من جديد، ووسط صمت شركة “ليديك”، المفوض لها بتدبير قطاع الماء والكهرباء وتطهير السائل والإنارة، أثار الانقطاع المتكرر للماء الصالح للشرب، بمنطقة سيدي مومن، أحد أكثر المناطق بالدار البيضاء هشاشة وعزلة وتهميشا وكثافة سكانية، منذ أزيد من شهر، سخط السكان، خاصة أنه يتزامن مع فترة الصيف وارتفاع درجات الحرارة التي تعرفها غالبية مناطق المملكة المغربية، علاوة على الروائح الكريهة المنبعثة من مياه الحنفيات التي تشبه رائحة الصدأ.
وما زاد من غضب ساكنة سيدي مومن، يوم أمس (الثلاثاء) أن الانقطاعات تحدث في الغالب عند الساعات التي يكون فيها استهلاك الماء مرتفعا، وذلك ما بين الـ4 صباحا إلى غاية منتصف النهار، وحتى بعد عودتها (المياه)، يكون الصبيب ضعيفا جدا، حيث أشار عدد من مستخدمي شبكات التواصل بأصابع الاتهام إلى شركة “ليديك”.
ويشتكي سكان بعض أحياء مدينة الدار البيضاء، منذ عدة أيام، لاسيما في منطقة سيدي مومن والنواحي، من عدم صلاحية مياه الشرب بسبب الروائح الكريهة المنبعثة من مياه الحنفيات التي تشبه رائحة الصدأ، الأمر الذي أرغم غالبية السكان على شراء المياه المعدنية إلى غاية معرفة أسباب هذه الروائح المنبعثة من مياه الحنفيات.
وفي هذا الصدد، قال أحد سكان حي التشارك، فضل عدم ذكر اسمه، إنه وخلال الأيام القليلة الماضية لاحظت ساكنة الحي تغييرا ملحوظا في مذاق ولون الماء يشبه رائحة الصدأ، تسبب بمغص وآلام في البطن لعدد كبير من أبناء الحي، ما فرض اقتناء المياه المعبأة من المحلات التجارية.
ورجح المصدر ذاته، في حديث مع “بناصا”، إلى أن” سبب هذه الروائح الكريهة قد يعود إلى إمكانية اختلاط شبكة مياه الصرف الصحي بشبكة المياه الصالحة للشرب، وذلك في ظل استمرار سياسة الحفر في الأشهر الأخيرة في الشوارع الرئيسية لحي التشارك، سواء تعلق الأمر بتجديد شبكات كهرباء أو الماء”.
في سياق متصل، يرى متحدث آخر، أن “هناك عدة أسباب لانبعاث الروائح الكريهة من الحنفيات، كتقادم شبكة توزيع مياه الشرب، خصوصا باالأحياء القديمة التي يفوق عمرها أكثر من 40 سنة وعدم تجديدها، علاوة على غياب معالجة مياه الوديان والأنهار بسبب التكلفة، ثم ضغط لوبيات تسويق المياه العذبة والغازية”.
ويخشى سكان الأحياء المتضررة من انبعاث الروائح الكريهة من مياه الحنفيات من استمرار هذه الظاهرة الخطيرة التي قد تتسبب في كارثة صحية ما لم تتحرك الجهات المعنية وخاصة شركة “ليديك” لمعالجة الأمر في أقرب الآجال الممكنة.
ودقت فعاليات جمعوية بالمنطقة ناقوس الخطر، مطالبة بضرورة إجراء تحاليل فيزيولوجية وبكتريولوجية على مياه الشرب في الأحياء المعنية، لضمان جودة الماء الصالح، وكشف السبب الحقيقي لانبعاث روائح جد كريهة من الماء المخصص للشرب في أقرب الآجال قبل وقوع الكارثة.
تعليقات الزوار ( 0 )