غرقت في محاولة للوصول إلى حطام “تيتانيك”.. مسلمان ضمن ضحايا غواصة “تيتان” الأمريكية

بعد أيام من معاناة البحث في محاولة لإنقاذ من بداخلها أسدل الستار على الغواصة الأمريكية “تيتان” ووفاة كل من فيها والعثور على حطامها مساء الخميس، 22 يونيو 2023، بحسب ما أعلن خفر السواحل الأمريكي.

وكان من بين الضحايا الـ5 الذين لقوا حتفهم رجل أعمال بريطاني مسلم من أصول باكستانية ونجله يدعى شاهزاده داوود؛ مما مثل صدمة قوية لذويهما وأيضا لقطاع الأعمال في باكستان أيضاً.

وكانت الغواصة الأمريكية تيتان في رحلة إلى السفينة تيتانيك، التي غرقت قبل أكثر من 100 عام، قبل أن تغرق بسبب “انفجار داخلي كارثي” أودى بحياة جميع من كانوا على متنها.

من هو شاهزاده داوود؟

اعتبر شاهزاده داوود، رجل أعمال باكستاني بريطاني صاحب العمر 48 عاماً، وابنه سليمان، البالغ من العمر 19 عاماً، الذي كان معه في الغواصة تيتان، في تعداد الموتى بسبب ما حدث في الغواصة.

كان داوود نائب رئيس مجلس إدارة Engro Corporation، وهو تكتل أعمال يقع مقره الرئيسي في مدينة كراتشي الساحلية الجنوبية بباكستان، التي تعمل في مجالات الزراعة والطاقة والاتصالات. وتُعرَف عائلته بأنها واحدة من أغنى العائلات التجارية في البلاد. وقد تركّز عمل داوود على الطاقة المتجددة والتكنولوجيا، وفقاً لبيان صادر عن عائلته، بحسب تقرير لصحيفة The New York Times الأمريكية.

ودرس داوود القانون في المرحلة الجامعية بجامعة باكنغهام في بريطانيا، وحصل لاحقاً على درجة الماجستير في تسويق المنسوجات العالمي من جامعة فيلادلفيا الأمريكية. وفي عام 2012، اختاره المنتدى الاقتصادي العالمي قائداً عالمياً شاباً.

رجل الأعمال البريطاني المسلم الراحل

وكان ابنه، سليمان، طالباً في إدارة الأعمال في جامعة ستراثكلايد في غلاسكو، وقد أكمل لتوه سنته الأولى، وفقاً لمتحدث باسم الكلية. ومثل والده، كان من محبي كتب الخيال العلمي واستمتع أيضاً بحل مكعبات روبيك ولعب الكرة الطائرة، وفقاً لبيان من شركة Engro.

ووفقاً لبيان صادر عن عائلة داوود: “كانت العلاقة بين شاهزاده وسليمان مبهجة، فقد كانا أعظم المؤيدين لبعضهما البعض وكانا يعتزّان بشغفهما المشترك للمغامرة واستكشاف العالم من حولهما. وهذا الفضول الذي لا يتزعزع بنى الأساس لصداقة وثيقة بين الاثنين”.

وأدى شغف الأب وابنه الممتد منذ سنوات طويلة بالعلم والاكتشاف إلى الشروع في رحلة استكشافية إلى حطام تيتانيك، وفقاً للأصدقاء والعائلة.

وقال أحسن الدين سيد، أحد أصدقاء داوود الأب الذي كان يعمل معه في شركة Engro: “السفر والعلم جزءان من حمضه النووي.. وهو مستكشف”.

وأضاف سيد أنَّ داوود كان من محبي أفلام حرب النجوم Star Wars وستار تريك Star Trek، ومغرماً بالطبيعة وغالباً ما كان يسافر إلى أماكن بعيدة ويشارك صور مغامراته.

حسابه على إنستغرام يروي قصته

ويشبه ملفه الشخصي على إنستغرام كتاب ذكريات عن حبه للسفر والطبيعة؛ فهو مليء بصور الطيور والزهور والمناظر الطبيعية؛ بما في ذلك غروب الشمس في صحراء كالاهاري، والغطاء الجليدي في غرينلاند، وطيور البطريق في جزر شتلاند وطائر صغير في لندن مع تعليق: “رقصة جنّية شوغر بلوم”.

وكتب داوود في منشور على فيسبوك العام الماضي من إحدى رحلاته في أيسلندا: “ألا تنتهي المغامرات أبداً؟ لا أعتقد ذلك؛ فلا بد أن يواصل شخص آخر القصة”، مستشهداً بعبارة شخصية بيلبو باغنز في فيلم “رفقة الخواتم – The Fellowship of the Ring”.

وقال خالد منصور، زميل سابق آخر لداوود، إنه عندما عمل الاثنان معاً، كان داوود مناصراً شغوفاً لقضايا البيئة. وكان أيضاً أحد أمناء معهد SETI، وهي منظمة مُكرَّسة للبحث عن إشارات على الذكاء خارج كوكب الأرض.

ومن خلال دوره في Engro، دعا داوود إلى “ثقافة التعلم والاستدامة والتنوع”، وفقاً لبيان الشركة. وشارك أيضاً في المشروعات الخيرية لعائلته، بما في ذلك من خلال مؤسسة Engro التي تدعم صغار المزارعين، ومؤسسة داوود غير الربحية التي تركز على التعليم.

وجاء في بيان عائلته أنَّ “غياب شاهزاده وسليمان يترك أثراً عميقاً لدى كل من حظى بمعرفتهما”.

وترك داوود وراءه ابنة واحدة، تُدعى ألينا، وزوجته كريستين.

وكان خفر السواحل الأمريكي، أعلن العثور على حطام الغواصة التي كانت تقل 5 أشخاص في رحلة إلى السفينة تيتانيك، التي غرقت قبل أكثر من 100 عام، وأن دمارها سببه “انفجار داخلي كارثي” أودى بحياة جميع من كانوا على متنها.

وأنهى إعلان وفاة طاقم الغواصة عملية بحث متعددة الجنسيات استمرت 5 أيام، في حين قال الأدميرال في خفر السواحل الأمريكي، جون موجر، للصحفيين إن مركبة آلية يمكنها الغوص في الأعماق أُرسلت من سفينة كندية اكتشفت موقع حطام من الغواصة تيتان صباح الخميس.

وأشار إلى أن الغواصة عُثر عليها في قاع المحيط على بُعد حوالي 488 متراً من مقدمة السفينة تيتانيك، وعلى عمق 4 كيلومترات من سطح الماء، في زاوية نائية من شمال المحيط الأطلسي.

وانطلقت الغواصة تيتان، التي تشغلها شركة أوشن جيت إكسبيديشنز، ومقرها الولايات المتحدة، في رحلة استغرقت ساعتين صباح الأحد، 18 يونيو، لكنها فقدت الاتصال مع سفينة الدعم بعد مضي حوالي ساعة و45 دقيقة، فيما كان ينبغي أن تكون رحلة غوص لمدة ساعتين فقط إلى موقع حطام السفينة الأكثر شهرة في العالم.

حطام الغواصة تيتان

وأعلن مسؤولون في خفر السواحل العثور على 5 أجزاء كبيرة من حطام الغواصة تيتان، التي يبلغ طولها 6.7 متر، في حقل الحطام بينها مخروط الذيل وقسمان من بدن الغواصة. ولم يرد ذكر لما إذا كانت هناك رفات بشري قد شوهد في الموقع.

وحتى قبل المؤتمر الصحفي لخفر السواحل، أصدرت شركة أوشن جيت بياناً توقعت فيه وفاة الرجال الخمسة الذين كانوا على متن تيتان، ومنهم مؤسس الشركة ورئيسها التنفيذي، ستوكتون راش، الذي كان يقود الغواصة.

والأربعة الآخرون هم الملياردير والمستكشف البريطاني هيميش هاردينغ (58 عاماً) ورجل الأعمال من أصل باكستاني شاه زاده داوود (48 عاماً) وابنه سليمان (19 عاماً)، والاثنان مواطنان بريطانيان، والمستكشف وعالم المحيطات الفرنسي بول هنري نارجوليه (77 عاماً) الذي زار حطام تيتانيك عشرات المرات.

وقالت الشركة: “هؤلاء الرجال كانوا مستكشفين حقيقيين يتشاركون روح المغامرة المميزة، والشغف الشديد باستكشاف محيطات العالم وحمايتها… قلوبنا مع هذه النفوس الخمسة، ومع كل فرد من أفراد أسرهم خلال هذا الوقت المأساوي”.

وقضت فرق البحث وأفراد تقديم الدعم من الولايات المتحدة وكندا وفرنسا وبريطانيا أياماً في مسح آلاف الأميال المربعة من البحار المفتوحة بالطائرات والسفن؛ بحثاً عن أي علامة على تيتان.

والتغطية الإعلامية العالمية المكثفة لعملية البحث خيّمت إلى حدٍّ كبير على الاهتمام بتغطية تداعيات كارثة بحرية أكبر بكثير نجمت عن غرق قارب مهاجرين قبالة سواحل اليونان الأسبوع الماضي، مما أسفر عن مقتل مئات الأشخاص.

(عربي بوست)