شارك المقال
  • تم النسخ

صحيفةٌ إسبانيةٌ: التنميةُ في الأقاليمِ الصحراويةِ حقيقةٌ واقعة.. وهي منبرٌ اقتصاديٌّ لإفريقيا

كشفت صحيفة “إل ديا” الإسبانية، أن التنمية الاقتصادية بالأقاليم الصحراوية حقيقة لا رجعة فيها، مدفوعة بالالتزام الثابت للمغرب، لافتة أن الأرقام والمعطيات تُبين ذلك بوضوح، حيث تستثمر المملكة في الصحراء الكبرى سبعة أضعاف الموارد التي تولدها المنطقة.

وتابعت الصحفية ذاتها، أن “الحديث عن الصحراء المغربية، دوما ما يتجه فقط نحو النزاع الإقليمي بين المغرب والجزائر والبوليساريو، وعن عرقلة العملية السياسية في إطار الأمم المتحدة، في حين لا يوجد من يناقش الحالة الراهنة للإقليم وسكانه، وتنميته، وكيف أصبح شعبه اليوم، وكيف يحكم نفسه، وما يطمح إليه في المستقبل”.

التنمية الاقتصادية المُلفتة بالصحراء

“إل ديا” الإسبانية، أفادت بأن لدى الصحراء المغربية، فرصة تنموية حقيقية، وذلك في إطار رؤية الملك محمد السادس، في أن تُصبح المنطقة، منبرا استراتيجيا لدول إفريقيا جنوب الصحراء.

 وأضافت أن هناك عددا كبيرا من المشاريع التنموية في مرحلتها الأخيرة، والتي تُمثل استجابة ملموسة للتحديات التي تواجهها المملكة، كـ”رغبتها في تحويل الإقليم على منطقة زراعية خصبة، ومنطقة تجارية وسياحية دولية، يسود فيها استخدام الطاقة المتجددة، وإقامة دينامية مستدامة للأمن والسلام، بالشكل الذي يعود بالفائدة على المحيط الإقليمي”.

وأشار المصدر نفسه، إلى أن المغرب قد اختار تزويد أقاليمه الجنوبية بالهياكل الأساسية، من “إقامة هياكله الإدارية، وتنزيل سياسات التنمية المستدامة، وتحسين ظروف المعيشة لسكانه.

وقدم كنماذج عن هذه التنمية “إنشاء الجامعات ، المستشفيات الجديدة ، ميناء الداخلة الأطلسي، المطارات، مجمعات الطاقة المتجددة، وحدات تحلية المياه…” مُشيرا إلى أن المغرب قد شدد على الإرادة الراسخة في إعطاء الأولوية لاستغلال إمكانات الصحراء، لجعل هذه المنطقة قاعدة اقتصادية موجهة نحو غرب أفريقيا.

 وعقبت الصحيفة الإسبانية على هذه المشاريع بكونها “نموذجا للتنمية الاقتصادية يُمثل في بعده الاقتصادي مشروعا حقيقيا للمجتمع، يتمثل طموحه الرئيسي في تعزيز تنمية الفرد، والحفاظ على كرامته، ووضعه في صميم عملية التنمية”.

ونقلت تصريح رئيس الحكومة المغربية، عزيز أخنوش، حين أوضح أن أن معظم المشاريع التنموية في أقاليم الصحراء المغربية 2016-2021، قد تحققت بالفعل بنسبة 70 في المائة، وأن أهداف تعزيز البنية التحتية قد تحققت من خلال تأمين وسائل النقل، وتنشيط الاستثمار الخاص، ودعم الأعمال التجارية والمشغلين الاقتصاديين.

كما ذكرت أن في قانون المالية للسنة الماضية، قد تمت برمجة أزيد من مائة مشروع رئيسي من مستشفيات وكليات ومدن للحرف والمهارات.

أهمية معبر الكركارات

أوردت “إل ديا” أن معبر الكركارات الحدودي الذي يبعد حوالي 450 كيلومترا جنوب الدخلة، هو شريان اقتصادي يربط المغرب بشركائه في أفريقيا جنوب الصحراء، وهو ممر بين الصحراء وموريتانيا، استُأنفت فيه حركة المرور منذ 13 من نونبر في الاتجاهين. 

واسترسلت بـأنه في سنة 2020، عبر ما مجموعه  37899 مركبة خفيفة و 24795 شاحنة ثقيلة كبيرة، ورأت بأن هذا المعبر الحدودي الاستراتيجي لتدفقات التجارة بين المملكة والقارة، هو محور رئيسي مفيد لحركة المرور التجارية والمدنية بين المغرب وموريتانيا.

الطاقة المتجددة بالصحراء

لفتت الصحيفة الإسبانية، إلى أن ” التحدي الكبير الذي واجهته الأقاليم المغربية الجنوبية في عام 1976 هو الاعتماد على الطاقة، لكن اليوم، يوجد في المنطقة بديلان محتملان للطاقة النفطية، مما سيقلل إلى حد كبير في الأجلين المتوسط والطويل من اعتمادهما على الطاقة من الخارج ومن التكاليف المترتبة على ذلك”.

وتابعت بـ “مع وجود محطة للطاقة الكهرمائية، والأهم من ذلك في منطق التنمية المستدامة، أي ما يقرب من 3500 ساعة من أشعة الشمس سنويا من الطاقة الكهروضوئية، فإن هذه الأقاليم الجنوبية لها رصيد هام، يرتبط ارتباطا وثيقا بالتطور التكنولوجي وطاقة الرياح والطاقة الشمسية”.

وأشارت إلى وجود مزرعة طرفاية للرياح، التي ” تقع على بعد 20 كيلومترا من المدينة، وتضم أكبر بنية تحتية للطاقة الريحية في أفريقيا، بقدرة 310 ميغاواط، تكفي لتزويد 1.5 مليون أسرة بالطاقة”.

كما ذكر المصدر مشاريعا أخرى، مُعتبرا أن جميعها يندرج في إطار الاستراتيجية الوطنية الرامية إلى تنويع مصادر الطاقة، وتوطيد التزام المملكة بالبرنامج الدولي لحماية البيئة، قبل أن يُضيف “والواقع أن البلد هو البطل الأفريقي في مجال الطاقة المتجددة، ولديه حاليا أربع محطات كبيرة للطاقة الشمسية وإحدى عشرة مزرعة للرياح، ومحطة نور للطاقة الشمسية في ورزازات هي الأكثر إنتاجية مع 580 ميغاواط”.

تحلية المياه بالصحراء

سجلت الصحيفة الإسبانية في هذا الباب أن “المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، قد افتتح هذا العام المحطة الجديدة لتحلية مياه البحر في العيون بتكلفة تبلغ 35 مليون يورو وطاقة إنتاجية تبلغ 26 ألف متر مكعب في اليوم، بالإضافة إلى 26 ألف متر مكعب في اليوم، مما يجعل الطاقة الإنتاجية تصل إلى 62 ألف متر مكعب في اليوم”.

وأكدت أن هذا ” المشروع سيضمن احتياجات أكثر من 237 ألف نسمة من سكان المدينة من مياه الشرب حتى أفق 2040″ لتُتابع “وفي الدخلة، بدأ العمل على إنشاء وحدة لتحلية المياه لري 5 آلاف هكتار من الأراضي الزراعية الصالحة للزراعة، وهو مشروع ضخم تبلغ تكلفته الاستثمارية 1,1 مليار درهم، حوالي 100 مليون يورو. وستعمل وحدة تحلية المياه بمزرعة رياح بطاقة 40 ميغاواط”.
السياحة بالصحراء

على مستوى السياحة بالأقاليم الجنوبية، أبرزت الصحيفة الإسبانية أن “التنمية الاقتصادية بالمنطقة تنطوي أيضاً على السياحة، مع ست وجهات شاطئية مثل كلميم والعيون ومنتجع آخر في الداخلة، التي أصبحت إحدى الوجهات السياحية الرئيسية في البلد، من حيث السياحة الإيكولوجية والرياضية”.

وعن الداخلة، ذكرت أن “المدينة لديها بالفعل اتصالات جوية مباشرة مع باريس وجزر الكناري، وهذا جنبا إلى جنب مع السياح القادمين من المدن الرئيسية في المغرب، المُعطى الذي يجعلها واحدة من أفضل عشرة وجهات سياحية المغربية”.
وبخصوص أهم مميزات المدينة، أردفت بـ ” تشتهر الداخلة بمسابقاتها الرياضية والمؤتمرات الدولية، ويوجد بها حاليا 40 فندقا يستوفي معظمها المعايير الدولية للسكن، فضلا عن شقق ومطاعم موزعة في خليج البحر الأزرق في شبه الجزيرة وعلى ساحل المحيط الأطلسي.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي