شارك المقال
  • تم النسخ

العالول: هناك الملايين من فلسطينيي الشتات يتمسكون بحق العودة وتحرير الوطن من الاحتلال

حاوره نورالدين لشهب


أكد زياد العالول، المتحدث الرسمي باسم المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج، والذي تأسس قبل عام بإسطنبول، أن المؤتمر ليس بديلا لمنظمة التحرير الفلسطينية؛ بل هو تيار شعبي ينسق مع جميع الفصائل الفلسطينية ومع المناصرين والمؤيدين لحقوق الشعب الفلسطيني.

وأشار زياد العالول، إلى أن أكثر من سبعة ملايين فلسطيني في الخارج، الذين يضمهم المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج، مستعدون لانضمامهم إلى منظمة التحرير الفلسطينية للدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني في الخارج، وعدم التفريط في هذه الحقوق والتي تشمل كل فلسطينيي الشتات بما في ذلك حق العودة والتحرير…

وتطرق الحوار مع زياد العالول للأهداف التي يعمل من أجل تحقيقها المؤتمر الشعبي، وعن علاقته مع الفصائل الفلسطينية وكذا المناصرين لقضية فلسطين في الخارج، وعن أشياء أخرى تكتشفونها في هذا الحوار..

نرحب بكم أستاذ زياد في حوار خاص..

مرحبا بكم، وأنا سعيد بوجودي بالمغرب من أجل التواصل مع الإعلام المغربي ومن خلاله مع الشعب المغربي الذي عهدنا به الوقوف إلى جانب حقوق الشعب الفلسطيني منذ عقود، وهذا الموقف الشعبي والرسمي يسعدنا في تعزيز حقوق شعبنا الفلسطيني..

أنت رئيس المؤتمر الشعبي الفلسطيني لفلسطينيي الخارج، والذي تأسس قبل عام تقريبا، ما هي أهداف تأسيس المؤتمر الشعبي الفلسطيني في الخارج؟

الأهداف تتمثل في استثمار إمكانات فلسطيني الخارج حتى يكون لهم دور بالخارج، فالفلسطينيون بالخارج يمثلون أكثر من 50٪ من تعداد الشعب الفلسطيني، وهؤلاء تم تهميشهم منذ اتفاق أوسلو، هذا الاتفاق يتحدث عن فلسطيني الداخل وتحديدا الضفة الغربية وقطاع غزة، ومنظمة التحرير الفلسطينية التي كانت تعمل ولها دور بالنسبة إلى فلسطينيي الخارج؛ غير أن هذا الدور اختفى بعد اتفاقية أوسلو، أي منذ أن عادت القيادة إلى الأرض المحتلة، إذ لم يعد هناك أنشطة بالنسبة إلى منظمة التحرير في الخارج، فوجدنا هناك فراغا كبيرا حصل.. وهكذا، أردنا استثمار قدرات الشعب الفلسطيني المنتشرة في شتى بقاع العالم من أجل الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني.

كما تعلم، يا عزيزي، فنحن في الخارج عددنا ضخم وتوجد إمكانات كبيرة من الفكر والإبداع والمال والاقتصاد، وموجودون في كل الاتجاهات، وحتى يكون لنا دور أسسنا هذا المؤتمر حتى يتسنى لفلسطينيي الخارج أن يكون لهم دور أساسي ورئيس في القضية الفلسطينية، وحتى يستطيع الفلسطينيون في الخارج أن يرفعوا صوتهم عاليا لدى القيادة الفلسطينية، وخاصة أن هناك حقوقا يمكن التنازل عنها في الداخل، ولا سيما أننا نتحدث عن فلسطين من فلسطين 1948 الذي هُجروا من أرضهم، فهذا المؤتمر يعزز ويقوي هذه الحقوق ويدافع عنها.

يعني أن المؤتمر هو مظلة تنسيقية لفلسطيني الخارج؟

طبعا، هو مظلة تنسيقية لفلسطينيي الخارج، يعنى أن المؤتمر يتعامل مع عشرات المؤسسات الفلسطينية الموجودة في كل العالم.

نحن في العام الماضي، مثلا، حين نظمنا حملة سميناها حملة بلفور وهو مشروع استعماري لإحياء الذكرى المئوية لوعد بلفور، استطعنا من خلال هذه الحملة التنسيق على مستويات عالمية حتى نوصل صوتنا إلى العالم كون الحكومة البريطانية ارتكبت جرما كبيرا أثناء الانتداب البريطاني، وقبله بإعطاء وعد للصهاينة بتأسيس دولة احتلال على أرض فلسطين وتقوية العصابات الصهيونية.

هذه الحملة كانت ناجحة حتى أصبح الهاشتاك عالميا، وجرى تنظيم مظاهرات ضخمة، وهذا بفضل الجهة المركزية المتمثلة في المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج.

يعني هذا بفضل المؤتمر الشعبي؟

نعم، عملنا هاشتاك ولجنة إعلامية بكل لغات العالم، وأصبح للحملة صدى كبير، كل منابر الإعلام العالمية تحدثت عنه، وحتى البرلمان البريطاني حصل داخله جدل سياسي حين طلبنا بالاعتذار، وصار هناك حراك كبير جدا في الموضوع.

هل المؤتمر يقتصر فقط على الفلسطينيين في الخارج؟

المؤتمر لا ينسق مع الآليات الفلسطينية وحسب، بل ينسق مع المناصرين للقضية الفلسطينية في العالم، مثلا هنا في المغرب نحن ننسق مع الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني، ولجنة مناهضة التطبيع… فكل هذه المؤسسات المساندة والداعمة لحقوق الشعب الفلسطيني ننسق معها.

طيب، هل تنسقون مع السلطة الفلسطينية أم أصبحتم بديلا لها خاصة بعد اتفاق أوسلو؟

نحن لا نعتبر أنفسنا بديلا للسلطة الفلسطينية، ونحن نعمل في مساحة شعبية؛ لأننا لسنا جهة رسمية، كما تعلم عزيزي…

أقصد التنسيق مع السلطة الفلسطينية؟

التنسيق يبقى محدودا، ننسق أحيانا على مستوى السفارات في الخارج؛ ولكن حين تحجم هذه السفارات على التنسيق، فلا يكون هناك تعاون..

لكن ينبغي التذكير بأن عملنا شعبي بالأساس، نحن لا نتعامل مع دول حتى نكون بديلا للسلطة، عملنا يقتصر فقط على العمل الشعبي، نتواصل مع أحزاب عربية وإسلامية وإنجليزية ومع شخصيات ومؤسسات، وكل هاذ الجهد نستثمره في دعم العشب الفلسطيني في الداخل.

في الداخل؟ كيف؟

نحن ندعم شعبنا الفلسطيني في الداخل، ندعم صموده في وجه الاحتلال، وندعم أي حراك للسلطة في الاتجاه الذي يخدم قضية شعبنا الفلسطيني.

مثلا، هل تزور أنت فلسطين؟

نعم، أنا أزور فلسطين..

أنت من مجد عسقلان، أي من فلسطين التاريخية.. هل تستطيع الدخول إلى مجد عسقلان؟

لا أستطيع الدخول إلا لقطاع غزة فقط، لأني ممنوع من الدخول للمناطق الأخرى من فلسطين، ولكوني ناشطا سياسيا فإسرائيل لا تسمح لي بذلك، ولا تعطيني تصريحا من أجل الدخول إلى أرضي وبلادي، والفلسطيني يحتاج إلى تصريح حتى يدخل بلده المحتلة.

ولكنك ناشط مدني ولست ناشطا سياسيا أو عسكريا؟

لكن هذا احتلال، والاحتلال لا يميز بين هذه الأمور التي ذكرت، وأنت تعلم أن الاحتلال منع ناشطين أوروبيين متعاطفين مع الشعب الفلسطيني من دخول أرض فلسطين، الاحتلال يمنع شخصيات غربية أوروبية تؤيد حركة المقاطعة، وكثير من المؤسسات الأوروبية ممنوعة من دخول الأراضي المحتلة لأنها تؤيد حركة المقاطعة.

هل تنسقون مع الفصائل الفلسطينية؟

طبعا، ننسق مع الفصائل الفلسطينية..

جميع الفصائل؟

بالطبع، ننسق مع جميع الفصائل؛ لأننا لسنا فصيلا بل تيارا شعبيا يضم كل قوى شعبنا الفلسطيني..

ما هو الفصيل الأقرب إليكم؟

كل الفصائل التي تنادي بحق العودة والحفاظ على الحقوق وتحرير الأرض هي قريبة منا ونتعاون معها مثل الجبهة الشعبية وحركة حماس والجهاد.. وحتى جزء من حركة فتح التي هي معنا، والجزء الآخر لهم رؤية أخرى..

هل تؤيدون المقاومة المسلحة؟

نحن نؤيد المقاومة بشتى أشكالها، وهذا الحق تكفله الشرائع الدولية، هناك تيار يقوده عباس يؤمن بالمفاوضات ولا شيء غير المفاوضات وحسب، ودورنا نحن مكمل لدور الفصائل ومعركتنا في التحرير والعودة.

