بعد توقف دام 3 أشهر و12 يوما، بسبب منافسات كأس العالم قطر 2022، ينتظر عشاق كرة القدم العالمية بفارغ الصبر مباريات الذهاب من الدور ثمن النهائي لمسابقة دوري أبطال أوروبا، التي ستستأنف ليلة اليوم الثلاثاء 14 فبراير الجاري، بإجراء مواجهتين ناريتين.
في المباراة الأولى، يخوض باريس سان جيرمان الفرنسي، المثقل بالإصابات وأزمة نتائج، تحديا صعبا، عندما يستضيف بايرن ميونخ الألماني في افتتاح ذهاب الدور ثمن النهائي من دوري أبطال أوروبا، فيما يستقبل نادي ميلان الإيطالي نظيره توتنهام الإنجليزي.
ويستكمل دور الذهاب غدا الأربعاء بلقائي بروسيا دورتموند الألماني مع تشيلسي الإنجليزي، وكلوب بروج البلجيكي مع بنفيكا البرتغالي، على أن يختتم الأسبوع المقبل حيث يلتقي إينتراخت فرانكفورت الألماني مع نابولي الإيطالي، وليفربول الإنجليزي الوصيف مع ريال مدريد الإسباني حامل اللقب الثلاثاء، وإنتر ميلان الإيطالي مع بورتو البرتغالي، ولايبزيغ الألماني مع مانشستر سيتي الإنجليزي الأربعاء.
ودأب سان جيرمان على اللعب وجها لوجه مع بايرن ميونخ في السنوات الأخيرة في المسابقة القارية العريقة، فحسم البافاري نهائي عام 2020 بهدف وحيد في البطولة المجمعة في البرتغال بسبب تداعيات فيروس كورونا، وثأر فريق العاصمة في الموسم التالي مجردا بايرن من لقبه في ربع النهائي.
وإذا كان النادي الباريسي في قمة مستواه في مواجهاته الأخيرة للنادي البافاري، فإنه ليس كذلك في مواجهة الغد التي يدخلها تحت ضغط كبير وتحديدا مدربه كريستوف غالتييه بسبب العروض والنتائج المخيبة في الآونة الأخيرة، بالإضافة إلى الشك الذي يحوم حول مشاركة نجميه كيليان مبابي والأرجنتيني ليونيل ميسي بسبب الإصابة.
محليا، مني فريق العاصمة الفرنسية بخسارتين متتاليتين، الأولى أمام غريمه مارسيليا، بنتيجة 2 – 1، أخرجته من ثمن نهائي مسابقة كأس فرنسا، والثانية أمام موناكو بـ3 – 1 في “الليغ1”.
ويقع الضغط بقوة على المدرب غالتييه، الذي تعاقد “البيسجي” من أجل تحقيق ما فشل فيه جميع أسلافه وهو باكورة ألقابه في المسابقة الأهم وهو الهدف الرئيس لملاكه القطريين منذ استحواذهم على النادي عام 2011، آخرهم الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو، خصوصا بعد إقناع النجم مبابي بتمديد عقده بدلا من الانضمام إلى ريال مدريد.
وخرج سان جيرمان من ثمن النهائي الموسم الماضي على يد ريال مدريد، وذلك للمرة الرابعة في المواسم الستة الأخيرة (خرج على يد ريال في عام 2018 أيضا وأمام برشلونة في 2017 ومانشستر يونايتد الإنجليزي عام 2019).
في السنوات الماضية، تعرض الفريق لإصابات في لحظات غير مناسبة، حيث أصيب نجمه البرازيلي بكسر في مشط القدم قبل مواجهة ريال مدريد في 2018، واستبعد من مواجهتي ثمن النهائي ضد مانشستر يونايتد في العام التالي، والأمر ذاته حصل معه في الموسم الماضي إيابا ضد العملاق الملكي.
ويمني غالتييه النفس باستعادة فريقه لأوج عطائه الذي ظهر به في بداية الموسم، حيث تصدر مجموعته في المسابقة القارية، وابتعد بفارق مريح عن مطارديه في الدوري، قبل أن يتراجع المستوى عقب عودة نجومه من مونديال قطر حيث خسر أربع مرات في 10 مباريات في مختلف المسابقات.
لكن مهمة المدرب غالتييه ورجاله لن تكون سهلة أمام فريق بافاري استعاد توازنه بثلاث انتصارات مدوية على مضيفيه ماينز 4-0 في مسابقة الكأس، وفولفسبورغ 4-2، وضيفه بوخوم 3-0 في البوندسليغا.
ورغم ذلك، أبدى مدربه يوليان ناغلسمان قلقه بشأن أداء فريقه ضد بوخوم، وصرح قائلا “كانت هناك حركة قليلة جدا، إذا لعبنا بهذه الطريقة الثلاثاء، فلن نذهب إلى أبعد من ذلك (ثمن نهائي دوري الأبطال)”.
ويدرك ناغلسمان جيدا بأن نجاحه محليا لن يشفع له في البقاء على رأس الإدارة الفنية للنادي البافاري، الذي يجعل مسؤولوه المسابقة القارية العريقة على رأس أولوياتهم، ماما مثل نظرائهم في سان جيرمان.
وأقيل الكرواتي نيكو كوفاتش رغم تتويجه بالثنائية المحلية (الدوري والكأس) عام 2019، من تدريب البايرين بسبب الإقصاء من دوري الأبطال، وحتى المتخصص الأوروبي الشهير الإيطالي كارلو أنشيلوتي أقيل بعد أن خسر خارج أرضه أمام باريس سان جيرمان 0-3 في عام 2017 في دور المجموعات.
في المباراة الثانية يخوض ميلان اختبارا صعبا عندما يستضيف توتنهام على ملعب “جوسيبي مياتسا” في ميلانو.
ويأمل مدرب النادي “اللومباردي” ستيفانو بيولي، في فك نحس الفريق في الدور ثمن النهائي في موسمي 2012-2013، على يد برشلونة الإسباني، و2013-2014 على يد أتلتيكو مدريد الإسباني، فضلا عن إعادة الفريق إلى السكة الصحيحة بعد تراجع نتائجه في الآونة الأخيرة.
وفشل ميلان في تحقيق الفوز في سبع مباريات متتالية في مختلف المسابقات، خرج خلالها من ثمن نهائي الكأس المحلية، وخسر كأس السوبر المحلي أيضا، وتراجع إلى المركز الخامس في الدوري، بعدما كان مطاردا مباشرا لنابولي المغرد في الصدارة.
واستعاد ميلان نغمة الانتصارات الجمعة عندما تغلب على تورينو بصعوبة 1-0 في الدوري، ويريد بيولي أن يكون هذا الفوز نقطة تحول بعد هزيمتين في ديربي ميلان وخسارتين مذلتين في الدوري أمام لاتسيو وساسولو.
وقال بيولي إن فوز يوم الجمعة، يجب أن ينظر إليه على أنه “ولادة جديدة” لأنه أنهى سلسلة لم تبعد ميلان عن الدفاع عن لقبه بل جعلته في صراع حقيقي على حجز مكان في مسابقة دوري الأبطال الموسم المقبل.
ويأمل “الروسونيري”، في استغلال المعنويات المهزوزة لتوتنهام الذي مني بخسارة مذلة امام ليستر سيتي 1-4 في الدوري السبت.
ولن يكون فريق المدرب الإيطالي أنتونيو كونتي، وصيف بطل نسخة عام 2019 بقيادة بوكيتينو، لقمة سائغة في ظل ترسانته الهجومية القوية بقيادة هدافه التاريخي هاري كاين والكوري الجنوبي سون هيونغ مين.
تعليقات الزوار ( 0 )