حددت شركة ميرسك البحرية، وهي أكبر شركة شحن حاويات في العالم من حيث حجم الأسطول وسعة الشحن، عملاقةُ الشحنِ البحري الدينماركي في كافةِ الموانئ العالمية، مسارا جديدا في استثماراتها، حيث تركزت حركة تحركاتها في ميناء طنجة المتوسط، بينما تدرس خياراتها في إسبانيا فيما يتعلق بالميثانول.
ومن خلال خدمة ثلاث رحلات أسبوعية بين طنجة المتوسط والجزيرة الخضراء، تراهن شركة ميرسك بشكل كبير على المغرب كلاعب رئيسي ليس فقط في القارة الأفريقية، ولكن أيضًا كقطعة أساسية في اللغز اللوجستي الأوروبي.
ويستند هذا القرار إلى عدة أسباب أساسية، من بينها المزايا الضريبية التي تقدمها الموانئ المغربية مقارنة بنظيراتها الأوروبية، المعفاة من التكلفة الإضافية المرتبطة بنظام تداول الانبعاثات التابع للاتحاد الأوروبي (ETS).
وأفادت شركة في تصريحات إعلامية، أنه “في السنوات الأخيرة قمنا بالتوسع في المغرب،لكن من المهم التأكيد على أن نظام تبادل الاختبارات لا يؤثر على هذا، كما أنه ليس له أي تأثير على أحجامنا في موانئ غرب البحر الأبيض المتوسط”.
وتدير شركة APM Terminals التابعة لشركة Maersk محطتين في طنجة، حيث تبرز المحطة “TC1” كأفضل محطة في محفظتها العالمية لمدة عامين من السنوات الثلاث الماضية، ويعتمد هذا التمييز على عدد من المعايير بما في ذلك السلامة والكفاءة ورضا العملاء والتكاليف.
وأضافت شركة الشحن: “باعتبارها محطات HUB في محفظتنا، توفر طنجة موقعًا استراتيجيًا مع تركز الشركات العالمية والحكومة التي تستثمر بنشاط في البنية التحتية للنقل والخدمات اللوجستية في المنطقة”، مشيرة إلى أن “طنجة تعد بمثابة نقطة اتصال مهمة مع دول غرب إفريقيا”.
ومع ذلك، في حين تعمل شركة ميرسك على تعزيز وجودها في المغرب، فإن قرارها بشأن الميثانول في إسبانيا لا يزال غير واضح، وفي عام 2022، أعلنت الشركة عن اهتمامها باستكشاف إمكانية إنتاج الوقود الأخضر في الأراضي الإسبانية، رغم أنها لم تقدم حتى الآن تفاصيل حول الاستثمارات المحتملة.
ويتناقض هذا مع الإعلان الذي أصدرته الحكومة الإسبانية قبل عام ونصف، والذي جاء جنبًا إلى جنب مع توقيع بروتوكول تعاون لتعزيز إنتاج الهيدروجين الأخضر والوقود الحيوي للقطاع البحري في إسبانيا، وهو”مشروع ضخم” لجعل البلاد “مركزًا” عالميًا، يمكن أن تصل استثماراته، بمشاركة شركاء من القطاع الخاص، إلى حوالي 10000 مليون يورو.
وقامت شركة Moller Holding، الشركة الأم لـMaersk، بإنشاء كيان مستقل جديد يسمى C2X لقيادة استكشاف الوقود الأخضر في إسبانيا، وتشير هذه الحركة إلى استمرار الالتزام بالانتقال نحو طاقة أكثر استدامة، على الرغم من استمرار عدم اليقين بشأن حجم ونطاق الاستثمارات في الدولة الأيبيرية.
تعليقات الزوار ( 0 )