أكد الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالاستثمار والالتقائية وتقييم السياسات العمومية، محسن جازولي، اليوم الاثنين ببرشلونة، أن المغرب، تحت القيادة الحكيمة للملك محمد السادس، أضحى قوة اقتصادية إقليمية ذات اقتصاد حديث ومتنوع للغاية.
وقال جازولي، خلال افتتاح لقاء أعمال رفيع المستوى، منظم تحت شعار +الاستثمار في المغرب، رهان تنافسي لاستكشاف أسواق جديدة+ “لقد قامت بلادنا ببناء بنية تحتية ذات مستوى عالمي، كما يعكس ذلك ميناء طنجة المتوسط، أول ميناء للحاويات في البحر الأبيض المتوسط وأفريقيا، وفرضت نفسها كفاعل ديناميكي على الساحة الاقتصادية، وذلك بفضل يد عاملة شابة ومؤهلة، ومكونة بشكل جيد لتلبية متطلبات سوق الشغل”.
وأكد الوزير المنتدب أن المغرب، بفضل أزيد من 50 اتفاقية للتبادل الحر، يوفر الولوج إلى سوق استهلاكية تضم 2,5 مليار نسمة، مشيرا إلى أن المملكة لم تكتف بتعزيز صناعاتها التقليدية، وكذا الصناعة الغذائية والصيدلة والسياحة، مما يجعلها أكثر قدرة على المنافسة، فحسب، بل حفزت أيضا القطاعات الناشئة، مثل السيارات والفضاء.
وسجل أن المغرب، رائد التحول الأخضر، يفخر بكونه المنتج الأول للطاقة المتجددة في القارة الإفريقية، مشيرا إلى أن المغرب، الذي يقع على مفترق الطرق بين البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي، يتطور بشكل طبيعي كمركز استثماري إقليمي وبمثابة بوابة رئيسية لأفريقيا.
وقال جازولي إن المغرب دخل مرحلة جديدة من التنمية، من خلال التركيز على تشجيع الاستثمار الخاص، الوطني والأجنبي، موضحا أن الهدف هو تحقيق نمو أفضل جودة وخلق المزيد من فرص الشغل.
ولتسهيل هذه الرؤية، يبرز الوزير المنتدب، اعتمدت المملكة السنة الماضية ميثاقا مبتكرا للاستثمار من شأنه أن يحسن مناخ الأعمال بشكل اكبر ويوفر دعما كبيرا للمشاريع الاستثمارية، وبالتالي فإن المغرب في وضع جيد لتحويل التحديات الحالية إلى فرص.
وأشار جازولي في هذا الصدد، إلى أن المغرب يتمتع بموقع استراتيجي للاستفادة من إعادة تنظيم سلاسل القيمة والاضطلاع بدور مهم في الجهود العالمية لإزالة الكربون.
وبهذه المناسبة، أبرز الوزير المنتدب التطور الذي تشهده العلاقات الاقتصادية للمغرب مع إسبانيا عموما وكتالونيا على وجه الخصوص.
وتابع جازولي: “باعتبارها ثاني جهة تتمتع بأعلى ناتج محلي إجمالي وواحدة من أكثر المناطق ديناميكية في البلاد، تلعب كاتالونيا دورا حيويًا في بناء المستقبل الاقتصادي لإسبانيا”.
وبحسبه، فإن كتالونيا، بفضل اقتصادها القوي والمتنوع للغاية، هي محرك التنمية الاجتماعية والاقتصادية في إسبانيا، مضيفا أن ميناء برشلونة، الذي يلعب دورا حاسما في المنطقة، يكمل الأداء الاستثنائي للشركات الكاتالونية في مختلف القطاعات، لاسيما السيارات والأغذية الزراعية والمستحضرات الصيدلانية والمواد الكيميائية والرعاية الصحية والنقل والسياحة والطاقات المتجددة، حيث أظهروا تميزا على مدى فترة طويلة من الزمن.
وأشار جازولي إلى أن حجم التبادلات التجارية بين المغرب وإسبانيا تجاوز لأول مرة 20 مليار يورو، وهو ما يعكس معدل نمو ملحوظ، لافتا إلى أنه على مدى السنوات العشرين الماضية، مكنت الجهود الجماعية بين البلدين من مضاعفة المبادلات بمقدار خمسة مرات، وزادت التجارة الثنائية بنسبة 40 بالمائة منذ اعتماد خريطة الطريق المشتركة في أبريل 2022.
ومع ذلك، أكد الجزولي أن هناك هامشا كبيرا للتحسن في مجال الاستثمار بين البلدين.
ويهدف هذا اللقاء، الذي تنظمه كونفدرالية إنعاش التشغيل الوطني، المنظمة الرئيسية لأرباب العمل في كاتالونيا، والمجلس الاقتصادي المغربي الإسباني، إلى تعزيز ديناميكية الإجراءات المتخذة لتوطيد العلاقات الاقتصادية بين البلدين، مع التركيز بشكل خاص على الاستثمار.
وعرف منتدى برشلونة هذا، المنظم تحت شعار “الاستثمار في المغرب، رهان تنافسي لاستكشاف أسواق جديدة”، مشاركة حوالي مائة من رؤساء المقاولات المغاربة والكاتالونيين.
وتميز افتتاح هذا المنتدى بحضور كاتبة الدولة الإسبانية للصناعة، ربيكا ماريولا تورو، والمدير العام للوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات والصادرات، علي صديقي، ورئيس الاتحاد العام لمقاولات المغرب شكيب العلج، والرئيسين المشاركين للمجلس الاقتصادي المغربي الإسباني عادل الرايس وكليمنتي غونزاليس سولير، وسفيرة المغرب بإسبانيا كريمة بنيعيش، وكذا عدد من رؤساء أكبر الشركات المغربية والإسبانية.
تعليقات الزوار ( 0 )