائيلي، بعد أن قدمت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة رسالة إلى المنظمة الدولية تقول فيها إن الغارات الجوية انتهكت القانون الدولي، وأسفرت عن مقتل سبعة أفراد من قوات القدس الإيرانية، بينهم ثلاثة جنرالات.

وقال روبرت وود، نائب المندوب الدائم للولايات المتحدة، أمام المجلس إن واشنطن أبلغت إيران بأنها غير متورطة في الهجوم وليس لديها علم مسبق به. ولم ينتقد وود إسرائيل بشكل مباشر، وقال بدلا من ذلك إن الولايات المتحدة قلقة بشأن استخدام إيران للميليشيات التي تعمل بالوكالة عنها في الأراضي السورية لمهاجمة أهداف إسرائيلية وقواعد أمريكية. وقال وود: “أي هجوم مؤكد على ممتلكات كانت في الواقع منشأة دبلوماسية سيكون مصدر قلق للولايات المتحدة”. وأضاف: “يجب حماية البعثات الدبلوماسية وممتلكاتها، وكذلك المقيمين الدبلوماسيين الرسميين، حتى في النزاعات المسلحة وخاصة فيما يتعلق بها”.

وقال شوانغ نائب سفير الصين لدى الأمم المتحدة إن الهجوم الإسرائيلي “ذو طبيعة شريرة للغاية” وينتهك سيادة كل من سوريا وإيران. وتعد الصين شريكا اقتصاديا رئيسيا لإيران وتساعد الحكومة على البقاء واقفة على قدميها ماليا من خلال شراء نفطها المحظور بسعر مخفض.

وحضر الجلسة كل من مندوبي إيران وسوريا.

 وقالت زهرة إرشادي نائبة سفير إيران لدى الأمم المتحدة إن إيران مارست حتى الآن “قدرا كبيرا من ضبط النفس” لكن للصبر حدود. ودعت إرشادي المجلس إلى محاسبة إسرائيل واتخاذ إجراءات ضدها.

وقال كوساي الضحاك سفير سوريا لدى الأمم المتحدة إن المجمع الدبلوماسي الإيراني يقع في منطقة مدنية مكتظة بالسكان في دمشق وبالقرب من مبان تضم بعثات دبلوماسية وبنوكا ووكالات دولية أخرى مثل برنامج الأغذية العالمي ومستشفى خاص وكلية تابعة لجامعة دمشق. وقال الضحاك “هذه المنطقة الحيوية يعبرها آلاف المدنيين يوميا. بعض هؤلاء المدنيين أصيبوا بجروح خطيرة”.

(القدس العربي)

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي