شهدت مخيمات تندوف بالجزائر، في الآونة الأخيرة، حالة من التوترات والاضطرابات الشديدة، خاصة أنها تزامنت مع منع بعض سكان المخيمات من مخاطبة زعيم الجبهة، الذي كان يحضر احتفالية ذكرى تأسيس ما يسمى بـ”الجبهة الصحراوية”، الذي تحول بعد ذلك إلى حدث دموي أودى بحياة العديد من الضحايا.
وكشفت مصادر الجريدة، أن هذه الأحداث وقعت بالقرب من المكان الذي كان يتناول فيه زعيم جبهة البوليساريو طعام الغداء، مما دفع حراسه للتدخل لإخراجه من مقر إقامة ما يسمى والي ولاية السمارة وتهريبه إلى مكان إقامته بالرابوني.
وبالتوازي مع هذه الأحداث، أصيب كل من الجيش الجزائري وقيادة جبهة البوليساريو بخيبة أمل كبيرة بعد فشل تنظيم “النسخة 12 من ماراثون مخيمات تندوف” الذي نظم مؤخرا بالمعسكرات، بعد أن قاطعه عدائون أوروبيون الذين سبق أن أكدوا مشاركتهم، ولم يشارك في هذا السباق سوى متسابقين جزائريين وعدد قليل من المشاركين من جنوب الصحراء الكبرى.
ويأتي فشل هذا الماراثون بعد تحذيرات مجموعة من الدول الأجنبية من بينها الولايات المتحدة الأمريكية وإسبانيا وبريطانيا العظمى، التي حثت مواطنيها على عدم السفر إلى هذه الوجهة بسبب التهديدات الإرهابية التي تشهدها المنطقة.
وقبل أسبوعين، كان منتدى دعم مؤيدي الحكم الذاتي بمخيمات تندوف، قد كشف عن مظاهرات ومسيرات حاشدة شهدتها المنطقة، توجت بوقفة أمام ما يسمى دار الضيافة بالرابوني، وعرفت مواجهات بين المتظاهرين وميليشيات عصابة البوليساريو.
وقال المنتدى المعروف اختصارا بـ”فورساتين” في بيان له، إن “المواجهات العنيفة بين الطرفين ، رغم عدم تكافؤ القوة، جاءت بسبب مطالبة عائلة أحد الأشخاص بتحقيق العدالة والانصاف والمطالبة بالافراج عن ابنها المعتقل في قضية غريبة وعجيبة”.
وحذرت عدد من الدول رعاياها بعدم زيارة مخيمات تندوف، وطلبت من يتواجد من الأفراد بالمخيمات بمغادرتها في أقرب وقت، وربط بلاغات الدول بين “تزايد عدم الاستقرار في شمال مالي” و”تزايد نشاط الجماعات الإرهابية في المنطقة”، وتأثيره “على الأوضاع الأمنية بالمخيمات”.
وأصبح مألوفا لدى مجموعة من الدول، أن هناك علاقة معروفة بين الجماعات الإهابية في منطقة الساحل، وعصابة جبهة البوليساريو، التي تربطها علاقات قوية ومبادلات تجارية وصفقات مشبوهة مع ذات الجماعات الناشطة بالمنطقة.
يشار إلى أنه سبق وتعرضت مخيمات تندوف لهجوم من طرف جماعات إرهابية في سنة 2011، ونتج عنه اختطاف 6 أجانب بينهم إسبانيان والمطالبة بفدية لإطلاق سراحهم، قبل أن تنكشف علاقة الحادث الإرهابي بقياديين في جبهة البوليساريو، تورطوا في تقديم معلومات عن الأجانب، وسهلوا دخول وخروج المختطفين وساعدوا في تأمين مسارهم.
تعليقات الزوار ( 0 )