شارك المقال
  • تم النسخ

تقرير: الدبلوماسية الجزائرية بلغت أقصى درجات الحضيض وفقدت مصداقيتها الدولية

لم تكن تتوقع الجزائر أن يتم تجاهلها من دعوة حضو مؤتمر القاهرة الدولي للسلام الأخير، لمناقشة آخر التطورات في الشرق الأوسط وبحث سبل ووسائل حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، مما شكل انتكاسة دبلوماسية كبيرة للنظام العسكري بقصر المرادية.

وبعد أن أعلن نفسه الوصي الفعلي للقضية الفلسطينية منذ الاستعدادات لقمة جامعة الدول العربية يومي 1 و2 نوفمبر 2023، لا يستطيع النظام في الجزائر إيجاد الطريقة الصحيحة للعب دور قيادي في حل الصراع الذي يعلق عليه الشعب الجزائري أهمية كبيرة لدرجة جعلها مسألة مقدسة.

وفي تقرير تحت عنوان “الدبلوماسية الجزائرية وصلت إلى مرحلة الحضيض”، اعتبرت مجلة “ATALAYAR” الإسبانية المتخصصة في الشؤون المغاربية، أن الدبلوماسية المتشددة التي تتجاهل الواقعية السياسية في المنطقة إلى حد تجاهل عناصرها الأساسية، لن تكون قادرة على لعب الدور الذي تحلم به.

وأوضحت، أن الدبلوماسية الجزائرية تستخدم خطابًا فارغًا أكثر بكثير وغير قادرة على التكيف مع الوضع الجديد للصراع الإسرائيلي العربي، والذي تميز بتطبيع العلاقات بين دولة إسرائيل وعدد من الدول العربية وكذلك اتفاقيات أوسلو لعام 1993، وأدت هذه الاتفاقيات إلى تخلي منظمة التحرير الفلسطينية عن الكفاح المسلح.

وبينت المجلة أن النظام الجزائري فقد كل توجهه على الساحة الدبلوماسية الدولية منذ تورطه في الحرب الأهلية في التسعينيات، وفقد الكثير، إن لم يكن كل، مصداقيته، على الرغم من ظهور انتعاش مع وصوله منذ أن تولى الراحل عبد العزيز بوتفليقة منصب رئيس الدولة عام 1999.

علاوة على ذلك، فإن بوتفليقة نفسه هو الذي يعيد الدبلوماسية الجزائرية إلى ما كانت عليه عندما اختفى من المشهد بمجرد مرضه في أبريل 2013، ومنذ ذلك الحين، لم تستطيع الجزائر ولم تعد تتباهى بلعب أي دور دبلوماسي في العالم.

كما أن السياسة العدوانية التي ينتهجها الثنائي تبون وشنقريحة تجاه العديد من الدول لا تبشر باحتمال أن تلعب الجزائر الدور الذي تستحقه بطبيعة الحال، نظرا لموقعها الجغرافي وإمكانياتها الاقتصادية، وفضل حرب الاستقلال والدور الذي لعبته بعد استعادة سيادتها في تنظيم الأحداث السياسية الكبرى مثل قمة حركة عدم الانحياز عام 1973، والقمم الأفريقية والعربية والمغرب العربي، دون أن ننسى انعقاد دورة استثنائية للجمعية العامة للأمم المتحدة في أبريل 1974.

وبالنسبة للفلسطينيين، تضيف المجلة، كانت الجزائر المثال الذي يجب أن يحتذى به في جميع المجالات، وكانت أيضًا الدولة الأكثر أمانًا التي يمكن وضع ثقتهم فيها، وهكذا استضافت الجزائر المقاتلين الذين تم إجلاؤهم من بيروت أواخر صيف 1982، والدورة السادسة عشرة للمجلس الوطني الفلسطيني في فبراير 1983، والمؤتمر الذي شهد إعلان استقلال الدولة الفلسطينية في 15 نوفمبر 1988.

ولم يكن التضامن الجزائري مع فلسطين كذلك كلمة فارغة ولا شعار فارغ، حيث استخدمت الجزائر نفوذها على الساحة الدولية من أجل قبول الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في الأمم المتحدة في 13 أبريل 1974. وألقى خطابا تاريخيا قال فيه العبارة التاريخية التي لا تقل أهمية “لقد جئت إليكم بغصن زيتون في يدي اليسرى ورشاش في يميني، لا تسقطوا غصن الزيتون”.

وشددت المجلة الإسبانية، على أن دور الجزائر في دعم فلسطين أصبح الآن ذكرى بعيدة، وليست إشارات النظام الذي يحرم شعبه، من خلال القمع الشرس، من حقه الأساسي في حرية الرأي وحرية التعبير، هي التي ستساعد الشعب الفلسطيني على استعادة حريته.

وأضافت، أن طبق الكسكس في فندق الشيراتون بالجزائر لن يضع حدا للخلافات بين الفصائل الفلسطينية، ولم تعد “الجزائر الجديدة” في ترادف تبون وشنقريحة تتمتع بأي مصداقية لدى الفلسطينيين أو القوى الدولية.

وخلصت المجلة إلى أنه ولهذه الأسباب مجتمعة لم يفكر الرئيس عبد الفتاح السيسي في دعوتها لحضور المؤتمر الدولي للسلام الذي عقد في القاهرة يوم السبت 21 أكتوبر، والذي حضره نحو ثلاثين ممثلا لدول ومنظمات دولية، معظمها أوروبية وعربية، وهذا أمر مفهوم تماما لأي مراقب سياسي.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي