شارك المقال
  • تم النسخ

وسط مخاوف إسبانية من التقارب المغربي الإسرائيلي.. هذه تفاصيل ومستجدات صناعة سفينة “Avante 1800” الحربية

شرعت شركة “Navantia” الإسبانية المتخصصة في صناعة السفن الحربية، هذا الأسبوع، في بناء سفينة “Avante 1800” الحربية لصالح البحرية الملكية المغربية، حيث تمت عملية قطع الصفائح الحديدية التي ستشكل الهيكل الخارجي للسفينة في أحواض بناء السفن في سان فرناندو في مقاطعة قادس.

وستعزز هذه السفينة الحربية المتطورة طموحات وتوقعات المغرب في أعالي البحار، والتي عملت في الأشهر الأخيرة على تسريع وتيرة تعزيز قدراتها العسكرية من خلال عمليات استحواذ واتفاقيات أخرى بمليارات الدولارات مع دول قوية نظير إسرائيل والولايات المتحدة ثم الصين.

ووفقا للمعطيات التي قدمتها صحيفة “الكونفيدنشال” الإسبانية، فإن الإعلان عن مشروع السفينة الحربية، تم في يناير 2021، لكنه أصيب بالشلل في خضم الأزمة الثنائية بين الرباط ومدريد، والتي تصاعدت بعد الدخول السري لزعيم جبهة البوليساريو إبراهيم غالي إلى إسبانيا وموجة الهجرة في سبتة ومليلية.

ويبلغ طول سفينة “أفانتي 1800” حوالي 90 مترًا وعرضها 13 مترًا وسيضم طاقمها المكون من 46 شخصًا (بسعة اثني عشر آخرين)، بالإضافة إلى ذلك، سيتم تجهيز السفينة بمدفع رئيسي 76/57 ملم ومدفعين ثانويين 25/30 ملم، ونظام قاذفة صواريخ وسطح قادر على نقل طائرة هليكوبتر (أو عدة مركبات مستقلة).

واستنادا إلى المعطيات ذاتها، فإن إزاحة السفينة عند الحمولة الكاملة، يبلغ حوالي 2100 طن، بينما تصل سرعتها القصوى 26 عقدة،  ويصل مداها 3000 ميل بحري، ولديها القدرة على البقاء في البحر لمدة 21 يومًا.

وقالت نافانتيا في مذكرة لها إن “بناء هذه السفينة الحربية لصالح المغرب يشمل أيضًا حزمة الدعم الفني واللوجستي (قطع الغيار والأدوات والتوثيق الفني)، بما في ذلك خدمات التدريب الفني لأفراد البحرية الملكية المغربية في إسبانيا”.

التنويع العسكري

وبحسب الصحيفة عينها، فإن الرباط تعمل على زيادة وتيرة مشترياتها العسكرية لسنوات، من استثمار 3.26٪ من الناتج المحلي الإجمالي في 2019 إلى حوالي 4٪ في 2023، وهو مستوى يتوقع المحللون أن يظل مستقراً حتى عام 2028 على الأقل.

وأكدت “غلوبال داتا”، الشركة الدولية للاستشارات وتحليل البيانات، في تقرير لها أن القوات المسلحة المغربية مجهزة أولاً وقبل كل شيء لإمكانية الاضطرار إلى خوض حرب تقليدية مع الجزائر؛ وثانياً، لمواجهة التهديدات المحتملة من طرف الجماعات المتطرفة المسلحة.

وتوقع خبراء “غلوبال داتا”، أن احتمالية نشوب صراع مفتوح بين البلدين في شمال إفريقيا منخفضة للغاية، مشيرين إلى أن التوتر الخطابي والأزمات الداخلية لكل من الطرفين يمكن أن تؤدي إلى سيناريو محدد.

االقصاصة الإخبارية ذاتها، لفتت إلى أن العلاقات الثنائية مع إسبانيا في أكثر اللحظات حساسية منذ أزمة بيريجيل (2002) وأنه على الرغم من قرار الرئيس بيدرو سانشيز بدعم خطة الحكم الذاتي المغربية للصحراء، إلا أنها ليست على المسار الصحيح تمامًا.

ويعتقد بعض المحللين أن الأمر قد يتفاقم في حالة تغيير الحزب أو الائتلاف الحكومي، حيث اتهمت المعارضة مرارا الحكومة بالاستسلام للمغرب وعدم الرد بشكل مناسب على “الاستفزازات” مثل حادثة العام الماضي بين سفن عسكرية مغربية وسفن مدنية إسبانية.

ومن بين المستجدات في عملية إعادة التسلح المغربية هذه تنوع المشترين، وتاريخياً، كان الموردون الرئيسيون للمملكة المغربية هم الولايات المتحدة وفرنسا, لكن منذ عامين، بدأت كل من إسرائيل والصين في الظهور كشريكين رئيسيين جديدين للرباط.

مخاوف إسبانية من التقارب المغربي الإسرائيلي

وتعتبر حالة إسرائيل ذات أهمية خاصة، حيث أنه بالإضافة إلى عمليات الشراء المحددة، يتم السعي للتعاون الصناعي، مثل تركيب مصنعين للطائرات بدون طيار (كاميكازي) (الذخائر المتسكعة) من قبل شركة Elbit Systems في الأراضي المغربية.

ويشغل المغرب بالفعل عدة نماذج من الطائرات بدون طيار وكان سيطلب العديد من أنظمة الدفاع المضادة للطائرات والمضادة للطائرات بدون طيار من إسرائيل، التي أقامت معها رسميًا علاقات دبلوماسية بعد اتفاقيات أبراهام 2020 برعاية دونالد ترامب مع العديد من الدول العربية.

وتظل الولايات المتحدة الحليف الأمني ​​والدفاعي الرئيسي للمغرب، وفي أبريل، أعطت وكالة التعاون الدفاعي والأمني ​​الأمريكية (DSCA) الضوء الأخضر لبيع معدات عسكرية للمغرب مقابل 700 مليون يورو تقريبًا، وتتضمن الحزمة 18 قاذفة صواريخ عالية الدقة من طراز M-142 Himars، بالإضافة إلى صواريخ تكتيكية GMLRS و ATACMS (بمدى يصل إلى 300 كيلومتر) ، ومركبات عسكرية M-1152A1 HMMWV وشاحنات الإمداد.

كما سمحت ببيع 40 وحدة من AGM-154 JSOW (أسلحة المواجهة المشتركة)، وهو سلاح مصمم ليتم إطلاقه من الطائرات لمهاجمة أهداف على مسافات متوسطة دون تعريض الطائرة لدفاعات العدو.

ووافقت واشنطن مؤخرًا على التبرع بـ 500 عربة عسكرية للجيش المغربي مقابل 10 ملايين دولار في إطار برنامج مواد الدفاع الفائضة (EDA)، الذي كان المغرب مستفيدًا منه منذ سنوات، حيث إن هذاالارتباط العسكري للرباط بالولايات المتحدة له أيضًا مشتق جيوسياسي يقلق الجيش الإسباني.

ويقترح مسؤولون أميركيون رفيعو المستوى مثل السناتور الديمقراطي عن ولاية أريزونا مارك كيلي دمج القوات المسلحة المغربية في القيادة العسكرية الأمريكية للشرق الأوسط (Centcom)، مما سيضيف إلى دورهم الرئيسي بالفعل في أفريكوم.

وأشارت الصحيفة الإسبانية، إلى أن بعض الأوساط الإسبانية، تنظر إلى هذا الانسجام الجيد بين المغرب وإسرائيل بريبة كبيرة، ويقول ضابط عسكري كبير في الاحتياط الإسباني: “هذا الارتباط ينمو منذ سنوات ولم يتم عمل أي شيء هنا لمواجهة هذا الاتجاه، بينما يتضاءل نفوذ إسبانيا في أوروبا، وأصبح المغرب شريكًا مهمًا بشكل متزايد للولايات المتحدة”.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي