شارك المقال
  • تم النسخ

في رسائل ضمنية.. باراك أوباما “يحذر” إسرائيل من محاولة إعادة تجربة أمريكا بعد هجمات 11 شتنبر

حذر الرئيس الأميركي الأسبق، باراك أوباما، في مقال مطول، بشأن الصراع الدائر بين حركة حماس وإسرائيل، تل أبيب، بشكل ضمني، من محاولة إعادة تجربة أمريكا، لاسيما بعد أحداث 11 شتنبر التي شنت فيها الولايات المتحدة حربين على أفغانستان والعراق وأغرقت المنطقة في بحر بلا ساحل من الدماء والفوضى والتطرف.

وأضاف أوباما أن “الحرب دائما ما تكون مأساوية، وحتى العمليات العسكرية المخطط لها بعناية غالبًا ما تعرض المدنيين للخطر، وكما أشار الرئيس بايدن خلال زيارته الأخيرة لإسرائيل، فإن أمريكا نفسها فشلت في بعض الأحيان في الوفاء بقيمها العليا عندما انخرطت في الحرب.

وأوضح الرئيس الأمريكي الأسبق، أن “هجوم السابع من أكتوبر بحق المواطنين الإسرائيليين، أثار بعضًا من أحلك ذكريات الاضطهاد ضد الشعب اليهودي، ومن المفهوم أن العديد من الإسرائيليين طالبوا حكومتهم بفعل كل ما يلزم لاجتثاث حركة حماس والتأكد من عدم حدوث مثل هذه الهجمات أبدًا”.

ومع ذلك، فإن العالم يراقب عن كثب الأحداث الجارية في المنطقة، وأي استراتيجية عسكرية إسرائيلية تتجاهل الخسائر البشرية قد تأتي بنتائج عكسية في نهاية المطاف، وقد قُتل بالفعل آلاف الفلسطينيين في قصف غزة، وكان العديد منهم من الأطفال، بينما أُجبر مئات الآلاف على ترك منازلهم.

ويرى أن “قرار الحكومة الإسرائيلية بقطع الغذاء والماء والكهرباء عن السكان المدنيين الأسرى لا يهدد بتفاقم الأزمة الإنسانية المتفاقمة فحسب؛ فمن الممكن أن يزيد من تصلب المواقف الفلسطينية لأجيال، ويؤدي إلى تآكل الدعم العالمي لإسرائيل، ويصب في مصلحة أعداء إسرائيل، ويقوض الجهود طويلة المدى لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة”.

وشدد المصدر ذاته، على “أنه وحتى ونحن ندعم إسرائيل، ينبغي لنا أيضاً أن نكون واضحين بشأن الكيفية التي ستشن بها إسرائيل هذا القتال ضد حماس، وهو أمر مهم، ومن المهم على وجه الخصوص أن تلتزم الاستراتيجية العسكرية الإسرائيلية بالقانون الدولي، بما في ذلك تلك القوانين التي تسعى إلى تجنب موت أو معاناة السكان المدنيين، إلى أقصى حد ممكن”.

وقال، إن “التمسك بهذه القيم أمر مهم في حد ذاته، لأنه عادل أخلاقيا ويعكس إيماننا بالقيمة المتأصلة في كل حياة إنسانية، مردفا أن التمسك بهذه القيم أمر حيوي أيضًا لبناء التحالفات وتشكيل الرأي الدولي – وكلها أمور بالغة الأهمية لأمن إسرائيل على المدى الطويل”.

واعتبر، أن “تحول إسرائيل الأخير للسماح بدخول شاحنات الإغاثة إلى غزة، والذي نتج جزئيًا عن دبلوماسية إدارة بايدن وراء الكواليس، بأنه خطوة مشجعة، لكننا بحاجة إلى مواصلة قيادة المجتمع الدولي في تسريع وتيرة المساعدات والإمدادات الحيوية لسكان غزة اليائسين بشكل متزايد”.

