للمرة الثالثة، تُلوّح كوبا بقطع العلاقات مع جبهة البوليساريو، من خلال تهديدها بطرد بعثات الطلبة والمجندين الذين يتلقون تدريبات في كوبا، وذلك بسبب تراكم الديون المستحقة على النظام العسكري الجزائري.
واستنادا إلى المصادر، فإن كوبا تُطالب بِمبلغ 450 مليون دولار كقيمة الاشتراكات المتعلقة بعمليات التدريب والتكوين التي استفادت منها وفود جبهة البوليساريو الإرهابية المرسلة من قبل النظام الجزائري.
ويكشف هذا الخلاف عن أزمة سياسية ومالية عميقة بين كوبا، آخر معاقل الشيوعية في أمريكا اللاتينية، والجزائر، آخر الأنظمة العسكرية في المنطقتين العربية والمتوسطية.
وتعود جذور هذه الأزمة إلى دعم الجزائر لجبهة البوليساريو في صراعها مع المغرب حول الصحراء المغربية، مما أدى إلى توتر العلاقات بين كوبا والمغرب، التي تُعدّ حليفًا تقليديًا للولايات المتحدة الأمريكية.
وإلى جانب هذه الأزمة السياسية، تُعاني كوبا من أزمة اقتصادية خانقة، مما يجعلها بحاجة ماسة إلى تحصيل مستحقاتها المالية من الدول التي تقدم لها المساعدات، وعلى رأسها الجزائر التي تعادي الوحدة الترابية للمملكة.
وتُعدّ هذه التطورات بمثابة نذير شؤم لمستقبل العلاقات بين كوبا والجزائر، وتُثير تساؤلات حول مستقبل جبهة البوليساريو الإنفصالية، خاصة في ظل تراجع الدعم الدولي لقضيتها.
تعليقات الزوار ( 0 )