شارك المقال
  • تم النسخ

“منْ الخَيْمَة خْرَجْ مَايْلْ”.. تناقضات تحالف “سومار” في قضايا السياسة الخارجية تبخّر أحلام “البوليساريو”

يبدو أن الضجة التي أثارتها المواقع الموالية لجبهة “البوليساريو” الانفصالية، بخصوص عودة يولاندا دياز، زعيمة تحالف “سومار”، إلى دعم أطروحة “جماعة الرابوني”، بشكل علنيّ، ودون تحفظ، لم يكن لها أي جدوى.

دياز ظلت خلال فترة الأزمة المغربية الإسبانية، صامتةً بخصوص المغرب، أو حذرة في تصريحاتها الخاصة به، إلى درجة اتهامها من قبل زملائها في حزبها السابق “بوديموس”، بالانحياز إلى الرباط.

وتحدثت تقارير إعلامية وقتها، عن أن مواقف دياز، صارت قريبة من المغرب، وأن الأخير، وجه إليها الدعوة لحضور الاجتماع رفيع المستوى المنعقد في فبراير الماضي، قبل أن يتبين أن ذلك غير صحيح لاحقا.

عقب شهور “الصمت أو الحذر”، عادت دياز لخرجاتها المعادية للمغرب، حيث وصفت المملكة في مقابلة أجرتها مع قناة “لاسيكستا”، بـ”الديكتاتورية”، مؤكدةً أنه في حال وصولها لرئاسة الحكومة، يتغير موقف سانشيز من نزاع الصحراء.

رغم موالاتها لـ”البوليساريو”، وإعلانها ذلك صراحة، من خلال تصريحاتها، أو لقاءاتها مع مسؤولي الجبهة الانفصالية، على رأسهم ممثلها في إسبانيا عبد الله عرابي، إلا أن دياز، لم تشترط ذلك للترشح باسم “سومار”.

في هذا الصدد، سلط موقع “vozpopuli”، الضوء على تناقضات التحالف اليساري الجديد، في قضايا السياسة الخارجية، من المغرب إلى أوكرانيا، وعلى حظوظه في الانتخابات العامة المقبلة.

وقال المصدر، إن تحالف سومار، يشبه “مجتمع الجيران”، خاصة فيما يتعلق بالسياسة الخارجية، مضيفاً أن الخلافات حول الموقف من الصحراء، ليست نقطة الاحتكاك الوحيدة بين “السوماريات” و”السوماريين”، فالموقف من الحرب في أوكرانيا، يكاد يكون عدائيا بين أعضاء التحالف.

داعمون لمغربية الصحراء، وموالون لـ”البوليساريو”

وأوضح الموقع، أن أغوستين سانتوس مارافير، صاحب المركز الثاني في فريق ويلاندا دياز في مدريد، قال في تصريحات لـ”EFE”، إن المغرب، ليس “ديكتاتورية”، وهو انتقاد، صريح تقريبا، لما صدر عن زعيمة التحالف سابقا، حين وصفت المملكة بـ”الديكتاتورية”.

وقال مارافير، إن النظام في المغرب، هو عبارة عن “سيادة مشتركة”، بين الملك والشعب، مؤكداً أن المملكة “شريك استراتيجي”، لابد من “تطوير فضاء من الازدهار المشترك” معها. كما نفى أن يكون هناك انتشار لـ”انتهاكات حقوق الإنسان في المغرب”، معتبراً أن بعض الحالات، “استثنائية”.

وواصل مارافير دفاعه عن المغرب، مؤكداً أن ما قامت به حكومة بيدرو سانشيز، بخصوص نزاع الصحراء، لم يكن تحولا سياسيا، بل مجرد اتباع لـ”إملاءات الأمم المتحدة”، بشأن الملف، في إشارة إلى الدعوة الأممية المستمرة، عبر مجلس الأمن، إلى حل سياسي وواقعي وعملي، للنزاع، وتنويهه المتكررة بمبادرة الحكم الذاتي.

بعدها، تذكر “فوزبوبولي” خرج مجموعة من أعضاء “سومار”، لاستنكار تصريحات سانتوس، كما أن المتحدث باسم الحملة الانتخابية للتحالف، إرنست أورتاسون، انتقد هو الآخر ما قاله الرجل الثاني في قائمة دياز في مدريد، حيث قال “إن المغرب ليس دولة ديمقراطية”، وأن الحزب “يدافع عن حرية تقرير المصير في الصحراء”.

وحاول أورتاسون، الدفاع عن وحدة تحالف “سومار”، وإنكار وجود أي تناقضات داخلية، بل وصل به الأمر، إلى اعتبار أن تصريحات سانتوس، منسجمة مع موقف تيش سيدي، المرشحة الثالثة في قائمة دياز، وهي ناشطة صحراوية، موالية لـ”البوليساريو”، وتدافع عن أطروحتها الانفصالية، وفق الجريدة الإسبانية.

أوكرانيا، نقطة خلاف أخرى داخل تحالف “خرج مائلاً من الخيمة”

ووفق ما أوردته الصحيفة الإسبانية، فإنه في الوقت الذي تعتقد فيه دياز، أن لأوكرانيا الحق في الدفاع عن نفسها ضد روسيا، وهو ما صرحت به في برنامج نشر على قناة “لاسيكستا”، يعتقد حلفاؤها الشيوعيو، أن الحرب جاءت بسبب استفزاز حلف “الناتو”، المتواصل لروسيا، وأن السبيل الوحيد لإنهائها يكمن في استسلام رجال زيلينسكي.

هذه التناقضات، حسب مراقبين، من شأنها التأثير على وحدة التحالف بعد الانتخابات المقبلة، فسواء وصل إلى البرلمان، مؤيدون للحرب الروسية على أوكرانيا، أو معارضون لها، أو داعمون لمغربية الصحراء، أو موالون للانفصال، فإن الفئة الخاسرة لن تكون راضية عن الأمر، ويمكن لذلك أن ينعكس سلباً لاحقاً.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي