كشفت صحيفة (تايمز أوف إسرائيل) العبرية أن وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير انفعل على رئيس أركان جيش الاحتلال هرتسي هاليفي، في اجتماع مجلس الوزراء أمس الثلاثاء، على خلفية توقيف الجيش عددًا من الجنود قاموا بتصوير أنفسهم وهم يؤدون صلاة تلمودية عبر مكبرات الصوت في أحد مساجد مدينة جنين شمالي الضفة الغربية.
ووفقًا للقناة 13 الإسرائيلية، قال بن غفير لهاليفي إن “هذه العقوبات تؤثر في معنويات الجنود”، ليرد عليه هاليفي بأن “أفعال الجنود انتهكت قواعد الجيش”.
وأشارت القناة إلى أنه بعد مغادرة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو غرفة الاجتماعات احتدم النقاش مرة أخرى، ليقول بن غفير “ويل لكم إذا أقيلوا (الجنود)”، لتأتي الإجابة هذه المرة من رئيس الأركان هرتسي هاليفي صارخًا “لا تهددني”، ورد بن غفير على هاليفي “أنا لا أهددك، أنا كعضو في الحكومة سأنتقد هذا الإجراء”.
وقبل 5 أيام، كانت مقاطع فيديو قد أظهرت جنودًا داخل مسجد في جنين شمالي الضفة الغربية، وإثر ذلك أعلن الجيش الإسرائيلي إبعاد جنديين عن النشاط العملياتي، مؤكدًا أن الحادث يخضع لمعاملة تأديبية، غير أن بن غفير وصف قرار معاقبة الجنود بـ”الشائن”.
ونقلت القناة العبرية طرفًا من جدال اجتماع الحكومة الإسرائيلية، إذ قال بن غفير “كيف يكون هذا ممكنًا؟ لقد حولتم الذبابة إلى فيل، وتصدرت للتو عناوين الأخبار، وهذا يؤذي الجنود”.
فردّ قائد المنطقة الجنوبية في الجيش الإسرائيلي إليعازر توليدانو “هذه مسؤوليتنا وسلطتنا فقط”، ليقول بن غفير مرة أخرى “نعم، نعم، لقد سمعنا بالفعل عن سلطتك ومسؤوليتك”.
وعلى إثر هذا النقاش، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت في منشور على منصة إكس أمس “سأواصل دعم الجيش الإسرائيلي ورئيس الأركان ضد السياسيين غير المسؤولين الذين يحاولون تحقيق مكاسب سياسية على حساب القادة الذين يتحملون وطأة الحرب”.
ورد عليه بن غفير في تدوينة قائلًا “يوآف، لدينا أيضًا جنود أبطال وجريئون يقدمون كل شيء من أجل اتخاذ قرار لا لبس فيه في الحرب”.
وتابع “إذا تعلمنا شيئًا من (هجوم) 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، فهو أنه من المسموح والمرغوب والضروري تمرير النقد الموضوعي إلى القيادة العليا أيضًا، بالتأكيد عندما يتعلق الأمر بالجنود الممتازين”.
وقوبلت حادثة الاعتداء على مسجد في مخيم جنين خلال أحد اقتحامات الجيش الإسرائيلي للمخيم، بانتقادات واسعة داخل إسرائيل وخارجها.
ويكثف جيش الاحتلال الإسرائيلي عمليات اقتحام واعتقال وقتل في بلدات ومدن الضفة الغربية، بموازاة حرب مدمرة يشنها على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر الماضي، خلّفت حتى مساء الثلاثاء 19 ألفًا و667 شهيدًا، و52 ألفًا و586 مصابًا، معظمهم أطفال ونساء، حسب سلطات القطاع والأمم المتحدة.
(الجزيرة)
تعليقات الزوار ( 0 )