Share
  • Link copied

“إل كونفيدنشال” الإسبانية: المغرب صنع مكانه لنفسه بين قادة الدول في المناخ وتقدم على إسبانيا بخطوات في مجال الطاقة

تقع أكبر محطة للطاقة الشمسية المركزة في العالم على مساحة 3000 هكتار في ورزازات. من خلال نظام من المرايا المنحنية، يجسد البناء الضخم المعروف باسم نور ورزازات الإمكانات التحويلية لتسخير الطاقة الشمسية في الدولة العلوية.

قالت صحيفة “إل كونفيدنشال” الإسبانية، إن المغرب صنع مكانة لنفسه بين قادة المناخ وتجاوز إسبانية بخطوات، حيث تمثل الطاقة المتجددة حوالي خمسي قدرته الكهربائية، ويهدف إلى أن بلوغ 52% من الطاقة الكهرباء الوطنية بحلول عام 2030.

وأوضحت الصحيفة الإسبانية، في تقرير لها يومه (الأربعاء)، أن المملكة ألغت إعانات دعم الوقود الأحفوري. أصبح الطريق إلى إزالة الكربون أقرب من أي وقت مضى في هذه الزاوية من شمال أفريقيا.

وقد ساهمت أزمة الطاقة في أوروبا، إلى جانب الجهود المبذولة لمواجهة تحدي تغير المناخ، في توجيه الاهتمام نحو التحالف مع المملكة المغربية بحثاً عن الطاقة النظيفة والمتجددة، لدرجة أنه في أوائل عام 2023، التزم الاتحاد الأوروبي بإطلاق برامج بقيمة 624 مليون يورو ودعم انتقال المغرب إلى الطاقة الخضراء.

المملكة المتحدة وألمانيا وشركاء آخرين

وفي نفس القارة الأوروبية، ولكن خارج خزائن المنظمة الإقليمية، لا تتخلف المملكة المتحدة عن الركب أيضاً، حيث تقوم البلاد بتطوير مشروع Xlinks Morroco-UK Power، وهو خطة لحماية الكهرباء الوطنية من خلال إنشاء 10.5 جيجاوات من توليد الطاقة المتجددة ونقل الكهرباء الشمسية وطاقة الرياح من المملكة المغربية إلى المملكة المتحدة.

وعلى الرغم من أن المشروع لا يزال في مرحلة التطوير وفي محادثات مع السلطات الحكومية، فإنه إذا تم بناؤه، فإنه يمكن أن يستضيف أطول كابل كهربائي تحت الماء في العالم، بطول 3800 كيلومتر.

وتخطط المملكة لربط جهة كلميم واد نون، في جنوب الدولة الإفريقية، بقرية ألفيرديسكوت الصغيرة، حيث ستوفر ما يصل إلى 7,5٪ من استهلاك المملكة المتحدة من الكهرباء، ومن المقدر في الوقت الحالي أن يتم تشغيل المرحلة الأولى من المشروع في عام 2029، والثانية في عام 2036.

وسيمر مسار الكابل البحري عبر إسبانيا والبرتغال وفرنسا، لكن من غير المخطط أن يكون له اتصال كهربائي بأي الدول الثلاث تسهيل الحصول على التصاريح، كما كشفت تقارير حديثة ربطها مع ألمانيا.

وبحسب تقرير نشرته وكالة بلومبرغ مطلع شهر مارس 2024، فإن الشركة المسؤولة عن مشروع Xlinks Morocco-UK Power تدرس جدوى ربط الكابل مع ألمانيا، وقال سيمون موريش، الرئيس التنفيذي للشركة: “كل شيء محتمل”، وتعتقد الشركة نفسها أن التوسع في برلين يمكن أن يضغط على الحكومة الإنجليزية ويؤتي مشروع الطاقة بثماره.

المغرب يتقدم على إسبانيا بخطوة

وأشار التقرير، إلى أنه ومع الخطط الجديدة وتوقعات المغرب بأن يصبح معيارا للطاقة، فإن خطط إسبانيا مع جيرانها الأوروبيين يمكن أن يتم اقتطاعها، ووفقًا لدراسة أجرتها المفوضية الأوروبية، يمكن أن يتجاوز إنتاج المغرب إنتاج إسبانيا بأكثر من 30٪ في عام 2050، لتصبح شريكًا لا غنى عنه للاتحاد الأوروبي وموردًا لـ 5٪ من الطلب القاري على الكهرباء.

وعلى الرغم من أن إسبانيا هي ثاني أكبر منتج للهيدروجين الأخضر، بعد فرنسا، في أوروبا، فإن انخفاض التكاليف في المغرب وتوقعات التوسع والعرض على المدى الطويل تهدد باستبعادها من الأفضليات الأوروبية.

وأمام الشعبية المغربية، تبحث إسبانيا عن حل في تحالفات جديدة مع جارتها الجنوبية، ومن بين الروابط المختلفة، يبرز مشروع H2Med (ممر الهيدروجين المتوسطي)، الذي يدرس التوسع إلى المغرب بحلول عام 2040.

ومن خلال هذا المشروع، تسعى المملكة المغربية، بحسب الصحيفة ذاتها، إلى توفير 5٪ من إجمالي الطلب في القارة الأوروبية وحددت هدف توليد 160 تيراواط في الساعة من الآن وحتى عام 2050.

ودون أخذ الطاقات المتجددة في الاعتبار، استفادت إسبانيا أيضًا من استئناف العلاقات الدبلوماسية، لاسيما في مجال الغاز الطبيعي، ولأول مرة في التاريخ، وضع المغرب نفسه كوجهة رئيسية لصادرات الغاز من إسبانيا، وفقا لمؤسسة احتياطيات الطاقة للمنتجات البترولية.

وأشار تقرير الصحيفة الإسبانية، إلى أنه وخلال يناير 2024، قام خط أنابيب الغاز المغاربي-أوروبا بنقل 868 جيجاوات في الساعة عبر مضيق جبل طارق، وهو ما يمثل أكثر من 28٪ من إجمالي الصادرات.

Share
  • Link copied
المقال التالي