لاحظ عدد من المغاربة كيف أن الحملات الانتخابية التي قامت بها الأحزاب السياسية في الاستحقاقات الانتخابية الأخيرة لم تقتصر فقط على الممارسات الدعائية التقليدية، بل كان الفضاء الرقمي مسرحا لتنافس شرس بين الأحزاب في إظهار تفوق برنامج معين على آخر أو كفاءة مرشح عن غيره، مستغلين في ذلك ما تجود به الثورات التكنولوجية بين الحين والآخر.
واعتبر مجموعة منهم أن حزب التجمع الوطني للأحرار كان أكثر حزب نجح في استغلال هذا الفضاء، وفي استثمار إيجابياته بالشكل الذي انعكس على نتائجه الأخيرة، والتي تبوأ فيها المرتبة الأولى وصار الحزب الحاكم الذي سيسهر على تشكيل الحكومة.
كما ذهبوا أيضا إلى تضخيم تأثير استخدام هذا الفضاء من طرف حزب الحمامة، للحد الذي دفع بعضهم لوصفه بالورقة الرابحة التي نجح الحزب في استغلالها فيما فشل الآخرون في ذلك، أو لم ينجحوا كما نجح الأحرار فيها على الأقل.
بلال الجوهري، خبير التواصل والرقمنة، أكد أن الأحرار قد نجح في استغلال الفضاء الرقمي، وأشار إلى أن الحزب قد قام بصرف أموال كبيرة ومهمة في التواصل الرقمي، وأنه منذ سنوات وهو يعتمد على فريق محترف في المجال، والذي خلق تواصلا دائما ومستمرا مع المواطنين.
وأضاف بلال في تدوينة له على حسابه الشخصي، أن الاستعانة بالرقمنة ووسائل التواصل الاجتماعي لم تعد أمرا ثانويا، بل صارت ضرورة حتمية وربما مسألة موت أو حياة لبعض الأحزاب، وأضاف أن الأحزاب السياسية إن لم تقم بمواكبة العصر الرقمي وبطريقة احترافية، فإنها ستصير في خبر كان وبطريقة مفاجئة، كما ألح على أن يتجه السياسيون وقادة الأحزاب إلى إدراج الرقمنة في الجداول المالية وإيلائها مزيدا من الأهمية، والقطع مع المفاهيم الكلاسيكية التي يُبني عليها التواصل التقليدي.
هذا في الوقت الذي حظي فيه رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار باستقبال ملكي، تم فيه تعيينه رئيسا للحكومة المقبلة، وتكليفه باقتراح تشكيلتها الوزارية، والتي سيحاول فيها الأحرار القيام بمشاورات مع الأحزاب التي تتوافق برامجها مع برنامجه، حتى يكون العمل بين الأغلبية المشكلة للحكومة القادمة سلسا.
تعليقات الزوار ( 0 )