شارك المقال
  • تم النسخ

هل ترغب باريس في تجنّب خسارة الجزائر؟ اكتفاء فرنسا بتجديد التأكيد على موقفها الداعم للحكم الذاتي لإنهاء نزاع الصحراء يُثير الجدل

بالرغم من كلّ التقارير الفرنسية التي سبقت زيارة وزير خارجية باريس ستيفان سيجورنيه، إلى المغرب، لطي صفحة الأزمة بين البلدين، والتي تحدثت عن تطوير موقف “الإيليزيه” من نزاع الصحراء، إلا أن المسؤول القادم من وسط أوروبا، اكتفى بتجديد التأكيد على الموقف القديم لبلاده من النزاع.

وقال وزير الخارجية الفرنسي، اليوم الإثنين، خلال لقائه بنظيره المغربي ناصر بوريطة، إن بلاده، تدعم بشكل “واضح ومستمر”، مقترح الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب لحل نزاع الصحراء، مؤكداً على أن باريس تعي جيداً، أن هذه القضية تعتبر “رهانا وجوديا بالنسبة للمغرب”.

موقف فرنسا من نزاع الصحراء ثابت منذ 2007

وسبق للسفير الممثل الدائم لفرنسا لدى الأمم المتحدة، نيكولا دو ريفيير، أن أكد، في الـ 30 من شهر أكتوبر الماضي، على أن فرنسا تدعم بشكل “واضح وثابت، المخطط المغربي للحكم الذاتي. هذا المخطط مطروح على الطاولة منذ سنة 2007. وقد حان الوقت الآن للمضي قدما”.

وقبلها، وبالضبط في مارس 2022، أكدت فرنسا على لسان المتحدثة باسم وزارة الشؤون الخارجية، على أن موقف باريس من قضية الصحراء “ثابت لصالح حل سياسي عادل، دائم ومقبول لدى الأطراف، وفقا لقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. ومن هذا المنظور، فإن مخطط الحكم الذاتي المغربي يشكل أساسا للنقاش جادا وذا مصداقية”.

الموقف ذاته، أكدته فرنسا قبل ذلك ببضع شهور، حيث قالت في الـ 30 من شهر أكتوبر من سنة 2021، على لسان ممثلها لدى الأمم المتحدة، دي ريفيير، إنها “تعتبر مخطط المغرب للحكم الذاتي لعام 2007، قاعدة جدية وذات مصداقية” من أجل تسوية نزاع الصحراء.

هذا الموقف الفرنسي، الذي جدد مسؤولو باريس التأكيد عليه، حتى خلال السنوات التي يفترض أن العلاقات بين البلدين، كانت تعيش على وقع الأزمة الحادة (منذ صيف 2021)، ظل على حاله منذ سنة 2007، وهو العام الذي تقدم فيه المغرب، بمقترح الحكم الذاتي، من أجل إنهاء النزاع، لدى مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة.

تصريحات سيجورنيه بشأن نزاع الصحراء.. تكرار واجترار

وفي هذا الصدد، قال المحلل السياسي سمير بنيس، متهكّماً: “لدي سؤال لكل المغاربة: هل كان أحد منا يعلم أن قضية الصحراء المغربية قضية وجودية بالنسبة للمغرب؟ وهل كان أحد منكم يعلم أنه ينبغي أن تتحلى الاطراف المتنازعة بخصوص أرضنا بالبراغماتية والواقعية وأن عليها أن تدعم العمل الذي يقوم به المبعوث الاممي؟”.

وأضاف بنيس في تدوينة نشرها على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”: أنا شخصياً على الرغم من أنني بحثت بخصوص الموضوع لما يزيد عن عقدين من الزمن وأنني اشتغلت عليه لما كنت في الأمم المتحدة، فإنه لم يخطر على بالي قط أن هذا الموضوع يعتبر موضوعاً وجوديا بالنسبة لبلدنا”.

وتابع المحلل السياسي نفسه: ” كنت أظن أن المغرب فقط يلعب ما نسميه بالدارجة لعبة “حابة” ولا “تيكا بريكا” مع الجزائر وأن مسألة الصحراء المغربية مسألة لا تعدو أن تكون مسألة هامشية وليس لها أية قيمة استراتيجية”، مسترسلاً: “كما أنني لم أكن على علم قط أنه ينبغي لأطراف النزاع أن تتحلى بالبراغماتية والواقيعة من أجل التوصل لحل سياسي مقبول من جميع الاطراف ولا أن تدعم المبعوث الشخصي للأمم المتحدة”.

وواصل بنيس ساخراً: “يا حسرتاه ويالها من خيبة، كل هذه السنوات التي قضيتها في العمل على هذا الملف وفشلت في الوصول لهذه الحقائق، حتى جاء الوزير الفرنسي اليوم للمغرب ليخبرنا بها. أعتذر لكم أنني طوال السنين التي كتبت فيها عن الموضوع عجزت عن الوصول لهذه الحقائق”.

وأردف متهكما: “يالها من معلومات قيمة وتاريخية تلك التي أخبرنا بها وزير الخارجية الفرنسي اليوم حينما قال لنا إن مسألة الصحراء تعبتر مسألة وجودية بالنسبة للمغرب”، مختتماً: “وبالتالي، أصالةً عن نفسي ونيابة عن جميع مكونات الشعب المغربي التي كانت”ناعسة في دار غفلون” أشد بحرارة كبيرة على يد وزير الخارجية الفرنسي وأقدم له الشكر الجزيل. وسأظل ممتناً له ولبلده على هذه المعلومات طوال حياتي”.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي