شارك المقال
  • تم النسخ

إعادة الإعمار وصون كرامة الإنسان من أولويات المرحلة!

كثيرا هم من أرادوا تحويل انظار الرأي العام الوطني والدولي، من الزلزال الذي ضرب إقليم الحوز، وتسبب في سقوط العديد من القتلى والجرحى، وتشريد الاف الأسر، التي تحطمت بيوتها، إلى قضايا جانبية تهم تصرفات المؤثرين، ورداءة بعض المساعدات، والصفة التي حضر بها إلياس العماري، ومكر الرئيس ايمانويل ماكرون، وأمور أخرى لا قيمة لها مقارنة مع حجم المأساة الانسانية التي خلفها الزلزال.

مشكلتنا الحقيقية حاليا، ليست مع الصحافة الدولية (فرنسية كانت، أو أمريكية، أو جزائرية، أو إسبانية، أو بنغلاديشية) ولا مع نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، الذين اتهموا بالاساءة لضحايا الفاجعة التي ألمت ببلادنا.

بل إن مشكلتنا الحقيقية تكمن في البؤس الاجتماعي الذي نتج عن سوء التدبير طيلة عقود من الزمن، وفي عدم قدرتنا على وضع نموذج تنموي يقر ملك البلاد ينجاحه، وفي تضييع الكثير من الفرص، لبناء المغرب الممكن، خارج إطار الشعارات الخادعة التي تؤطر كل مرحلة دون تحقيق النتائج المرجوة.

لنكن صرحاء، مشكلتنا مع تلك العقلية البئيسة، التي تؤمن بأن التنمية والديمقراطية وحقوق الإنسان، وصفة خطيرة على أمن واستقرار الدولة، وبأن الشعب المغربي لا يستحق كل ذلك، وينبغي حكمه بالفقر، والجهل، والأمية، والبؤس الاجتماعي، والتخلف.

مشكلتنا مع تلك “الأوليغارشية” التي تسيطر على مفاصل الدولة وتجمع بين السلطة والمال وتتحكم في البر والبحر والجو وكأن هذا البلد أصل تجاري مسجل ومحفظ في إسمها وإسم أبنائها وحفدتها.

بعد الإيمان بقضاء الله وقدره، يتعين على السلطة الحاكمة في الدولة، استغلال زلزال الحوز بشكل إيجابي، لإعادة النظر في عدد من الاطروحات، والاستراتيجيات، والسياسات العمومية الفاشلة، التي أفرزت لنا المغرب النافع، و المغرب غير النافع، عوض التركيز على قضايا هامشية لن تغير في حياة الإنسان المغربي أي شيء.

الوضع الاجتماعي والإنساني ليطو، وعسو، وموحا، وفاظمة في اقليم الحوز هو المهم في المرحلة الراهنة، لأن هؤلاء جميعا، يحتاجون بشكل استعجالي لبيوت تقيهم من البرد، وتصون كرامتهم الانسانية، لاسيما، وأنهم يتبولون، ويتغوطون في الخلاء، وأغلبهم لم يستحم مند أن ضرب الزلزال بيوتهم وقراهم.

القوات المسلحية الملكية، والامن الوطني والقوات المساعدة، والوقاية المدنية، ورجال الدرك الملكي، فعلوا الكثير، و برهنوا للعالم بأسره ،من خلال تدخلاتهم الميدانية، إلى جانب المجتمع المدني، والمواطنين المحليين، وفرق الانقاد الدولية، على أنهم في مستوى اللحظة، وبأنهم حماة هذا البلد، وركيزته الأساسية مهما حاول الخصوم تبخيس جهودهم المثلى..

أما الحكومة، فقد أصبحت اليوم مطالبة بإنجاز المهام المطلوبة منها، في احترام تام للتوجيهات الملكية، التي أعطيت لها خلال جلسات العمل، التي ترأسها الملك محمد السادس، وانبثقت عنها مخرجات مهمة، لتسريع عملية إعادة الاعمار، وعودة الحياة إلى طبيعتها في اقليم الحوز الجريح.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي