تنضم مجموعة من أبناء بلدة ملعب، التي تقع بالرشيدية إلى تسجيل التزامها المبدئي بالتطوع والتضامن، عن طريق مبادرات محلية تهدف للتدخل المباشر لصالح الأسر المعوزة، بغية التخفيف من حدة الأضرار المحتملة، نتيجة تطبيق تدابير الطوارئ الصحية للحد من انتشار فيروس كورونا.
وتستعد هذه المجموعة من الشباب بتنسيق مع أبناء البلدة داخل الوطن وخارجه، لتوفير عدد من المساعدات العينية توزع على مجموعة من الأسر عديمة الدخل، والتي تعيش أوضاعا صعبة، يزيدها الوضع القائم تأزما.
وقد اعتاد شباب المنطقة في قصر ملاعب، على القيام بمثل هذه المبادرات في إطار جماعي، وبتمويل ذاتي محلي مصدره أبناء المنطقة، أو في إطار جمعيات المجتمع المدني المحلية بمجهودات واجتهادات خاصة، في غياب الاستفادة من أي دعم عمومي، اللهم ما ينتج مباشرة عن أسلوب التضامن عن طريق الاكتتاب الذين دأبوا وتربوا عليه.
وتحتفظ الذاكرة المحلية لأبناء قصر وشباب قصر ملاعب ؛ تقديم دروس الدعم لفائدة التلاميذ، وتعليم اللغات، و ترميم ابراج مدخل قصر ملاعب وبليط الأزقة بالأسمنت، أو اعادة بناء وترميم المسجد القديم، ومبادرة جمع النفايات، وسوائل ماء التطهير، أوحتى من خلال اعداد ساحة بالاسمنت أمام مدخل القصر؛ لاقامة صلوات الاعياد، ولاحياء انشطة ثقافية محلية؛ كالاعراس الجماعية في فصل الصيف، أو امسيات تنشيطية غنائية وترفيهية.
وتعكف حاليا هذه الفئة من الشباب وطاقاته من التقنيين على إعداد دراسة لمشروع حيوي ضخم، يتمثل في إعداد دراسة لربط القصر بشبكة التطهير، وتقدير قيمته المادية. الشيء الذي سيجنب قصر ملاعب خطر وكارثة الانهيار الذي يتهدده، وسيعيد للقصر دوره الاجتماعي وأحياء إشعاعه التاريخي، ويجنب البلدة مجموعة من الأمراض التي تفتك بها؛ ومنها وباء “اللشمانيا”، الذي تعتبر جماعة ملاعب وبامتياز بؤرة له منذ بداية التسعينات.
ونتج عن مرض “الليشمانيا” تشويه خلقي لمجموعة كبيرة من ساكنة الجماعة، لم يسلم منه الرضيع، والطفل، والشاب والشيخ والعجوز، وتلازم آلام نفسية مجموعة من ضحاياه، وخاصة الفتيات الذي نال منهن في غياب تام لدور الجماعات الترابية في الإقليم والعمالة والجهة، وغياب للمصالح الخارجية للوزارات، سواء للقضاء على المرض الذي استمر منذ التسعينات او حتى من أجل الدعم النفسي لضحاياه.
ومن أجل المساهمة في رفع الوعي بفيروس كورونا ومخاطره وأسباب انتشاره، فإن شباب ملاعب أطلق مبكرا حملات تحسيسية وتوعوية باللغة الأمازيغية، شارك فيه فاعلين جمعويين، وفنانين وموسيقيين، وأساتذة ومقيمين بالخارج، وأطر إدارية من أبناء البلدة، والكل من إجل حمل ساكنة الجماعة والقصر على الإمتثال لتعليمات الطوارئ الصحية التي أقرتها السلطات بسبب المخاوف من تفشي الفيروس.
كما أعد شباب ملاعب وصلات توعوية للوقاية من فيروس كرونا، وتم مشاركتها في صفحات التواصل الاجتماعي المحلية ذات الإنشار والمتابعة الواسعة” تاوا نملاعب”، والكل لدرء إنتشار الوباء بين الساكنة، الذين اعتادوا بالعادة والعرف على العيش بشكل جماعي، وهو ما كان ليزيد من مخاطر الإصابة وإنتشاره لولا التدابير المتخذة، ويعطي الأهمية للمبادرات المتخذة من طرف الشباب تطوعا وتضامنا.
*من أبناء ملاعب محامي بمكناس وخبير في القانون الدولي
تعليقات الزوار ( 0 )