يقول محمود درويش: “أعرفُ هذه الرؤيا، وأَعرفُ أَنني..أَمضي إلى ما لَسْتُ أَعرفُ .. رُبَّما ما زلتُ حيّاً فى مكانٍ ما.. وأَعرفُ ما أُريدُ …سأصيرُ يوماً ما أُريدُ”، هو مقتطف من سيل ما جاد به الراحل محمود درويش، الذي يصادف اليوم 9غشت 2020، الذكرى الثانية عشرة لرحيله، بحضور لا يطويه الزمان، حضورٌ لازال ممتدا ولم تؤثر عليه كثيرا سنوات الغياب.
وترك درويش آثاراً أدبية عديدة، ما زالت دور النشر تتسابق على طباعتها في مجموعات كاملة أو منفردة، وترجمت أعماله إلى 39 لغة حية، وما زالت تترجم إلى عدد من اللغات الأخرى.
وهو شاعر ترك بصمات مهمة فى القصيدة العربية الحديثة، إذ عبّر بصدق وحساسية عن قضية العرب الأولى، كما كان لأشعاره الوطنية دورها المهم فى توضيح أبعاد القضية الفلسطينية على مستوى العالم، من خلال تعبيره الإنسانى الرفيع.
وشكلت عودة الشاعر درويش إلى فلسطين بداية مرحلة جديدة بالنسبة له، ولو أنه فى بعض الأحيان اختار الاغتراب الطوعى فى فرنسا لفترات يبتعد خلالها عن مكامن غضبه من الناس أو غضب الناس منه ربما لعدم قدرتهم على تحمل الجمال فيما يقول.
وتعرض درويش لمضايقات السلطات الإسرائيلية، واعتقل أكثر من مرّة منذ العام 1961 بتهم تتعلق بأقواله ونشاطاته السياسية، حتى عام 1972 حيث نزح إلى مصر وانتقل بعدها إلى لبنان حيث عمل في مؤسسات النشر والدراسات التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية.
حاز محمود درويش على عدد من الجوائز منها: جائزة لوتس عام 1969، جائزة البحر المتوسط عام 1980، درع الثورة الفلسطينية عام 1981، لوحة أوروبا للشعر عام 1981، جائزة ابن سينا في الاتحاد السوفيتي عام 1982، جائزة لينين في الاتحاد السوفييتي عام 1983.
وتجاوزت مؤلفات درويش الذى كتب وثيقة إعلان الاستقلال الفلسطيني عام 1988، الأربعين مؤلفا كان أولها مجموعة “عصافير بلا أجنحة” عام 1960، و”أوراق الزيتون” 1964، و”عاشق من فلسطين” 1966، و”آخر الليل” 1967، و”العصافير تموت في الجليل” 1970، و”حبيبتي تنهض من نومها” 1970، و”أحبك أو لا أحبك” 1972، و”محاولة رقم 7″ 1973، و”يوميات الحزن العادي” 1973، و”وداعاً أيتها الحرب، وداعاً أيها السلام” 1974، و”تلك صورتها وهذا انتحار العاشق” 1975، وغيرها من المؤلفات.
وتوفي محمود درويش فى التاسع من غشت عام 2008، بعد عملية قلب مفتوح أجراها فى مركز تكساس الطبى فى هيوستن فى الولايات المتحدة الأمريكية، دخل بعدها فى غيبوبة، ليعلن الأطباء وفاته بعد رفع الأجهزة عنه حسب وصيته، فقد صرح قبل العملية بأنه لا يريد أن يعيش وهو ميت إكلينيكياً.
تعليقات الزوار ( 0 )