شارك المقال
  • تم النسخ

غرق شوارع الدّار البيضاء يثيرُ موجةَ غضبٍ و”الإفلات من العقاب” في قفص الاتّهام

أثار غرقُ مجموعةٍ من شوارع الدار البيضاء، ليلة أمس الثلاثاء، بسبب الأمطار الغزيرة التي عرفتها المدينة، موجةَ غضبٍ عارمةٍ في الأوساط الشعبية وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، التي امتلأت بصور الفيضانات التي شهدتها العاصمة الاقتصادية للمملكة، مع توجيه شريحة واسعة من الساخطين لأصابع الاتهام في الفضيحة لـ”الإفلات من العقاب”.

وتسببت الأمطار في غرق العشرات من سيارات المواطنين، وامتلاء شوارع رئيسية في الدار البيضاء بالمياه، وعرقلة حركة الترامواي، إلى جانب وصول السيول إلى المئات من البيوت، الأمر الذي تسبب في موجةِ عضبٍ واسعةٍ من مسؤولي العاصمة الاقتصادية، وعلى رأسهم العامل وعمدة المدينة.

وفي هذا السياق كتب، الناشط الحقوقي خالد البكاري، في تدوينة على حسابه الشخصي بـ”فيسبوك”: “لم تغرق كازا بالأمس، بل غرقت منذ سنوات، هي فقط كانت تصرح أمس بممتلكاتها المنهوبة”، مردفاً بأن “المطر بريء من غرقها، هو فقط شاهد إثبات على الجريمة”.

وأضاف البكاري في التدوينة نفسها: “الذي أغرق الدار البيضاء ومدنا أخرى هو قضاء شجع على الإفلات من العقاب في جرائم نهب المال العام، ووزع سنوات من السجن ظلما على من انتفضوا ضد هذه الجرائم”، مسترسلاً: “الذي أغرق كازا وغيرها هو إعفاء مسؤولين رعوا الفساد دون بعثهم للسجن، ودون حتى تجريدهم مما اكتسبوه من الشفرة والسمسرة في المشاريع…”.

وتابع الحقوقي ذاته: “فتحت السجون أبوابها لمن يكتب تدوينة بخمسة أسطر، وتمنعت تلك السجون عمن سرق خمسة ملايير وما دونها بقليل، وما فوقها بكثير من أموال كانت مرصودة في الأصل لقنوات الصرف الصحي والشوارع والإنارة وجمع النفايات..”، مواصلاً: “المطر مثل كورونا جاءا ليعريا الوجه الحقيقي للبلد، ولإزالة مساحيق التجميل عن الواجهة…”.

ومضى البكاري يقول في التدوينة نفسها: “ويحدثونك عن الطابور الخامس.. الطابور الخامس: قضاء لا يردع الفاسدين، وتقارير مجلس أعلى للحسابات لا يتبعها جزاء، وانتخابات يتسرب من خلالها خونة الفساد إلى مواقع التشريع والتسيير، وغش يتعايش معه الجميع بدءا من مقاعد الدراسة.. هؤلاء هم الطابور الخامس، والخونة الحقيقيون، وأعداء الوطن،،”.

ومن جهته طالب الإعلامي المصطفى العسري، بضرورة جلب حكام الدار البيضاء إلى المحاسبة والمحاكمة، “أولهم سعادة الوالي وسعادة العامل.. والسيد العمدة، وأعوانهم..”، مضيفاً: “شكرا أيتها الأمطار.. لقد فضحت سياستهم الترقيعية”، قبل أن يدعو إلى تغيير طريقة اختيار العامل، من التعيين إلى الانتخاب بصناديق الاقتراع لكي تتم محاسبته.

وعن الموضوع نفسه، كتب الناشط المغربي المقيم في أمريكا، يوسف سعود، إنه في البلدان التي تحترم المؤسسات.. “أبسط حديث.. يخرج مسؤول في ندوة باش يتواصل ويجاوب.. في هاد البلد فين كانعيش.. حكام الولايات.. كل شوية يجمع تيم ديالو ويخرج للتواصل على أبسط حدث..”.

وشدد سعود على أن “التواصل المؤسساتي حق للمغاربة ماشي ترف..”، معتبراً بأن العاصمة الاقتصادية للمملكة المغربية، تستحق نخبة سياسية جديدة تقود الميدنة، بعيداً عن الحرس القديم، بدايةً من العمدة الوالي ووصولا إلى أبسط منتخب في المقاطعات، حسب ما جاء في التدوينة.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي