قامت دار الأزياء الفرنسية “بالنسياغا” بسحب حذاء مغربي تقليدي “البلغة”، من متاجرها، وذلك بعد أن أثارت التصاميم الجديدة جدلا كبيرا على مواقع التواصل، حيث اعتبر المغاربة أنها تحاكي تصاميم البلغة المغربية التقليدية.
وبعد أن باعت العلامة التجارية الفرنسية مجموعة من النعال المستخدمة تقليديا في المغرب بحوالي ألف يورو دون ذكر أصل الموروث الثقافي لها، طالب عدد من نشطاء شبكات التواصل الاجتماعي بملاحقة الشركة، فيما لم تشر “بالنسياغا” في وصفها للتصاميم الجديدة أنها تشبه الحذاء المغربي التقليدي المعروف بل قالت أنه مصنوع من جلد الغنم الناعم.
ولم يذكر إعلان الشركة الذي يصف المنتج تشابه الشبشب مع الأحذية المغربية، مشيرة فقط إلى أن زوج الأحذية الرياضية مصنوع في إيطاليا، وأن الكعب يمكن طيه، وأن له مداسًا غير قابل للانزلاق وتأثيرًا متآكلًا.
كما أثار ارتفاع أسعار هذه الأحذية جدلا في المغرب، وعلى موقع Balenciaga كان السعر 995 دولارًا، بينما يخصص الباعة والحرفيون المحليون وقتهم لصنع أحذية رياضية مماثلة، ويبيعونها بمبلغ يتراوح بين 100 و500 درهم (حوالي 10 إلى 50 يورو).
وأثارت المبالغة في الأسعار تعليقات ومناقشات حول “السرقة الثقافية” وتسليع التقاليد، كما تم تقليد القفطان المغربي على نطاق واسع من قبل الماركات العالمية، كما هو الحال مع الجندورة المغربية أو الكيمونو الياباني.
ويرجع ذلك إلى أن العلامة التجارية لم تستشهد أو تشيد في أي وقت بالثقافة التي ألهمتها لإنشاء هذا النموذج، وعلى الرغم من أن النعال متجذرة بعمق في التراث المغربي، ولا يتم تقديرها كأزياء، بل كرموز للهوية المغربية وتقاليد عمرها قرون، وبالتالي يجب التعامل معها بحساسية ومسؤولية، مع الاعتراف بأصول إلهامها وضمان التمثيل العادل.
وكان ذلك واضحا من خلال تعليقات مستخدمي الإنترنت، حيث نشر أحد النشطاء على موقع Reddit المغربي رسالة تسلط الضوء على بيع Balenciaga لـ Belgha مقابل 795 يورو، مشيرًا إلى “أنهم لا يقولون حتى أن الحذاء التقليدي مستوحى من المغرب”.
ويمكن قراءة تعليقات ساخرة أخرى في إشارة إلى السعر، مثل “يمكنك المشي بها على الماء، على ما أعتقد”، ويبرر البعض ارتفاع الأسعار بالعلامة التجارية أكثر من قيمة المنتج، وكتب أحد المستخدمين: “حتى لو أخذوا حجرًا ووضعوه على موقعهم الإلكتروني، فسيكون مكلفًا لأنهم يبيعون اسم علامتهم التجارية أكثر من المنتج نفسه”.
وهذه ليست المرة الأولى التي تدخل فيها شركة “بالنسياغا” في جدل حول حذائها الرياضي، وفي عام 2018، أدخلت تغييرا على النعال المغربي التقليدي، الذي كان سعره 5118 درهما (حوالي 500 يورو).
وفي عام 2021، أحدثت العلامة التجارية الفاخرة التي أسسها الإسباني كريستوبال بالنسياغا عام 1917، ضجة مع السراويل التي اتخذت النمط “المترهل”، النموذجي للسجناء الأمريكيين من أصل أفريقي.
وتهدف العلامة التجارية الفرنسية إلى الاستفادة من الرموز التي يُنظر إليها على أنها قادمة من الطبقات الشعبية، وقد أثارت في السابق غضبًا من خلال “حقائب اللاجئين” الخاصة بها، والتي أعيدت تسميتها فيما بعد بحقائب باربيس (على اسم الحي الواقع عند سفح مونتمارتر) بسبب طبعة الترتان الرمزية لشعار متاجر تاتي.
وتم إنشاء متاجر تاتي في عام 1948 على يد التونسي جول أواكي بهدف تحرير أسعار الملابس وإضفاء اللون والبهجة على الحي المتأثر بعد الحروب العالمية، حيث استفادت بالنسياغا من هذا الإلهام الأفريقي.
واستلهمت دار الأزياء الفرنسية “بالنسياغا” تصاميمها من المغرب في مناسبات أخرى، على سبيل المثال، قامت بتطوير حملة خريف 2019 في الصحراء المغربية، حيث يتجول الأفراد العالميون عبر المناظر الطبيعية الصحراوية في المغرب وجزيرة لانزاروت الإسبانية مع إنشاء العلامة التجارية.
تعليقات الزوار ( 0 )