Share
  • Link copied

“أحداث البرنوصي”.. صراع الفصائل الرياضية يكشف عن النضوب الخطير لرأس المال الاجتماعي ومستويات الثقة داخل المجتمع

أمسى العنف بين فصائل إلترات المشجعين بالمغرب، خبزا يوميا للشباب المراهق المغربي، وسمة مميزة للأجيال الصاعدة، ولعل أبرز شاهد على ذلك ما وقع، أخيرا، بمنطقة البرنوصي بمدينة الدار البيضاء، بعد أن أقدم مجموعة من المحسوبين على فصائل المشجعين على عدم الامتثال وتعريض سلامة المواطنين وموظفي الشرطة لتهديد خطير بواسطة أسلحة بيضاء وشهب نارية.

واضطرت المصالح الأمنية إلى استعمال السلاح الوظيفي لتحييد الخطر الناتج عن المشتبه فيهم وتوقيف تسعة من بينهم، حيث أسفر هذا الحادث عن إصابة اثنين من المشتبه فيهم ومقدم شرطة من عناصر الدورية بشظايا عيارات نارية على مستوى أطرافهما العليا.

وتعليقا على الموضوع، يرى رشيد الزعفران، باحث في علم الاجتماع، أن “العنف الرياضي بشكل عام، يتداخل فيه الاجتماعي والسياسي بالاقتصادي، كما لا يمكن أن يقرأ خارج أسبابه النفسية كذلك”.

وأوضح الزعفران في حديث مع جريدة “بناصا”، أن “تنامي العنف بأشكاله المختلفة، اللفظي والبدني والنفسي، بين أوساط الشباب واليافعين، مرتبط، بتنامي الفقر والهشاشة وتدهور الأوضاع الاجتماعية عند هذه الفئة”.

وأضاف، أن العنف مرتبط أيضا بـ”الشعور بالاحتقار وعدم الاعتراف والاستبعاد الاجتماعي، إلى جانب التصاعد الرهيب لخطاب العنف في مختلف المؤسسات، في مقابل الغياب الواضح لأخلاقيات الاحترام والقبول بالاختلاف في مختلف قنوات التنشئة الاجتماعية، في الأسرة والمدرسة، وفي مؤسسات الإعلام ووسائط التواصل الاجتماعي.

وبحسبه، فإذ “كانت الرياضة شكل من أشكال الصراع “والعنف المشروع”، فإن انتقاله من فضاء اللعب إلى الفضاء العام، يجعله بشكل مباشر، ممارسة مهددة للسلم والأمن العام داخل المجتمع، بل وإرباك المخططات والمشاريع الكروية في المستقبل”.

ويرى الباحث في علم الاجتماع، أن “انتقال العنف في أشكاله من المضايقات والسب والإهانة وتعاطي المخدرات بين مشجعي الفرق الرياضية، إلى التحريض وممارسة العنف ضد قوات الأمن والمؤسسات، يؤكد بأن العنف الرياضي، لم يعد عنفا رياضيا صرفا”.

وخلص المصدر ذاته، إلى أن “العنف بات يكشف عن النضوب الخطير لرأس المال الاجتماعي ومستويات الثقة والمعايير المشتركة داخل المجتمع المغربي عند الجيل الصاعد، ويشكل بذلك تهديدا حقيقيا لأعراف الرياضة ومؤسسات الدولة وأخلاقيات المجتمع”.

يذكر أن فرقة الشرطة القضائية بمنطقة أمن سيدي البرنوصي بالدار البيضاء، فتحت أول يوم أمس الاثنين، بحثا قضائيا، تحت إشراف النيابة العامة المختصة، وذلك لتحديد ظروف وملابسات إقدام مجموعة من المحسوبين على فصائل إلتراس المشجعين على عدم الامتثال وتعريض سلامة المواطنين وموظفي الشرطة لتهديد خطير بواسطة أسلحة بيضاء وشهب نارية.

وذكر مصدر أمني أن دورية للشرطة كانت قد تدخلت لمنع اصطدام عنيف بين مجموعتين متنافستين من فصائل إلترات المشجعين بمنطقة البرنوصي بمدينة الدار البيضاء، غير أن مجموعة منهم رفضت الامتثال وحاول أحد أفرادها الاعتداء على موظفي الشرطة باستعمال الشهب النارية، قبل أن يتم ضبطه ويحاول مرافقوه تعنيف عناصر الشرطة في محاولة لمقاومة عملية التوقيف، وهو الأمر الذي اضطر معه ضابط أمن لاستعمال سلاحه الوظيفي وإطلاق عدة عيارات نارية مكنت من إعادة فرض النظام بعين المكان.

وأكد المصدر ذاته أن هذا الاستعمال الاضطراري للسلاح الوظيفي قد مكن من تحييد الخطر الناتج عن المشتبه فيهم وتوقيف تسعة من بينهم، مبرزا أنه أسفر أيضا عن إصابة اثنين من المشتبه فيهم ومقدم شرطة من عناصر الدورية بشظايا عيارات نارية على مستوى أطرافهما العليا.

وأشار إلى أنه قد تم نقل المشتبه فيهما وموظف الشرطة المصابين للمستشفى من أجل تلقي العلاجات الضرورية، فيما تم إخضاع باقي الموقوفين للبحث القضائي الذي تشرف عليه النيابة العامة المختصة، وذلك قصد تحديد كافة الظروف والملابسات المحيطة بهذه القضية وتوقيف كافة المتورطين فيها.

Share
  • Link copied
المقال التالي