شارك المقال
  • تم النسخ

بعد تيقنها من استحالة التراجع عن موقفها من الصحراء.. الجزائر تُبرّر طي صفحة الأزمة مع إسبانيا بموقف سانشيز من القضية الفلسطينية

بعد شهور من غياب أي مُبرّر من شأنه دفع الجزائر إلى إصلاح علاقتها مع إسبانيا، بعد تيقنها من استحالة تراجع مدريد عن موقفها من نزاع الصحراء، خصوصا عقب اقتراب بيدرو سانشيز من الاستمرار في رئاسة الحكومة، وجد قصر المرادية أخيرا، ضالتهم، والتي تُمكّنهم من تبرير التراجع عن القطيعة، دون الظهور أمام الجزائريين، بلباس “المنهزم”.

وكانت تقارير إعلامية إسبانية، قد كشفت مؤخرا، أن الجزائر تستعد لإعادة سفيرها في مدريد، بعد 19 شهرا من القطيعة الدبلوماسية، التي أعقبت إعلان بيدرو سانشيز، عن دعم بلاده لمقترح الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب، من أجل إنهاء نزاع الصحراء، على الرغم من أن الموقف الأخير ما يزال مستمرّاً.

ونقلت وسائل إعلام جزائرية، عن مسؤولين جزائريين قولهم إن قرار إعادة العلاقات الدبلوماسية مع إسبانيا، يعود إلى الموقف الإيجابي الذي أعرب عنه بيدرو سانشيز، من القضية الفلسطينية بعد التصعيد العسكري الإسرائيلي الأخير، ضد المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، والذي خلّف وما يزال، سقوط الآلاف من المدنيين.

وقال جمال الدين بوعبد الله، رئيس المجموعة الصناعية والتجارية الجزائرية الإسبانية، إن موقف سانشيز من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، كان مختلفا، عن القادة الغربيين، حيث أعلن عن أن الحل النهائي للأزمة، يمكن في منح الفلسطينيين الحق في إقامة دولتهم المستقلة.

وأضاف بوعبد الله، أن بلاده، تقدر هذا الموقف من سانشيز، كما أضاف أن طي الجزائر لصفحة الأزمة يرجع أيضا، إلى ما سمّاه بـ”التعديلات” التي طرأت على خطاب سانشيز بخصوص قضية الصحراء، حيث دعا مؤخرا في كلمته بالأمم المتحدة، إلى “إيجاد حل سياسي مرض للطرفين” دون الإشارة للحكم الذاتي، حسب تعبيره.

ويرى مراقبون أن هذه التبريرات موجهة إلى الداخل الجزائري أكثر من كونها أسباب “وجيهة” لتغير موقف قصر المرادية من إسبانيا، وذلك من أجل تجنّب الظهور كـ”منهزم” أمام تشبث حكومة سانشيز بموقفها من نزاع الصحراء، واستمرارها في تأييد المغرب، بعد أن ظلت الجزائر تؤكد أنها لن تتراجع عن القطيعة، إلا بعد عودة مدريد لموقفها السابق.

وأضاف مراقبون، أن الجزائر، وبعد تأكدها من توجه بيدرو سانشيز نحو الاستمرار في رئاسة الحكومة، وبالتالي مواصلة دعم المغرب في نزاع الصحراء، استغلت التصعيد الإسرائيلي ضد الفلسطينيين، وموقف إسبانيا المختلف عن بقية الدول الغربية، من أجل وضع نقطة نهاية للأزمة بين “المرادية” و”مونكلوا”.

كلمات دلالية
شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي