أكد عبد اللطيف ميراوي وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار أمس الثلاثاء بالدارالبيضاء أن التثمين الترابي هو حجر الزاوية في أي استراتيجية تنموية، وهو ما نصت عليه توصيات النموذج التنموي الجديد (NMD) الذي تضمن محورا استراتيجيا خاصا بالمجالات الترابية.
وأشار ميراوي، خلال الجلسة الافتتاحية للدورة الثالثة للملتقى السنوي « Africa Place Marketing » المنظمة بمبادرة من شركة التنمية المحلية Casablanca Events & Animation ، على أهمية تثمين المجالات الترابية بشكل يسمح للجهات والمدن بالتحرر والتطور بشكل مستقل.
وفي هذا الصدد استحضر الوزير المناظرات الجهوية لمخطط تسريع التحول بشأن منظومة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار (PACT-ESRI 2030)، والذي يضع الجامعة في صلب الدينامية التنموية الترابية حتى تتمكن من الإيفاء بمهمتها الوطنية والدولية.
وأشركت هذه المناظرات مختلف الفاعلين الجهويين بالمملكة بما في ذلك الفاعلين الاقتصاديين والمجتمع المدني، فضلا عن الفاعلين في المنظومة الجامعية، وذلك بهدف دراسة سبل بناء جامعة مدركة للتحديات والرهانات الدولية ومتجذرة في عمق مجالها الترابي.
وتمت الإشارة إلى أنه في ختام هذه المناظرات جرى صياغة 3000 توصية وإبرام 127 اتفاقية تعاون بين الجامعات والفاعلين الجهويين، وذلك بهدف تعزيز التعاون المستدام والمؤسسي، ثم إعداد الشباب لرفع تحديات المستقبل وإبراز المزايا التنافسية ورافعات جاذبية المجالات الترابية.
وبخصوص الأدوات والآليات التشغيلية للشراكة بين الجامعة والجهة ذات القيمة المضافة العالية، دعا السيد ميراوي إلى مشاركة الهياكل البحثية الجامعية في طلبات العروض التي تطرحها الجهات، مع إنشاء مراصد جهوية والمراكز الاستباقية الترابية بغرض تقديم المشورة لصناع القرار الجهويين.
وأخذا بعين الاعتبار الجامعة كرافعة للتأثير المجالي والجاذبية، أشار الوزير إلى أن التميز في التكوين والبحث يمنح رؤية قارية ودولية للجامعة مع آثارها إيجابية على الجهة.
وعلى المستوى الاقتصادي، أشار الى أن الجامعة تجلب للمجالات الترابية الاستثمارات الوطنية والدولية بحثا عن الموارد البشرية عالية الجودة.
وفي السياق ذاته، شدد ميراوي على أهمية تطوير فروع التكوين بشكل يستجيب لحاجيات النسيج الإنتاجي على مستوى المجال الترابي، وتعزيز قدرات الموارد البشرية للجماعات المحلية من خلال برامج العمل البحثي التي تركز على الأولوية الجهوية وتقديم حلول عملية ومبتكرة للمشاكل المحلية.
فعلى مدار يومين من عمر النسخة الثالثة للملتقى السنوي « Africa Place Marketing »، المنظمة تحت شعار « المشاركة المواطنة، من أجل تسويق إقليمي ومستدام وشامل »، يتدارس المشاركون في الملتقى المكانة التي يتعين على المواطن احتلالها بشأن جاذبية المدن الأفريقية.
وبناء عليه، فإن المتدخلين من خبراء وباحثين ومهنيين في التسويق وإدارة الترابية، مدعوون لتبادل خبراتهم وتجاربهم بشأن مختلف جوانب الحكامة الإقليمية، مع التركيز بشكل خاص على المشاركة المواطنة في ما يتعلق بجاذبية المدن الأفريقية وخططها التنموية.
تعليقات الزوار ( 0 )