هناك فلسطينيون يعانون الآن في المخيمات في سوريا ولبنان وأيضا في العراق بعد حاليا؟

لنا دور كبير من خلال عدد من المؤسسات الخيرية التي نرعاها، والتي تقوم بدورها على مستوى الشعبي كما هو معلوم، ونحن جهة شعبية وليست رسمية تمتلك إمكانات كبيرة ولا ميزانيات دول، بل نقوم بالدور الذي يتناسب مع إمكاناتنا البسيطة في إغاثة المحتاجين والفقراء والأيتام في المخيمات الفلسطينية في الخارج والداخل، وأيضا ندافع عن حقوق الشعب الفلسطيني، مثلا، إذا كانت هناك حقوق للجالية الفلسطينية فنحن نتبنى القضية.

هل لكم منخرطون في شتى بقاع العالم التي يوجد بها فلسطينيون؟

بالطبع، هناك هيئة عامة تضم 500 عضو من النخب الفلسطينية، ويقود المؤتمر هيئة تنفيذية حوالي 60 شخصا كلهم من النخب الفلسطينية، وخبرة كبيرة في العمل الوطني الفلسطيني، ومنتشرون في شتى بقاع العالم، من شخصيات قانونية وطبية وعلمية وإعلامية وسياسية ورجال أعمال ومهندسون، مثلا قسم النقابات كبير جدا من قبيل تجمع الأطباء في أوروبا وتجمع المهندسين في أوروبا والحقوقيين والقانونيين..

هل المؤتمر مفتوح في وجه الفلسطينيين فقط أم للمناصرين أيضا؟

المناصر يبقى مناصرا، يمكن أن يكون منخرطا أو عضو؛، ولكن لا يمكن أن يكون رئيسا أو ينتخب، لأن هذا المؤتمر هو خاص بالفلسطينيين، والمناصرون يؤيدون ويحضرون..

هناك شخصيات إسرائيلية مناصرة للقضية الفلسطينية، هل تنسقون معهم؟

لا ننسق معهم؛ ولكن لنا علاقة مع بعضهم، في بريطانيا مثلا لنا علاقة مع شخصيات من قبيل آلان بيبي وندعوه لمحاضرات أحيانا ولا حرج في ذلك، نحن مشكلتنا مع الصهيونية وليس مع اليهود كديانة، ولكن مشكلتنا مع الصهيونية ومن يدعمها.

هل يوجد يهود منخرطون بالمؤتمر؟

لا يوجد يهود منخرطون ولكن يوجد يهود داعمون، مثلا هناك مجموعة ناتوريكارتر اليهودية، وهي مجموعة يهودية موجودة في بريطانيا وأمريكا، وهي لا تؤمن بتأسيس دولة إسرائيل على أرض فلسطين؛ بل تعتبر هذا نهاية لليهود، ولذلك فهي ضد الصهاينة وهم معنا في كل المظاهرات، وهذه المجموعة من اليهود مناصرة وداعمة لحق الشعب الفلسطيني وللمؤتمر الشعبي.

ماذا حققتم خلال عام من التأسيس؟

من خلال سنة واحدة، استطعنا تأسيس اللجان وممثلين ومنسقين لنا في معظم دول العالم، وأصبحنا جسما كبيرا يُضرب له الحساب في موضوع قضية الشعب الفلسطيني، فعندما تتحدث عن فلسطينيي الخارج فأنت تتحدث عن المؤتمر الشعبي لفلسطينيي بالخارج، فهو هيئة تمثيلية ولا يوجد هناك أي هيئة منافسة في موضوع فلسطينيي الخارج.

هل هناك تعامل مباشر مع السلطة؟

لا يوجد تعامل مباشر مع السلطة.

ولماذا لم تنضموا إلى منظمة التحرير الفلسطينية؟

نحن نطالب بالانضمام إلى منظمة التحرير الفلسطينية؛ لكن للأسف فالمنظمة مغلقة.. نحن طالبنا بإصلاح المنظمة وإحيائها لتمثيل كل الفلسطينيين بالداخل والخارج؛ لكن الحاصل الآن هو أن الجاليات الفلسطينية غير ممثلة في منظمة التحرير الفلسطينية، وهناك أحزاب وفصائل قاطعت المجلس الوطني الفلسطيني الذي انعقد مؤخرا في رام الله مثل الشعبية وحماس والجهاد، والفصائل الموجودة في سوريا كلها قاطعت..

كما أن كل مؤسسات أوروبا قاطعت، وأيضا أمريكا الجنوبية وأمريكا الوسطى وجزر الكاريبي… كلها قاطعت لأنها تعتبر أن هناك استفرادا في القرار الفلسطيني.

يعتبر الإعلام بمثابة الكتاب المقدس لأي مشروع سياسي أو مدني؟

بالطبع، لنا لجنة قوية في المؤتمر مخصصة للإعلام تنشط على وسائل التواصل ولنا علاقات مع قنوات ومنابر عربية وإسلامية..

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي