بعد أن ارتأى عدد من المشاهير المغاربة في مجالات الفن والرياضة والأعمال، دخول الاستحقاقات الانتخابية الحالية، كل والحزب الذي سيرافع باسمه، استغرب العديدون هذه الخطوة، خاصة وأنهم ألفوا مشاهدة هذه الوجوه فقط على خشبات المسارح وفي قاعات السينما والمركبات الرياضية، ولم يتوقعوا أنهم سيلجون عالم السياسة يوما مناشدين المواطنين التصويت عليهم.
ووجود المشاهير في المجال السياسي ليس بالأمر الغريب ولا النادر، دول عديدة عرفت هذه الظاهرة، بل وحقق فيها المشاهير نجاحا ساحقا وبصموا على أداء مميز في هذا المجال، بل ووصلوا إلى مراكز القيادة الأولى وصنع القرار على غرار الرئيس الأمريكي السابق رونالد ريغان، والرئيس الليبيري الحالي جورج ويا.
وقد رحب عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي بهذه الظاهرة، معتبرين أن النجاح الذي حققه هؤلاء باختلاف مجالاتهم، ما هو إلا دليل على قدرتهم على النجاح أيضا في عالم السياسة، وأضافوا أنهم يرحبون بهذه الظاهرة مادام الغرض الأساسي منها هو خدمة المواطن والدفاع عن مصالحه، وليس الطمع في تحقيق المصالح الشخصية.
وكتب أحدهم مرحبا بالفكرة” إني على يقين أن وجود المشاهير في عالم السياسة هو أمر يخدمها، خاصة وأنهم غالبا لن يخاطروا بمسار طويل كسبوا فيه حب الناس مقابل منصب مؤقت، كما أن ما يزيدني ترحيبا بالفكرة هو قرب هذه الوجوه المعروفة من المواطنين عبر تواصلهم الافتراضي مع متتبعيهم، ما يجعلهم واعين بمشاكل الناس وانتظاراتهم”.
وقد عارض صاحب تدوينة أخرى الفكرة، فكتب” في نظري من الأفضل أن يبقى أهل الشهرة في مجالاتهم بعيدا عن السياسة، ولي في هذا سببان، الأول هو انعدام خبرتهم بهذا المجال، والثاني هو أن عددا من الأحزاب تستقطبهم فقط لكونهم وجوها معروفة لدى العموم، ما يجعلهم مشاركين بشكل أو بآخر في لعبة ثنائية يكون فيها المواطن خاسرها الأكبر”.
يذكر أن ظاهرة ولوج المشاهير المجال السياسي ليست وليدة اليوم، بل وعلى مر السنين الماضية، وجوه عديدة شاركت وصارت فاعلة في هذا المجال، بل منها من تبوأ مراكز عليا كالعداءة نوال المتوكل التي سبق وشغلت منصب وزيرة الشباب والرياضة، وأيضا المرحومة ثريا جبران التي عُينت وزيرة للثقافة.
تعليقات الزوار ( 0 )