ومضى بالقول، أن “آفاق السلام في المستقبل قد تبدو أبعد من أي وقت مضى، وينبغي لنا أن ندعو جميع الجهات الفاعلة الرئيسية في المنطقة إلى التعامل مع القادة والمنظمات الفلسطينية التي تعترف بحق إسرائيل في الوجود للبدء في صياغة مسار قابل للتطبيق للفلسطينيين لتحقيقه”.

وأخيرا، في التعامل مع هذا الوضع المعقد إلى حد غير عادي، حيث يعاني العديد من الناس من الألم وترتفع العواطف بشكل مفهوم، يتعين علينا جميعا أن نبذل قصارى جهدنا لعرض أفضل قيمنا، بدلا من أسوأ مخاوفنا.

وهذا يعني، بحسبه، “التصدي بنشاط لمعاداة السامية بجميع أشكالها وفي كل مكان، وهو يعني رفض الجهود الرامية إلى التقليل من شأن المأساة الرهيبة التي عايشها الشعب الإسرائيلي للتو، فضلاً عن الاقتراح المفلس أخلاقياً بأن أي قضية من شأنها أن تبرر على نحو ما الذبح المتعمد لأناس أبرياء”.

ويعني “رفض المشاعر المعادية للمسلمين أو العرب أو الفلسطينيين، ويعني رفض وضع كل الفلسطينيين مع حماس أو غيرها من الجماعات الإرهابية، ويعني الحذر من اللغة اللاإنسانية تجاه شعب غزة، أو التقليل من شأن معاناة الفلسطينيين سواء في غزة أو الضفة الغربية باعتبارها غير ذات صلة أو غير شرعية”.

ويعني “الاعتراف بأن لإسرائيل كل الحق في الوجود؛ والمطالبة بوطن آمن يتمتعون فيه بجذور تاريخية قديمة؛ وأنه كانت هناك حالات بذلت فيها الحكومات الإسرائيلية السابقة جهودًا ذات مغزى لحل النزاع وتوفير مسار لحل الدولتين وهي الجهود التي رفضها الجانب الآخر في نهاية المطاف”.

ويعني “الاعتراف بأن الفلسطينيين عاشوا أيضًا في مناطق متنازع عليها لأجيال عديدة؛ وأن العديد منهم لم يتعرضوا للتهجير عند قيام إسرائيل فحسب، بل استمروا في التهجير القسري بسبب حركة المستوطنين التي تلقت في كثير من الأحيان دعمًا ضمنيًا أو صريحًا من الحكومة الإسرائيلية”.

ويعني “أن القادة الفلسطينيين الذين كانوا على استعداد لتقديم تنازلات من أجل حل الدولتين لم يكن لديهم في كثير من الأحيان الكثير مما يظهرونه مقابل جهودهم؛ وأنه من الممكن لأصحاب النوايا الحسنة أن يدافعوا عن الحقوق الفلسطينية ويعارضوا بعض سياسات الحكومة الإسرائيلية في الضفة الغربية وقطاع غزة دون أن يكونوا معاديين للسامية”.

ويعني “أننا يجب أن نختار ألا نفترض دائمًا الأسوأ في أولئك الذين نختلف معهم، في عصر يتسم بالحقد المستمر والتصيد والمعلومات المضللة على وسائل التواصل الاجتماعي، وفي الوقت الذي يرى فيه الكثير من السياسيين والباحثين عن الاهتمام ميزة في تسليط الضوء بدلاً من الضوء، قد يكون من غير الواقعي توقع حوار محترم حول أي قضية ناهيك عن قضية ما بهذه المخاطر العالية وبعد إراقة الكثير من الدماء”.

وخلص أوباما، إلى “أنه وإذا كنا مهتمين بالحفاظ على إمكانية السلام والأمن والكرامة مفتوحة للأجيال القادمة من الأطفال الإسرائيليين والفلسطينيين, ولأطفال أمريكا، فإنه يقع على عاتقنا جميعًا أن نبذل الجهد على الأقل لنكون نموذجًا، في منطقتنا، من حيث الكلمات والأفعال في هذا العالم الذي نريدهم أن يرثوه”.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي