شارك المقال
  • تم النسخ

وسط تعاطف دولي.. مغاربة يستنكرون “عدم اهتمام” رئيس الحكومة بقضية ريان

تواصل فرق الإنقاذ مسارعة الزمن لإنقاذ الطفل ريان العالق في عمق 32 متر تحت الأرض في ثقب مائي قرب منزله نواحي مدينة شفشاون المغربية، في آخر مراحل العملية التي وصفها الكثيرين بالمعقّدة والحسّاسة، وهي العملية التي شدّت أنظار العالم وتتناولها كبريات القنوات العالمية بتقنية المباشر بشكل متواصل.

وفي الوقت الذي لقيت واقعة الطفل ريان تعاطفا دوليا واسعاً، وهي الحملة التي انخرط فيها مشاهير في عدد من المجالات إلى جانب السياسيين والمسؤولين الحكوميين في المغرب وفي عدد من دول العالم عبر حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، استنكر عدد من المغاربة، غياب أي تدوينة أو شريط فيديو يبدي فيه رئيس الحكومة المغربية عزيز أخنوش، تعاطفه مع الطفل وأهله عبر صفحته التي تضم ما يزيد عن نصف مليون متابع.

وعاينت جريدة “بناصا” عدد من التدوينات في هذا الصدد لمسؤولين حكوميين وبرلمانيين ووزراء سابقين، أهمها تدوينة سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة السابق، الذي نشر تدوينة يكشف فيها عن مستجدات عملية الإنقاذ التي وصفها بـ”أعقد عمليات الإنقاذ المماثلة بسبب تساقط وانجراف التربة، وطول المسافة”.

وأضاف العثماني: “نسأل الله السلامة والعافية لريان الذي منذ أن أعلن عن سقوطه في البئر، ونحن نتابع كمغاربة عملية الإنقاذ، أولا بأول، فاللهم رحمتك بالطفل ريان وبأسرته، وتحية للأطقم التي واصلت الليل بالنهار من أجل إنقاذه من الوقاية المدنية والأطقم الصحية والمهندسين والدرك الملكي والسلطات المحلية وغيرهم ممن يباشرون عملية تحتاج إلى الدقة والبراعة، ويبقى أملنا في الله تعالى أن يعين في إنقاذ ريان ويعيده إلى أهله وكل المترقبين سالماً غانماً”.

في هذا السياق، علّق محمد الراجي، الصحفي المغربي عن تدوينة العثماني قائلا: “رئيس الحكومة السابق يكتب عن قضية الطفل ريان، عقبال رئيس الحكومة الحالي!”.

قبل أن يضيف في تدوينة ثانية على حسابه على موقع فايسبوك: “العالم كله يتابع عملية إنقاذ الطفل ريان. سفارات الدول الكبرى (كندا، السويد، بريطانيا…) والاتحاد الأوروبي، نشرت في صفحاتها على فيسبوك تغريدات تضامنية مع ريان.. تتصفح صفحة رئيس “حكومتنا” فلا تجد فيها أي إشارة إلى قضية الطفل الذي قضى تحت الأرض أربعة أيام وكأن الأمر لا يعنيه”.

وتساءل الراجي قائلا: “أفلا يستحق منك ريان تضامنا ولو ببضع كلمات أسي عزيز؟! بضع كلمات فقط”.

من جتهته، قال الإعلامي كريم حضري، أنه “حين كان المنتخب المغربي يستعد للسفر إلى الكاميرون للمشاركة في كأس أمم إفريقيا لكرة القدم، في مشاركة مخيبة أنفقت من أجلها الملايين ورصدت لها إمكانيات كبيرة هي الأهمّ على المستوى الإفريقي ككلّ؛ حينها كان “أربعة وزراء” يتسابقون لزيارة المنتخب قبل سفره، طمعاً في التقاط الصور”.

أمّا اليوم، يضيف حضري، “وهنالك طفل مغربي عالق في غياهب الجبّ في عمق بطن الأرض، في أزمة إنسانية استثنائية مستمرة منذ خمسة أيّام، لم يكلّف هؤلاء الوزراء، ولا غيرهم، أنفسهم عناء التنقل إلى مكان الواقعة، لتقديم الدعم المعنوي لعائلة الطفل ريان ولتحفيز الأطقم البشرية وفرق الإنقاذ التي تصل الليل بالنهار لإنقاذ ريان مغامرين بحياتهم وسلامتهم”.

وتأسف المتحدّث ذاته عن غياب “الفاعلون السياسيون الحكوميون عن المشهد ويخلفون الموعد، في وقت تدّعي فيها الحكومة أنها اجتماعية”. وفق تعبير حضري.

وكشفت مصادر إعلامية بأن أخنوش يتواجد، حالياً، في مدينة الناظور حيث يشارك في ملتقى فكري منظم من طرف كل من حزب “التجمع الوطني للأحرار” و “مركز الشروق للديمقراطية والإعلام وحقوق الإنسان” و “فعاليات الحركة الأمازيغية”، حول موضوع ”تنزيل مقتضيات القانون التنظيمي للأمازيغية: تصورات إجرائية”.

وبشأن عملية الإنقاذ، وفي آخر تصريح رسمي في الموضوع، كشف مصدر من السلطات المحلية بشفشاون لوكالة المغرب العربي للأنباء، أنها بلغت مراحل جد متقدمة.

وأكد أن جهود الإنقاذ المتواصلة بلغت مرحلة جد متقدمة، مبرزا انه من الصعب تحديد حيز زمني لنهاية العملية بسبب طبيعة ارض الجزء المتبقي المعين حفره في الفجوة الأفقية الرابطة بين البئر والحفر الموازية.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي