القصة هو أن بعض المسؤولين في مواقع القرار الجامعي أطفال كبار، اسْتَشعَرُوا الطفولة مباشرة بعدما لَبِسُوا ثوب المسؤولية/السلطة حيث إلتصقت مؤخرة أجسادِهم بِكُرسي خَشبي… و بِشهادة الجميع نحن أمام جَيلٍ من الأطفال/ الكِبَار الذين يُجيدون اللَّهو واللَّعِب بالمصِير والمسَار…
وتَبقَى المرأة هِي الكائن الوحيد الذي يمتلك الجاذبية والقوّة لِاحتواء سلوكات هذا الطفل والقدرة على تنميطه وتدجينِه من خلال إجراءات القُرب (و لنا في شطحات زُحل و في المغامرات العاطفية لِأحد كتائبه من مدراء المعاهد الحِلْمِيَة/الصَّفية وبعض العمداء و نوّابهم في الشؤون غير الأخلاقية أسوأ مثال على ظاهرة الانحراف والانجراف العاطفي…).
وهو ما يُزكِّي قطعياً المغزى من العُنوان أعلاه… حيث أن بمَقدور الجِنس اللَّطيف أخذ كل شيء من المسؤول/المراهق وتَطوِيعِه بِمَهَارَة نَاعِمَة و بِرِفق وحِنكَة بما في ذالِك انتزَاع الصّلاحيات والاختصاصات وتحديد المقاصِد والمآلات و رسم الأهداف وهندسة الشبكات وتدبير المؤسسات والمعاهد (بدون عُنف وعن طيّب خاطر)، وَ يُترَك للمسؤول/الطّفل الخَوْض في مشاعر الوَهم وَ الإعتقاد بأنه البَطَل/المُنظِّر وَالمُنتَصِر على أقرانِه في زَمَانِه و أنه “فَارس عَصرِه فِي مَنصِبِه”… و مِن بين القِصص القريبة و المُعبِّرَة عن هذه الدراما هو ما وقع في قطاع “التحليم الغالي” سابقاً في زمن العاشق/زُحل، بدءًا بِديوان العاشقين لَدَيه، مُروراً بمديرية الموارد المحكومَة وانتهاءاً بالمفتشية الخاصة في قضايا “الحنان العَمُودي” عِندَه…
عِلْماً أنّ من بين السيدات، هناك كفاءات عَفيفَات تُرفَع من أجلِهنّ القبَّعات في التّسيير و لهنّ الأحقيّة والأهليّة في تدبير الشؤون المهنية بِإستحقَاق و بِجدَارَة ديبلوماسية ومهارات بيداغوجية قلَّ نظيرُها…. وبِمُوازاة مع هذا الوَضع نَجد حِرص الرجال/الأطفال من أمثال زُحل على الأسماء والمُسمّيات من الصِّفات والألقاب وعِشقهم المُستَميت و المُستَدَام للخشب على حساب قضايا الناس وصناعة العطب… من هنا نفهم قرار انخراط زُحل مؤخّراً في جمعية خاصة بأحد المستشارين (والذي تلعب فيه المرأة دوراً محورياً) مع تصنيف هذا الفِعل ضِمن المُمارسات غير اللَّائقة لِزُحل في التقرُّب و التزلُّف و التملُّق للسّيد المستشار مع الرغبة الغريزية أيضاً لِزُحل في إحاطَة نفسه بِهَالَة نِسائية و كأنِّي بِلاَئحة التعيينات في المناصب العُليا تمرّ من خلال هذا المشهد و عَبر مسلكيات هذه الجمعية و الولاء إلى مراجعها و كسب عَطفِ سيِّدها وبتزكية من جَنَابِه المحترم.
هذا السلوك الطُّفولي لمعالي الوزير السابق يطال اختصاصات الدوائر الرسمية المختصة ويمس بِمصداقية المساطر المؤسساتية المعمول بها قانونياً وتنظيمياً… عِلماً أن المعالي السابق قام بالسطو على السّكن الوظيفي ويرفض أداء واجبه المِهنِي بالمدرجات الجامعية والذي قام بتعويضه بالعمل الجمعوي بحثاً عن غطاء ومظلة استشارية…. تضمن له مَوقِعاً في الدوائر العُليا كأنّ الكائن زُحل خُلِق لِلمنَاصب العُليا و ما دون ذالك يُصنَّف بِالدُّنيا.
في هذا السياق المرتبط بتأثير الجنس اللطيف على رجالات الدولة نَجِد في قصّة المَلِكَة الآشُورِية (سمِيرَاميس) خير عِبرَة من باب التجربة و الخِبرَة، حيث جعلت زوجها يتَنَازَل لها بِطَواعِية عن العرش ثُمّ أعْدَمَته… الغريب أَنَّه ظَلَّ سعيداً حتّى اللّحظة الأخيرَة من حياتِه كأنّه تناوَل إكسير السعادة عن قُرب كي يَحيَى مسؤولاً مدَى الحياة عن بُعد…. لِدَرَجة أن رأسه المقطوع بعد الإعدام كان يبتسم في بلاهة…”.
إنها “مُصيبة قارئة الفنجان و كُلفَة الحنَان”.
تعليقات الزوار ( 0 )