دفعت موجة البرد القارس التي تشهدها العديد من مناطق المملكة منذ أسابيع، عددا من النشطاء على مواقع التواصل الإجتماعي، لاسيما من البيضاويين، إلى المطالبة بإعادة فتح الحمامات في وجه المواطنين.
ورفع عدد من الأشخاص عبر صفحات فيسبوكية ومجموعات مغلقة، وتدوينات، نداءات متكررة يطالبون فيها السلطات بفتح الحمامات العمومية، بدعوى أن العديد من المواطنين لا يملكون حمام خاص أو سخانات المياه، رأفة بهذه الشريحة العريضة التي تعاني من الهشاشة الإجتماعية.
وتفاعل عدد من رواد شبكات التواصل الاجتماعي مع تدوينة لمواطنة على إحدى الصفحات، تطالب فيها بفتح أبواب الحمامات التي طالها الإغلاق لشهور بسبب انتشار فيروس “كورونا”، قائلة: وعباد الله، والمسؤولين، والمسلمين الناس فهاذ البرد بغات الحمامات يتحلو باش يعومو ويغسلو من الوسخ ..”
وتابعت صاحبة التدوينة التي تحمل إسم وسام صابر، “واش حمام كيعمر كثر من طرام أو قساريات أو الأسواق، قبل أن تردف “حرام والله كل دوش في البيت معاه مرض وأدوية.. بغينا الحمام”.
وقد خلف قرار استمرار إغلاق الحمامات موجة من ردود الفعل بين مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، الذين عبروا عن استغرابهم من فتح المقاهي والمساجد واستمرار عمل وسائل النقل العمومي والقطارات، بينما تم استثناء الحمامات، حيث علقت إحدى المتفاعلات: “الحمام فيه كورونا والطوبيس تيدوز مطرطق أما الطرام خلاص شي فوق شي، فأين هي إجراءات السلامة؟”.
وعلق متفاعل آخر، “كاين ناس مساكن ساكنين 6 ديال الجيران كلها بيت وطواليط مشروكة مافيهاش تا باب من السقف للأرض مايمكنش يدوشو تما”.
وأضاف، “زيد الناس لكبار لي ديما الحمام حيت دوش الدار كيمرضهم، كاين بزاف طرق ممكن يتدارو باش مايكونش زحام”.
وزاد في التعليق ذاته “بحال مثلا موعد كل نهار يخصصوه لواحد العدد من الناس تحمم، أما السدان فمرة راه حرام، وزيد الناس لي خدامين فيه كاين لي ولات خدامة فالديور باش تقدر تستمر فالعيش”.
من جانب آخر، قال ربيع أوعشى، رئيس الجامعة الوطنية لجمعيات أرباب ومُستغلي الحمامات التقليدية والرشاشات بالمغرب، في تصريح أدلى به لجريدة “بناصا” إنّ “ملف غلق عدد كبير من الحمامات بجهة الدار البيضاء سطات لم يعرف أي جديد”.
ويعيش أرباب الحمّامات والمستخدمين التابعين له، أوضاعا مزرية، جراء قرار غلق عدد كبير من الحمامات بجهة الدار البيضاء سطات، بينما أسواق القرب وصالونات الحلاقة والتجميل والمقاهي والمساجد وباقي المساحات الكبرى ما زالت تشتغل.
وفي تصريح سابق، قال أوعشى إنّ رئيس الحكومة لا يتوفرعلى استراتيجية واضحة المعالم لتدبير جائحة “كورونا” مع ما يتلائم والخيار الملكي، بحيث نحافظ على الدورة الانتاجية الاقتصادية وأرواح المواطنين.
وطالب رئيس الجامعة الوطنية لجمعيات أرباب ومستغلي الحمامات التقليدية والرشاشات بالمغرب، العمل على الالتفاتة من طرف الحكومة لهذا القطاع، قصد إنقاد هذا التراث اللامادي خدمة لصحة وسلامة مرتاديه، ووفقا لما سطرته لجنة مكافحة انتشار كوفيد 19.
كما شدّد المتحدث ذاته، أنّ اعتقال ومتابعة أرباب الحمامات قضائيا، يُعتبر فعلا جائرا ومجانبا للصواب، وأنّ حرية أرباب الحمامات بالمغرب “خط أحمر”.
تعليقات الزوار ( 0 )