قرر المجلس البلدي للعاصمة الإسبانية مدريد، حلّ مشكل نفاد أماكن دفن المسلمين، بهدف مسجد المقبرة الوحيدة في المدينة، من أجل توسيعها.
وكشفت جريدة “إلباييس”، أن المجلس البلدي لمدينة مدريد، قرر هدم مسجد “غرينون”، من أجل توسيع سعة مقبرته، وهي الوحيدة الخاصة بالمسلمين في المنطقة، بإضافة 145 قبرا جديداً.
وأضافت أن القرار فاجأ الجالية المسلمة، رغم أن المجلس البلدي أكد أنه سيحرص على بناء مسجد جديد في المقبرة، غير أنه سيكون أصغر من حيث المساحة من سابقه.
وتابعت أن المقبرة كان مشروعا تموله القنصلية المغربية في إسبانيا، قبل أن يتولى المجلس البلدي منذ سنة 2017، مسؤوليته، غير أن حالة المسجد المتردية، وصيانته المحفوفة بالمخاطر، دفعت إلى التوجه نحو هدمه.
وذكر المصدر، أن مقبررة “غرينيون”، توقفت في فبراير الماضي، عن استقبال مدافن جديدة، بعدما وصلت إلى أقصى طاقتها الاستيعابية، البالغ عددها 697 قبرا.
وسبق للمجلس البلدي، في نهاية سنة 2022، أن حذّر من أن مقبرة “غرينيون”، وهي الوحيدة في مجتمع مدريد، قد امتلأت، ولم يعد بها مكان سوى لحديثي الولادة والأطفال.
ونبهت الصحيفة، إلى أن مجتمع مدريد، يعرف تواجد أكثر من 309400 ألف مسلم، ويصل عدد الوفيات إلى 1500 شخص، متابعةً أنه بالرغم من أن العديد منهم يفضلون الدفن في وطنهم الأصلي، إلا أن مشكلة قدرة المنطقة على دفن الموتى، كان محل نقاش منذ سنوات.
وأشار المصدر، إلى أن مجلس مدينة مدريد، بئاسة مانويلا كارمينا، اقترح في 2016، إقامة 10 آلاف متر مربع في مقبرة بلدية كارابانشل، دون أن يتم تنفيذ المشروع. في السنة الماضية، تمت الموافقة على هذا الخطوة التي امتنع عن التصويت عليها الحزب الشعبي، و”سيودادانوس”، فيما رفضها “فوكس”، غير أنها لم تر النّور.
واسترسل الصحيفة الإسبانية، أن ميسون داوس، عضو مجلس مدينة مدريد، شدد في يوليوز 2022، على أن المسلمين لديهم “الحق” في “تخصص أماكن دفن إسلامية في مقابر البلدية”، غير أن الرئيس رد بأن “المشكلة الواضحة هي أنه لا وجود لأماكن”، قبل أن يؤكد لاحقا أن “الحل الوحيد الممكن هو عرض الأرض التي لدينا”.
عضو المجلس البلدي ذاته، أعرب في الـ 15 من ماي الماضي، في تغريدة نشرها على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، عن أسفه لـ”هذم مسجد غرينيون”، تابعاً أن هذه الخطوة لن تسمح سوى بتوسيع “سعة المقبرة بـ 135 قبرا للمسلمين المدنيين، و10 أخرى للمسلمين العسكريين”.
وأضاف داوس: “كان من الممكن تجنّب هذا الوضع برمته لو تم تكييف قطعة الأرض التي وافقت عليها مقبرة كارابانشل، والتي كانت ستسهل دفن الآلاف من المسلمين، دون الحاجة إلى هدم مكان عبادة إسلامي، أو أعمال توسعة في مكان ممتلء بالمقابر”.
وتابع عضو المجلس البلدي لمدريد، أن “هذه المبادرة عبارة عن إسعافات أولية لجرح نازف، وتنطوي أيضًا على هدم مكان للعبادة لمجرد رفض وتقاعس قلة عن منح مجتمع ما حقه في دفن لائق”.
تعليقات الزوار ( 0 )