تترقب الفعاليات الأمازيغية، بشكل كبير قرار الحكومة المغربية، حول مآل مطالبها بإقرار السنة الأمازيغية الجديدة، عيدا وطنيا مؤدى عنه، بعد سنوات من الإنتظار وسنوات من العرائض والرسائل الموجهة إلى الحكومة والديوان الملكي.
ويأتي هذا في سياق التلميحات التي عبرت عنها الحكومة، عب ناطقها الرسمي، مصطفى بايتاس، الذي قال عقب المجلس الحكومي المنعقد يوم أمس الخميس، إن ‘’ الحكومة ستحتفل برأس السنة الأمازيغية كما يجب وبقوة، مشيراً أنّ هناك إرادة قوية في الانخراط في تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية بكل جدية، وهذه الإرادة ستستمر إلى غاية نهاية الولاية الحكومية الحالية’’.
وقال الناطق الرسمي باسم الحكومة إن ‘’الحكومة خصصت 220 مليون درهم لتفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية في مجموعة من المؤسسات، حتى لا يبقى هذا الملف موضوع مزايدات، ويتيح للأمازيغ والمغاربة عموماً، أن يجدوا خلال ولوجهم لمختلف المؤسسات العمومية، مخاطبين حقيقيين يفهمون هذه اللغة ويتواصلون بها، وتلعب أدوارها في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية’’.
وقبل أيام من تصريحات الناطق الرسمي باسم الحكومة، وجه التجمع العالمي الأمازيغي، رسالة إلى النواب والنائبات البرلمانيات، من أجل المطالبة بترسيم رأس السنة الأمازيغية عيدا وطنيا مؤدى عنه.
ووفق نص الرسالة التي توصل منبر بناصا بنسخة منها فإن هذه الخطوة تأتي ‘’في إطار الحملة الشعبية التي أطلقتها منظمة التجمع العالمي ـ المغرب ـ منذ سنوات، واستنادا على اعتراف الدستور المغربي، في ديباجته، بالهوية الأمازيغية، وإقراره برسمية اللغة الأمازيغية في فصله الخامس منذ سنة2011’’.
وأكد المصدر ذاته، أن المطلب جاء في سياق ‘’دخول القانون التنظيمي رقم 26.16، المتعلق بتحديد مراحل تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية، وكيفيات إدماجها في مجال التعليم وفي مجالات الحياة العامة ذات الأولوية، منذ سنتين، حيز التنفيذ بعد أن صدر بالجريدة الرسمية تحت عدد 6816 بتاريخ 26 سبتمبر 2019”.
وأضاف المصدر ذاته أنه ‘’باستحضار مقتطف من الخطاب الملكي التاريخي لأجدير والذي أكد فيه أن “الأمازيغية مُكوّن أساسي للثقافة الوطنية، وتراث ثقافي زاخر، شاهد على حضورها في كلّ معالم التاريخ والحضارة المغربية؛ فإننا نولي النهوض بها عناية خاصة في إنجاز مشروعنا المجتمعي الديمقراطي الحداثي، القائم على تأكيد الاعتبار للشخصية الوطنية ورموزها اللغوية والثقافية والحضارية”، وشدد فيه “التأكيد على أن الأمازيغية، التي تمتد جذورها في أعماق تاريخ الشعب المغربي، هي ملك لكل المغاربة بدون استثناء”.
وأكدت الرسالة ذاتها أنه ‘’باستحضار كذلك خطاب جلالة الملك، بمناسبة الذكرى الثامنة والستين لثورة الملك والشعب، عن “التاريخ الأمازيغي الطويل” للمغرب’’ وذكرت بـ’’التوصيات المتعلقة بالعقد الدولي للغات الشعوب الأصلية (2022-2032) التي أصدرها المشاركون في الاجتماع التشاوري الرفيع المستوى المعنون “عقد من العمل من أجل لغات الشعوب الأصلية” والمنظم من طرف منظمة “اليونيسكو”.
وجددت منظمة التجمع العالمي الأمازيغي، في مراسلتها للبرلمانيين في إطار السلطة التشريعية والسياسية المخولة لهم بمقتضى الدستور المغربي، مطالبتها بالعمل على تقديم مقترحات قوانين من شأنها الاعتراف برأس السنة الأمازيغية 2972/2022عيدا وطنيا، وعطلة رسمية مؤدى عنها على غرار باقي الأعياد، والعطل الرسمية’’.
تعليقات الزوار ( 0 )