شارك المقال
  • تم النسخ

بعد استدراك الخطأ.. بايدن يضع حدّاً للشكوك حول موقف إدارته من الصحراء المغربية

لم تدم فرحة الجزائر، وصنيعتها البوليساريو بتدوينة الرئيس الأمريكي جو بايدن، التي أورد فيها الصحراء مفصولة عن المغرب، طويلاً، بعدما حذفها بعد ساعات، مؤكداً بطريقة لا تدع أي مجال للشكّ، على موقف بلاده الذي سبق وأعلن عنه سلفه دونالد ترامب، حين أكد على أن الأقاليم الجنوبية للمملكة، تابعة لها.

وسارع الإعلام الجزائري إلى الاحتفاء بتدوينة بايدن، وهو الذي أعاب على المغاربة في وقت سابق، الفرحة التي أبانوا عنها عقب تغريدة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، بالرغم من الفرق الشاسع بينهما، نظرا لأن الأخير تلاها إجراء عملي ومرسوم رئاسي يقرّ بأن المغرب يمدّ من طنجة شمال إلى الكويرة جنوباً.

وشكّل حذف بايدن، للتغريدة التي ضمنت المغرب منقوصا من صحرائه، ضربة موجعةً للجزائر وصنيعتها البوليساريو، وتأكيد، وفق خبراء ومتابعين، قويىاً على موقف إدارة الرئيس الأمريكي الحالي الثابت من سيادة المملكة على أقاليمها الجنوبية، وهو ما سبق وعبّرت عنه خارجية واشنطن بعبارة “لم يتغير شيء في موقف واشنطن”.

وحول هذا الأمر، قال محمد المرابطي، أستاذ القانون الدولي والعلاقات الدولية، بكيلة الحقوق بجامعة سيدي محمد بنعبد الله بفاس،إن تغريدة بايدن، “مجرد خطأ غير مقصود، لأن الخريطة المرفقة في تغريدته كانت تشمل دول العالم بأسره وليس المغرب بمفرده. خاصة أن إدارة بايدن، سارعت إلى حذفها من الحساب الرسمي للرئيس”.

وأضاف المرابطي في تصريح لجريدة “بناصا”، أن حذف تغريدة بايدن من حسابه على “تويتر”، تعد “دليلاً آخر على أن فصل الصحراء عن التراب الوطني المغربي بالخريطة كان سهوا من الفريق المكلف بإدارة الحساب، ولم يكن مقصودا”، متابعاً: “كما أن اتخاذ قرار الحذف للتغريدة يمكن اعتباره في حد ذاته موقفا مؤكدا للاعتراف بمغربية الصحراء، وتصحيحا لهفوة المكلفين بحساب الرئيس على التويتر”.

وأردف المتخصص في القانون الدولي والعلاقات الدولية، أن هذا يشهد عليه أضا، إدراج وزارة الخارجية الأمريكية للأقاليم الجنوبية للمملكة، ضمن تقاريرها حول المغرب الصادرة في مختلف المناسبات، وكان آخرها تقرير صدر في بداية يوليوز 2021، حول مكافحة الاتجار بالبشر، والذي أورد خريطة المغرب كاملةً غير منقوصة من طنجة إلى الكويرة، انسجاماً مع المرسوم الرئاسي الذي اعترف بمغربية الصحراء في 10 دجنبر 2020″.

وسجل المرابطي، في السياق نفسه، أن “التصرف الذي كان سيؤكد بإيجابية أكبر الموقف لصالح الوحدة الترابية للمغرب، هو تعديل الخريطة المرفقة بالتغريدة وإعادة نشرها وليس حذف التغريدة بشكل نهائي من الحساب”، منبهاً إلى أن “التراجع عن الاعتراف بسيادة المغرب على صحرائه، لا يمكن أن يتم إلا بنفس الٱلية التي أقر بها الاعتراف، أي بالمرسوم الرئاسي، ولن يكون بأي حال من الأحوال بمجرد تغريدة”.

وأكد المتحدث في ختام تصريحه للجريدة، أن “الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، في حاجة إلى تفعيل على أرض الواقع بإجراءات عملية لتكريسه فعليا، وهذا الأمر خاضع لموازين القوى ويتطلب لعب أوراق الضغط في مختلف الاتجاهات”.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي