قالت منظمة حريات الإعلام والتعبير (حاتم)، إن “واقعة الطرد التعسفي لعبد الصمد ناصر، فضح لمستوى آخر من التحكم السلطوي والتسلط السياسي والإداري الممارس من قبل السلط النافذة في شبكة وقنوات الجزيرة والإعلام القطري ككل، مما يناقض المسؤولية الإعلامية والسياسية التي يفرضها خلق قنوات إعلامية وتدبيرها”.
وأوضحت المنظمة في بيان لها، توصلت جريدة “بناصا” بنسخة منه، أن “خلق قنوات إعلامية لا يشرعن استخدامها لاستقواء دولة أو مؤسسات، و”استخدام” الإعلام كأداة للعلاقات الدولية أو الإقليمية، مهما كان حجم الاستثمارات المالية في المجال”.
وترى المنظمة، أنه “كان على إدارة قناة الجزيرة وهي تعاين ما عاينه أحد قيدومي صحافييها ـ بما أنها تصر على التدخل في الواقعة ـ أن تتضامن ليس فقط مع موقف ورأي الصحافي، الوارد في تغريدته، بل وأيضا مع المغرب وشعبه اللذين كانا موضوع انتهاك لكرامتهما بواسطة عمل لا علاقة له بالإعلام، بل يندرج ضمن الاختلاق الدعائي والافتراء الحاقد لسلطة جزائرية تتزايد يوميا اعتداءاتها على حرية الإعلام والإعلاميين بالجزائر قبل الخارج”.
وكانت القناة، بحسب البيان ذاته، “ستجسد، ولو في الحدود الدنيا، ما تعلنه من دفاع عن حرية التعبير، وعن أخلاقيات الإعلام”، مؤكدة أن “هذا الانتهاك المتعدد الأبعاد والخلفيات يساهم في ضرب مصداقية ونزاهة قناة الجزيرة والشبكة التي تندرج ضمنها”.
وشددت على “ضرورة الانتباه لتزايد نموذج التعامل مع الصحافيات والصحافيين دوليا، على أنهم مجرد “موظفين أو مستخدمين أو مقدمي خدمات ” في ضرب صارخ لاستقلالية الصحافي واستقلالية الإعلام كسلطة معنوية عن سلطة المال والأعمال وسلط السياسة والإدارة وغيرها”.
وقبل يومين، كانت قد كشفت مصادر مقربة من محيط عبد الصمد ناصر، الإعلامي المغربي الذي عمل بشبكة الجزيرة للأخبار مقدما للأخبار والبرامج منذ 15 ماي 1997، أن سبب استغناء قناة الجزيرة التي تبث من العاصمة القطرية الدوحة، كان بسبب تغريدة رفض حذفها من حسابة الرسمي على تويتر.
وقالت المصادر لجريدة “بناصا”، إنه بتاريخ 29 أبريل، أقدمت قناة “الجزائرية” الأرضية بنشر تصريحات مشينة تتهم فيها المغرب بالعديد من الاتهامات المجانية والخارجة عن أخلاقيات الصحافة والإعلام، حيث قامت إحدى الصحافيات بالقناة بالتعليق بأسلوب متدن على صور وأشرطة فيديو للاحتجاجات خارجة عن السياق تصف فيها المغرب بـ”مملكة الشر والحشيش”، وأنها تعرض نساءها لسوق السياحة الجنسية”.
وفي رده على هاته التصريحات المشينة، كتب الإعلامي المغربي تغريدة بتاريخ 30 أبريل 2023، جاء فيها: “هذا نموذج صارخ لفجور إعلام نظام الجزائر الرسمي”، مردفا: أن “التلفزيون الجزائري الرسمي يهاجم المغرب بسفالة ويتهم الدولة المغربية بكل نذالة بالاتجار بعرض وشرف نساء المغربيات. أي فجور غير المسبوق هذا؟ وأي وضاعة هذه يا عديمي الأخلاق؟ بئس الإعلام إعلامكم الحقود وبئس ما تفعلون”.
وأكدت المصادر ذاتها أن جهات نافذة من داخل قناة الجزيرة مارست نوعا من الضغط و”التهديد” تطالب فيها الإعلامي المغربي بحذف التغريدة الآنف ذكرها من حسابه الرسمي على تويتر، أو مغادرة القناة، فاختار ناصر، بشرف كبير، وعزة نفس، مغادرة القناة التي اشتغل بها ما يزيد عن 24 عاما كمقدم للأخبار والبرامج.
تعليقات الزوار ( 0 )