قال أبي جعفر الطوسي صاحب كتاب “الاسْتِبْصَارُ فِيمَا اخْتَلَفَ مِنَ الأَخْبَار”، والمعروف بـ”شيخ الطائفة” الذي زار مدينة مراكش في الربع الأول من القرن السادس الهجري، “ومدينة مراكش أكثر بلاد المغرب جنات وبساتين وأعنابا وفواكه وجميع الثمرات (…) وأكثر شجرها الزيتون ففي مراكش اليوم من الزيتون والزيت ما تستغني به عن غيرها من البلاد”، إلا أن أكبر أحياء مراكش في القرن الـ21 تفتقد إلى فضاءات خضراء تلطف أجوائها الحارة.
وفي هذا السياق، قال محمد الغلوسي رئيس الجمعية المغربية لحماية المال العام، إن “مراكش تعيش أسوأ أيامها وحالها يغني عن السؤال، مداخيل مالية كبيرة وإنتعاش سياحي مهم، لكن لاشيء من ذلك يظهر على وجه المدينة التي تحتاج إلى من ينفض الغبار عنها”.
وأوضح الغلوسي في تدوينة له على صفحته الرسمية بالفيسبوك، أن “المساحات الخضراء على قلتها فقدت لونها بسبب الإهمال، وظهرت عليها معالم الحيف، وزحفت عليها الدراجات وحولتها إلى ساحة للسباق، حتى صار المرء يبحث فقط عن الإفلات بجلده”.
وأضاف، أن “الشوارع فقدت كل علامات التشوير كأنك في مدينة صغيرة تقع في الهامش، ناهيك عن النظافة التي تستهلك أموالا طائلة يتم ضخها في حساب شركات لا تحترم كناش التحملات، ولا تقوم بتنفيذ التزاماتها كاملة”، مردفا: “حتى الذين يزورون المدينة يتساءلون ما الذي وقع للمدينة حتى وصلت إلى هذا الوضع ؟”.
وذهب الغلوسي بالقول، إلى أن “الممدينة لا تعرف مشاريع إستثمارية بإمكانها أن تساهم في التقليل من نسب البطالة والفقر، ولا برامج ثقافية وفكرية ترتقي بالوعي والذوق العام من خلال أنشطة ثقافية متنوعة (المسرح، الغناء، السينما، الشعر …الخ )، لأن مراكش هي مدينة الثقافة والحضارة والتاريخ، ولكن للأسف ابتليت بنخبة لايهمها إلا الريع”.
وختم رئيس الجمعية المغربية لحماية المال العام، قائلا: “حتى المعارضة التي يعول عليها لإسماع صوت ساكنة المدينة وتشريح وضعيتها بكل موضوعية يكاد لايسمع لها صوت، وفي انتظار أن يستفيق المسؤولون من غيبوبتهم نقول لمن نشكي حالك يامراكش العزيزة على قلوبنا؟”.
تعليقات الزوار ( 0 )