شارك المقال
  • تم النسخ

“فأر في القسم”.. الواقعة تُعيد النقاش بين المغاربة حول حال المدرسة العمومية

خلف قرار إدارة ثانوية تأهيلية بمدينة مكناس، بطرد أربعة تلاميذ وتوقيف آخر عن الدراسة لمدة شهر، على خلفية شريط فيديو يوثق إدخال فأر كبير إلى القسم من طرف المعنيين بالأمر، نقاشا حادا بين المغاربة على مواقع التواصل، حول الحال الذي وصلت إليه المدرسة العمومية.

وقد أعرب غالبيتهم عن أسفهم البالغ للسمعة “السيئة” التي صارت لصيقة بالمدارس العمومية المغربية، من خلال استدلالهم، ليس لهذه الحالة فقط، ولكن لحالات عديدة سابقة، كان آخرها اعتداء تلميذ على أستاذه بمدينة خنيفرة.

وفي ظل هذا التكرار المستمر لهذه الظواهر، وفي ظل فشل أدوات الردع والتأديب في الحد من الظاهرة، شدد المتتبعون المغاربة من رواد التواصل، على ضرورة إعادة هيكلة المدرسة العمومية، بالشكل الذي يستأصل هذه المشاكل وأخرى من جذورها.

وفي هذا الصدد، دون أحد الفاعلين التربويين، تعقيبا على الحادث، بـ”أنا مع تطبيق كل العقوبات الزجرية الكفيلة  بإرجاع قيمة المدرسة العمومية وحفظ كيانها، والكفيلة بالتصدي لأي أحد سولت له نفسه أن يقلل من قيمة الأستاذ ويحط من شأنه، أو يقوم بالتشويش على زملائه داخل القسم”.

وتابع ” على من يقوم بهذه السلوكيات، أن يكون عبرة للآخرين، حتى نقطع الباب مع مثل هذه الممارسات، وكي لا نستمر في عملية جلد التعليم العمومي وتعليق أسباب فشل المنظومة التعليمية على الأستاذ والوزارة فقط”.

وأضاف “للتلاميذ أيضا دور كبير في تردي الأوضاع داخل الأقسام، واحترام الأستاذ ومكانته هو واجب، وهو أمر يدخل في إطار احترام المؤسسة واحترام المنظومة التعليمية بأكملها”.

وفي تدوينة لأحد المُعقبين على الحادث، كتب فيها “لا المدارس الخصوصية ولا المدارس العمومية في خير، الكل أصبح يفعل ما يحلو له، التقارير التأديبية لا تغني ولا تسمن من جوع … هذا نتاج لعدة “عوامل” لا تدخل ضمنها مسؤولية الوالدين ولا الهدر المدرسي”.

وجاء في ثالثة “المدرسة العمومية للأسف أصبحت مكانا لتمريغ سمعة وقيمة وهيبة الأستاذ في التراب، والكل يتساءل عن سبب رداءة وضعف مردودية التعليم العمومي” قبل أن يتابع “أصلحوا حال المدرسة العمومية، زودوها بالمعدات والأجهزة المعلوماتية والوسائل الديداكتيكية اللازمة، والمناخ المناسب للاكتساب والتعلم، لبناء وتكوين شباب وشابات من ذوي الكفاءات العالية،  القادرين على حمل مشعل التنمية والازدهار والرقي بهذا الوطن”.

تجدر الإشارة غلى أن قرار طرد التلاميذ في الواقعة المذكورة، قد صدر عقب اجتماع أساتذة مجلس الانضباط لقسم الجدع المشترك الأدبي 3، الجمعة الماضي، وذلك بعد أن جرى الاستماع إلى دفوعات التلاميذ المعنيين بالفيديو المصور داخل الحجرة، خلل حصة الرياضيات.

وحسب وثيقة قرار الطرد، فقد خلص مجلس الانضباط إلى توقيف تلميذ لمدة شهر، مع السماح له باجتياز فروض المراقبة المستمرة الدورة الأولى فقط، حيث ألزم المجلس التلميذ المذكور بإحضار التزام من ولي أمره مصادق عليه من طرف السلطات المحلية بعد انتهاء مدة التوقيف مع خصم 4 نقاط من نقطة المواظبة والسلوك، فيما اتخذ قرار بطرد 4 تلاميذ آخرين من المؤسسة.

هذا، وتروج أنباء بخصوص احتمالية تراجع المؤسسة عن قرارات الطرد، في مقابل تفعيل ما جاء في مذكرة بشأن القرارات التأديبية المتخذة من طرف مجالس الأقسام، وخاصة منها المتعلقة بالطرد المؤقت من المؤسسة، حيث تنص المذكرة الوزارية على اعتماد عقوبات بديلة تتمثل في تقديم “خدمات ذات نفع عام” داخل المؤسسة التعليمية.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي