شارك المقال
  • تم النسخ

ياسين البصراوي.. تلميذ يحلم أن يصبح أول رائد فضاء مغربي بوكالة “ناسا”

ياسين البصراوي، تلميذ بالسنة الأولى باكالوريا علوم رياضية، مشارك بمسابقة RACE2SPACE التي تنظمها جمعية المغرب العلمي بشراكة مع سفارة الولايات المتحدة الأمريكية بالرباط  في نسختها السابعة.

ومنذ نعومة أظافره، يحلم ياسين البصراوي بأن يكون أول رائد فضاء مغربي بوكالة الناسا، كما يطمح بأن يحقق إنجازا تاريخيا باسم بلاده المغرب في مجال علوم الفضاء.

البصراوي، من مواليد سنة 2004 والذي يتحدر من مدينة الرباط، قال في حوار مع “بناصا” إن الأسئلة الوجودية الحارقة  والمحيرة التي لم يجد لها أجوبة  بخصوص أسرار الفضاء، دفعته للبحث والمطالعة.

ويحكي ياسين كيف كان يستهزأ به بعض الأصدقاء عندما يعبر لهم عن حلمه بأن يكون رائدا فضائيا، لكن حلمه كان يكبر رغم قلة التشجيعات، وكانت أولى مفاتيح العلم بالنسبة له  هي تعلم اللغة الإنجليزية، التي يتحدث بها الآن بطلاقة.

وهذا نص الحوار كاملا:

حدثنا عن حلمك في أن تصبح أول رائد فضاء مغربي بوكالة “ناسا”؟

منذ صغري وأنا أطرح الكثير من الأسئلة على والدي، من قبيل لماذا السماء بهذا الشكل، ولماذا توجد مليارات النجوم بمجرتنا، وهل سبق لشخص ما أن صعد إلى الفضاء، وماذا يوجد خلف النجوم، وهل توجد مخلوقات أخرى في الفضاء وغيرها من الأسئلة التي تبدأ ولا تنتهي.

بدأت باكتشاف عالم الحيوانات التي تحيط بنا، ومن ثمة شرعت بربط الأسئلة والاحتمالات والفرضيات بوجود كائنات أخرى في عوالم موازية لعالمنا، كما ساعدني التأمل في تاريخ الأهرامات بمصر وكيفية بنائها الهندسي، رغم أن الفراعنة لا يملكون التكنولوجيا التي تزخر بها البشرية في يومنا هذا.

وأثار انتباهي ارتفاع الأهرامات وبدأت أتساءل كيف للإنسان القديم أن يصنع تلك المعجزات، فاتجهت إلى نظرية المؤيدين الذي يقولون إن هناك كائنات أخرى ساعدت الفراعنة في بناء الأهرامات، وحتى تلك القصص التي كنت أقرأ عن الفضاء ساهمت في توسيع خيالي وغيرت رؤيتي للكون.

وبالبحث المتواصل تمكنت من الوصول إلى العديد من الأجوبة للأسئلة التي كنت أطرحها على والدي الذي كان يجد نفسه في الغالب عاجزا عن الرد عنها، إلا أنني بفضل محركات البحث وتعلمي للغة الإنجليزية تمكنت من سبر غورة المجهول.

وأنا الآن أتابع أعمال المغاربة بوكالة ناسا، نظير كمال الودغيري، سلوى رشدان، عثمان بن عفان وغيرهم من العلماء المغاربة والعرب، بيد أنه لم يسبق لأي عالم مغربي من هؤلاء أن خاض تجربة أن يكون رائدا للفضاء، إذ أن أغلب المغاربة هناك يهتمون ببرمجة روبوتات أو تطوير برمجة الصواريخ ومعدات الفضاء.

هل تعتقد بأن تحقيق طموحك بأن تكون أول رائد فضاء مغربي سيكون سهل المنال؟

صراحة، ممكن أن يكون هذا الحلم صعب المنال في البداية ، إلا أنني بعزمي وإصراري وتشبتي بتحقيق حلمي، سأتمكن من الوصول إلى هدفي، الذي شرعت في رسمه الآن بداية من تعلم اللغة الإنجليزية إلى الحصول على الجنسية الأمريكية.

وبدون جنسية لن أتمكن من أن أكون رائدا للفضاء، حيث أن هناك مساطر وقواعد وقوانين منصوص عليها لا تسمح للدول التي لا تملك قواعد فضائية بالصعود إلى الفضاء، نظير ما تمتلكه روسيا مثلا أو الصين أو ألمانيا، وفي المغرب للأسف لا نملك شيئا من ذلك وبالتالي فالجنسية المغربية لن تحقق حلمي.

المغرب لا يفكر حاليا في صناعة وعلوم الفضاء، رغم أنه مجال بحث مهم نظرا للإشكالات الكبرى التي يعيشها العالم مثل الاحتباس الحراري والكوارث الطبيعية والكثافة السكانية التي تلزمنا بالبحث عن أماكن وبدائل جديدة للعيش فيها مستقبلا.

ويلزمنا أن نعيش في أماكن أخرى لأن هذه الأرض ستضيق يوما بما تحمله، وهناك تجارب الآن على تجري على كوكب المريخ مثل الزراعة بسبب توفر نسب مهمة من الأوكسجين، وتبين أنه صالح للعيش رغم ارتفاع درجات الحرارة بالنهار وانخفاضها بشكل كبير بالليل.

كيف راودتك فكرة الصعود إلى المريخ؟

قبل تقديم الاستثمارة للمشاركة بمسابقة RACE2SPACE يتم طرح نفس السؤال الذي طرحته الآن، وسبق أن أجبت بأن “lack of knowledge” أو جهلي للمعرفة هو الذي دفعني للبحث عن الأجوبة، والاستمرار في البحث وتعلم قواعد اللغة الإنجليزية، لأن ملء الاستثمارة وتقديم الفكرة مصورة يكون بالإنجليزية.

ورغم ما تقدمه الشبكة العنكبوتية من معلومات غزيرة بخصوص عدد من المواضيع ذات الصلة بما أبحث عنه، إضافة إلى ما يقدمه موقع “ناسا” من مقالات وفيديوهات، إلا أنني أحلم بمعانقة النجوم واكتشاف الفضاء وأن أكون أول رائد فضاء مغربي.

لماذا اخترت بالذات أن تكون رائد فضاء وليس شيئا آخر؟

اخترت أن أكون رائدا للفضاء كحلم أتمنى أن يتحقق، لسبب بسيط هو أنني أملك المئات من الأسئلة وأبحث لها عن أجوبة، ولن يتحقق ذلك إلا أن أكون في الفضاء الخارجي الذي آراه الآن بالعين المجردة، أرغب في رؤية الأرض من الفضاء هل هي كروية أم مسطحة؟

أنا لا أرغب فقط بأن أكون موظفا بسيطا في وكالة “ناسا” على غرار باقي العلماء العرب الذين يشتغلون في عدد من التخصصات هناك، وإنما رائدا يضع قدمه كأول مغربي في الفضاء، فأنا تلميذ شغوف ومثابر وكثير المطالعة والبحث وهي أدوات أسعى من خلالها للوصول إلى حلمي.

وفي المقابل، أنا أطالع سياسات الدول ونجاحاتها، وأهتم أيضا بالمواضيع الاقتصادية والاجتماعية، وأقرأ كثيرا عن الدول التي كانت تحت خط الفقر وكيف استطاعت أن تحقق نهضة اقتصادية ومعرفية، كما أكتب ملخصات وتقارير أحتفظ بها لنفسي.

حدثنا قليلا عن شروط المشاركة في مسابقة  RACE2SPACE؟

هي مسابقة علمية ينظمها المغرب العلمي (Scientific Morocco) بشراكة مع سفارة الولايات المتحدة الأمريكية بالرباط، لفائدة طلاب الثانوي، ويشترط أن يبسط فيها المترشح موضوعا علمية لا تتجاوز مدتة الزمنية ثلاثة دقائق، كما يشترط أن يكون التقديم باللغة الإنجليزية.

ومن بين المواضيع التي يجب التطرق إليها وتبسيطها: علوم الحياة والأرض، الرياضيات، أو الفزياء، بشرط أن يتضمن تجربة مصورة.

كما تمر المسابقة من عدة مراحل انتقائية لاختيار أفضل الطلبة، والتي تضم في الغالب 40 طالبا، وبعد ذلك يتم حصر العدد إلى 12 بعد مرحلة التصويت، علاوة على شروط أخرى تقوما بها لجنة علمية.

وفي المرحلة النهائية، يتم اجتياز اختبار المحادثة مع السفارة الأمريكية وقبلها جمعية المغرب العلمي، لقضاء أسبوع في مخيم الفضاء التابع للإدارة الوطنية للملاحة الجوية والفضاء (الناسا NASA) مع ثلة من المختصين ورواد الفضاء بالاضافة الى رحلة ثقافية بالعاصمة واشنطن.

ماهي رسالتك التي تود أن توجهها إلى المغاربة من خلال جريدة “بناصا”؟

لطالما كان حلمي أن أصبح أول رائد فضاء مغربي بوكالة الناسا NASA، والآن أنا أكثر إصرارا من أي وقت مضى لتحقيق حلمي بل و أكثر من ذلك: هدفي.

والآن، أنا بأمس الحاجة لمساعدة كل المغاربة لزيارة مخيم الفضاء بأمريكا وتمثيل المغرب في هذا الحدث الدولي: لقضاء أسبوع في مخيم الفضاء التابع للإدارة الوطنية للملاحة الجوية والفضاء (ناسا NASA) مع ثلة من المختصين ورواد الفضاء بالاضافة الى رحلة ثقافية بالعاصمة واشنطن.

ياسين، التلميذ المغربي المثابر، لم يحالفه الحظ، السنة الماضية من حجز مقعده بمخيم الفضاء بالولايات المتحدة الأمريكية، ضمن 24 متسابقين نهائيين،  لكن إصراره المتواصل قاده إلى المشاركة مرة ثانية في النسخة السابعة لسباق الفضاء، وتم اختياره ضمن 40 مشارك من ضمن 1200 متسابق.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي