شارك المقال
  • تم النسخ

بعد الخذلان الرّوسي والبعد الإيراني.. تبون يلجأ إلى تونس لـ”عزل” المغرب

تواصل الجزائر مساعيها لتقسيم المنطقة المغربية وتشكيل تحالف دون تواجد المغرب، بعدما ظلت لأزيد من أربع عقود، تبذل الغالي والنفيس بغية فصل شمال المملكة عن جنوبها، عبر تمويلها السخي لجبهة البوليساريو الانفصالية، وتوفير الحاضنة لها، ومنحها سلطات تدبير جزء مهم من أراضيها في ولاية تندوف، جنوب غرب البلاد.

واختارت الجزائر، في الشهور الماضية، سلك المسار الجذري لتحقيق مبتغاها في تشتيت المغرب، وإبعاده عن أي تحالف إقليمي مستقبلي بالمنطقة، حيث علمت على إعلان قطع العلاقات الدبلوماسية مع الرباط، وإغلاق الأنبوب المغاربي الذي تصدر عبره الجارة الشرقية الغاز إلى شبه الجزيرة الإيبيرية، من أجل حرمان المملكة من حصتها من هذه المادة.

وعملت الجزائر، على مجابهة تحالفات المغرب الدولية، مع كلّ من الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، بالسعي لتشكيل تجمعات سياسية شرق أوسطية، عبر التنسيق مع عدد من البلدان على رأسها إيران، التي اتفق رئيس برلمانها مع نظيره الجزائري، في مؤتمر برلمانات الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي، الذي انعقد في 10 دجنبر بأسطنبول، على توطيد العلاقات بينهما، إلا أن البعد الجغرافي يجعل من طهرن حليفاً غير مؤثر.

وإلى جانب ذلك، سعت الجزائر باستمرار إلى كسب ود روسيا، الحليف التاريخي لها، والتي أقامت في السنوات الماضية، علاقات جيدة مع المغرب، وليست مستعدة لتخسرها، وهو ما بدا جليا في موقفها الرافض للتصويت على قرار مجلس الأمن القاضي بتمديد ولاية بعثة المينورسو لسنة إضافية، رغم أنها كانت قادرة على تفعيل حق النقض لتوقيف تمرير القرار الذي فرضته الجزائر لاحقا وأدانته بشدة.

وفي ظل هذا الوضع المعقد، حاولت الجزائر مؤخرا تفعيل آخر خياراتها، وهي تعزيز الارتباط بجارتها الشرقية تونس، حيث زار عبد المجيد تبون، الرئيس الجزائري، نظيره التونسي قيس سعيد، في رحلة رسمية استغرقت يومين برفقة عشرات الوزراء، مع منح تونس قرضاً بقيمة 300 مليون دولار من سلطات “قصر المرادية”.

وجاءت هذه الزيارة، حسب ما تم الإعلان عنه في بيان الرئاسة الجزائرية، في إطار تعزيز العلاقات الأخوية المتجذرة بين الشعبين الشقيقين وتوسيع مجالات التعاون والارتقاء به إلى مستوى نوعي يجسد الانسجام الكامل والإرادة المشتركة لقيادات وشعبي البلدين، إضافة إلى توقيع 27 اتفاقية ومذكرة بشأن العدالة والطاقة والشركات الصغيرة والمتوسطة والبيئة والثقافة والتعليم وغيرها.

وأعلن بيان الرئاسة الجزائرية أن “هذه الزيارة التاريخية ستفتح صفحة جديدة وواعدة على طريق علاقات متينة بين البلدين”. وفي الجانب المقابل، قرر قيس سعيد، منح تبون وسام الاستحقاق الوطني، علماً أن رئيس الذي يعتبره كثير من التونسيين، دكتاتوراً جديداً في البلاد، بعد “انقلابه” على الدستور، كان قد سافر للجزائر، في أول زيارة خارجية له بعد وصوله إلى السلطة سنة 2019.

وفي الوقت الذي تبحث فيه الجزائر عن حلفاء في المنطقة المغاربية لعزل المغرب، فإن الأزمة الاقتصادية الحادة التي تضرب تونس، تنضاف إليها المشاكل السياسية التي نشبت بعد تجميد قيس سعيد سلطات البرلمان وإعفائه للحكومة وتشكيله لأخرى، رغم الشعبي الكبير لهذه الخطوات، فرضت على الرئاسة التعويل على البلدان العربية، وبالأخص الجزائر.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي