شارك المقال
  • تم النسخ

“الجنس مقابل النقاط”.. من المغرب إلى مصر ولبنان: ثقافة تشجع و”قوانين ضعيفة”

لايزال التحرش آفة جاثمة على صدور نساء وفتيات على رغم كل الجهود النسوية والحقوقية في محاولة تكريس واقع جديد في المنطقة العربية.

باتت الحقوق الجندرية تحتلّ مكانة رئيسية في النقاش وأصبح فضح العنف ضد النساء والتحرش الجنسي أمراً مهماً إلا أن المتحرشين والمعنّفين لا يزالوا يفلتون من العقاب.

في أسبوعٍ واحد، وقعت حالات تحرّش تردّدت أصداءها في أنحاء الدول العربية. في المغرب، انتشرت تسريبات لرسائل بين أساتذة وطالبات من إحدى الجامعات، تُظهر ابتزاز أساتذة جنسياً لطالبات مقابل منحهن علامات مرتفعة. علماً أنه تمّ الإبلاغ عن حالات تحرش جنسي كثيرة في الجامعات المغربية سابقاً، إلا أنه لم ينتج عنها سوى القليل من المحاكمات، على رغم تعديل القانون في عام 2018 للسماح بمعاقبة المتحرشين.

في لبنان، كشفت إحدى الفتيات تحرّش استاذ بعدد من الطالبات في إحدى الثانويات في مدينة طرابلس، لتكرّ السبحة ويُكشف عن المزيد من الشهادات المدينة له. لا تزال التحقيقات في القضية مستمرة، علماً أن البرلمان اللبناني أقرّ منذ نحو عام، وللمرة الأولى، قانوناً يعاقب على التحرش الجنسي، ورُفعت بالفعل قضية أمام المحاكم اللبنانية، لكن الحكم فيها لم يصدر بعد.

أما في مصر، وصل عدد مستخدمات تطبيق “ما تخافيش”، الذي يقدّم الدعم النفسي والقانوني والمجتمعي للمتحرش بهن، باستخدام التكنولوجيا على مستوى مصر، إلى 10 الآف امرأة، منهن 3 آلاف سجّلن حالات تحرش تعرضن لها، من دون محاسبة فعلية لأي من المعتدين. ومصر تسجل أعلى الأرقام على مستوى العالم لجهة آفة التحرش الجنسي.

“في مرة كنت أكتب على اللوح. جاء من خلفي وبدأ يضمني إليه بطريقة غير مريحة أبدا. وفي مرة أخرى كنت أقدم امتحانا في المدرسة، اقترب مني ووضع يده على ساقي. لم أكن وقتها في موقع يسمح لي بالدفاع عن نفسي. هو هكذا؛ يختار التوقيت الذي تكون فيه الفتاة غير قادرة على مواجهته. وكلما صدّته الفتاة، كلما أصبح أكثر إصرارا”

هكذا تفصل ليندا، وهي طالبة في المرحلة الثانوية، ممارسات أحد الأساتذة في مدرستها تجاهها، وما تقول إنه محاولاته المتكررة للتحرّش الجنسي بها. 

وتؤكد أن ما روته، لا يمثل سوى النزر اليسير من تجارب طويلة، تقول إن طالبات غيرها مررن بها مع الأستاذ ذاته.

“شفتاك جميلتان”

تتحدث ليندا وصديقات أخريات لها عن تجاربهن بثقة. يردن فضح ممارسات يقلن إن أستاذهن كان يقوم بها، بينما كان، بحسبهن، يستغل نفوذه لتهديد الطالبات بأنه قادر على التأثير على تحصيلهن الدراسي ومستقبلهن.

في بعض المحادثات التي قامت طالبات بتسجيلها، ويظهر فيها اسم الأستاذ بوصفه المرسل، تظهر رسائل من نوع “شفتاك جميلتان”، مرفقة بصورة قبلة، أو “تعاليَ إليَّ”، مرفقة بصورة إيحائية لموزة مقشرة. 

طالبات أخريات قلن إن الأستاذ المعني “كان يطلب من فتيات أن يشغلن كاميرات هواتفهن كي يراهنّ”.

كل ذلك كان يجري برغم شكاوى، تقول طالبات إنهن تقدمن بها للقيّمين على المدرسة دون أن يتحرك هؤلاء ضد الأستاذ، كما تؤكد الفتيات.

لأجل كل هذا، قرر الطلاب -فتيات وشبانا- أن يتحركوا بأنفسهم.

لست المخطئة

البداية كانت بمنشور وضعته إحدى الطالبات على صفحتها على موقع فايسبوك، وتحدثت فيه عما قالت إن الأستاذ كان يقوم به.

“ما قمت به أنا ليس خطأ أبدا. لا يجب أن نستحي مما حدث”، تقول الفتاة. 

وتضيف: “وضع مرة يده على كتفي، فقمت بدفعه. وكنت أراقب كيف يتصرف مع طالبات أخريات ويقترب منهن، ويتحدث بشكل غير لائق”. 

وتؤكد الطالبة أن والدتها ساندتها: “أمي فهمتني؛ وأتمنى أن يكون جميع الأهل قد فهموا أولادهم”. 

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي