شارك المقال
  • تم النسخ

العلاقةُ بين المغربِ وإسبانيا.. أزمةٌ مُستمرةٌ بالرغمِ مِن إيجابيَّةِ الإشارتِ وكثرَتِها

مازال مسلسل الأزمة الحاصلة بين المغرب وإسبانيا، لغزا غامضا احتار فيه محللو الشأن السياسي الدولي، الذين ما أن يتوقعوا انفراجا قريبا فيه، حتى تظهر للعلن بوادر أخرى، تجعلهم يعيدون التموقع في التحليل من جديد.

فمنذ شرارة الأزمة الأولى، التي كانت دخول زعيم جبهة البوليساريو الانفصالية، إبراهيم غالي، التراب الإسباني بجواز سفر مزور من أجل الاستشفاء، وإلى الآن، والعلاقات بين البلدين تعيش مدا وجزرا متواصلين، بالقدر الذي جعل من الصعوبة التنبؤ والإجابة عن سؤال متى ستنتهي الأزمة؟

الإشارت الإيجابية بين البلدين كثيرة ومتعددة، فمن الجانب المغربي، هناك خطاب الذكرى الـ 68 لـ”ثورة الملك والشعب”، الذي قال فيه الملك محمد السادس “”إننا نتطلع، بكل صدق وتفاؤل لمواصلة العمل مع الحكومة الإسبانية ورئيسها بيدرو سانشيز، من أجل تدشين مرحلة جديدة وغير مسبوقة في العلاقات بين البلدين، على أساس الثقة والشفافية والاحترام المتبادل والوفاء بالالتزامات”.

ومن جانبها، قدمت إسبانيا هي الأخرى من الإشارات الكثير، التي تنوع مصدرها بين وزير خارجيتها خوسيه مانويل ألباريس، ورئيس الحكومة بيدرو سانشيز، وكذلك ما جاء على لسان ملكها فيليب السادس.

هذا الأخير، كان قد شجع في إحدى خطاباته، المغرب على “السير سوية” مع إسبانيا، من أجل “البدء في تجسيد العلاقة الجديدة بينهما للقرن الحادي والعشرين، على ركائز أقوى وأكثر صلابة”، مبديا رغبة مدريد في “إيجاد حلول للمشاكل التي تهم البلدين”.

إسبانيا.. البلد الأشد حاجة لإنهاء الأزمة

أشارت مجلة “أتالايار” الإسبانية، إلى أن حل التوتر الحالي بين الرباط ومدريد، يجب ان يكون هدفا رئيسيا للسياسة الخارجية الإسبانية، حتى تعود العلاقات بين البلدين لسكتها الطبيعية.

الإشارت الإيجابية المذكورة، رأت فيها المجلة بأنها تُثير الشكوك، حيث لفتت إلى أنه ” على الرغم من أن العلاقات الدبلوماسية لم تنقطع نهائيا، ورغم التغييرات التي طرأت على الجهاز الدبلوماسي الإسباني بهدف تحسين الأمور، فإن العلاقة بين المغرب وإسبانيا لا تزال متوقفة، دون إحراز أي تقدم من الجانبين في تحسينها”.

ووصفت معاناة مدريد مع الأزمة بـ “الكئيبة”، مُبرزة أن هناك بلدان أخرى تستغل ملف الصحراء المغربية واستغلال الموقف.

دعوة لتقليد ألمانيا

ودعت “أتالايار” حكومة إسبانيا لتقليد نظريتها الألمانية، حيث أفادت بأن ” سلوك الحكومة الألمانية الجديدة التي وافقت على الموقف المغربي المتمثل في حل نزاع الصحراء من خلال الحكم الذاتي الخاضع للسيطرة المغربية، ينبغي أن يكون موضع اهتمام من إسبانيا، لأن ألمانيا شهدت أزمة دبلوماسية مع المغرب في العام الماضي فيما يتعلق بمركز الصحراء، واستطاعت الخروج منها”.

وأضافت في السياق ذاته “إن قيام حكومة ائتلافية من النوع نفسه الموجودة بإسبانيا، تحسين العلاقات مع المغرب، ينبغي أن ينظر إليه كمثال من مدريد بشأن كيفية البدء في تثبيت العلاقات مع الرباط، خاصة بالنظر إلى أن ألمانيا والمغرب ليسا جيران قريبين”.

قمة ثنائية بين ملكي البلدين.. هل تكون الحل؟

وفي ظل أن التصريحات التي ما فتئ يقدمها مسؤولو البلدين ظلت بدون جدوى، طرحت المجلة المذكورة، فكرة أن “يجري عقد اجتماع بين الملكين، ولا يمكن في هذا الإطار التقليل من شأن تأثير اللقاء الحقيقي، إذا اعتبرنا أن كلمة الملك محمد السادس في المغرب لها تأثيرها على السياسة المغربية، وإذا قرر ضرورة تجديد العلاقة مع إسبانيا، فستدعمه الحكومة، مما سيتيح فرصة لتحسين العلاقات بين البلدين”.

لتختم المجلة الإسبانية بـ ” وإذا لم نتمكن من إعادة توجيه علاقتنا بالمغرب، فمن المرجح جدا أن تتأثر إسبانيا، إما من خلال موجات الهجرة الجديدة عبر سبتة ومليلية وجزر الكناري، أو من خلال فقدان فرص الأعمال والاستثمار، لذا فمن الملح جدا تسوية علاقتنا مع المغرب، حتى لا نفقد أقرب جار لإسبانيا عبر حدودها الجنوبية”.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي