يبدو أن احتفال الجزائر بهزيمة الحزب الاشتراكي العمّالي الإسباني، الذي يقوده رئيس الحكومة بيدرو سانشيز، خلال الانتخابات البلدية، يتجه ليتحول إلى “عزاء” في شهر يوليوز المقبل.
بعد خسارة سانشيز، وإعلانه عن تنظيم انتخابات مبكرة شهر يوليوز، بدل موعدها الأصلي في دجنبر، بدأت تتوالى المؤشرات بخصوص موقف الحزب الشعبي، الأقرب لرئاسة الحكومة، من ملف الصحراء المغربية.
وحسب أغلب التقديرات، فإن الحكومة الإسبانية المقبلة، التي سيترأسها على الأرجح، ألبيرتو نونيز فييخو، زعيم الحزب الشعبي، لن تغير موقفها من نزاع الصحراء، وستواصل تأييد مقترح الحكم الذاتي.
سيمبريرو يستبعد تراجع الحزب الشعبي
هذا الطرح، هو ما أكده الصحفي الإسباني المتخصص في الشؤون المغربية، إغناسيو سيمبريرو، الذي يعتبر الكثيرون، العدو الأول للمملكة، في الساحة الإعلامية الإسبانية، والذي رفعت الرباط، ضده، عدة قضايا في المحاكم.
وقال سيمبريرو، إن زعيم الـ”PP”، فييخو، رغم أنه “سياسي مقتدر”، إلا أنه لا يتمتع بخبرة دولية، وآخهر شيء يمكن أن يرغب فيه، في حال تولى رئاسة الحكومة، هو “خلق أزمة مع جار ماهر ومراوغ مثل المغرب”.
واستبعد الصحفي الإسباني، أن يغير فييخو، الوضع القائم مع المغرب، مشيراً إلى أن زعيم الحزب الشعبي، الذي سيكون على الأرجح، هو رئيس الحكومة المقبل، سييل إلى تجنب حدوث أي أزمة مع الجار الجنوبي.
واللافت في تصريحات سيمبريرو، أنه خالف ما سبق وكتبه في موقع “إلكونفدينسيال”، حيث استبعد “ابتزاز” المغرب لبيدرو سانشيز، اعتماداً على “محتويات حصل عليها من هاتفه بواسطة برنامج بيغاسوس”.
كما استبعد الصحفي نفسه، أن يكون المغرب، وراء مؤامرة تزوير الأصوات الانتخابية في مدينة مليلية المحتلة، التي شغلت الرأي العام في الثغر المذكور، قبل الاقتراع، واتهمت أحزاب سياسية الرباط، بالتخطيط لها.
سيناريو الولايات المتحدة سيكون له وزنه في قرار إسبانيا
من جانبه، أكد المحلل السياسي الإسباني جونزالو أرالوس، في مقال نشره على موقع “فوزبوبولي”، أن الحكومة المقبلة لن تتراجع عن الموقف الحالي من نزاع الصحراء، وستكرّر السيناريو الأمريكي.
وأوضح، نقلاً عن مصادر دبلوماسية إسبانية، أن سابقة الولايات المتحدة الأمريكية، سيكون لها وزن في القرارات التي ستتخذها إسبانيا في سياستها الخارجية، في إشارة إلى استمرار تبني الموقف الحالي.
فييخو والمغرب.. مرحلة واعدة في العلاقات مع إسبانيا
نونيز فييخو، سبق له أن أكد في تصريحات إعلامية عدة، منذ توليه زعامة الحزب الشعبي في أبريل 2022، على الأهمية القصوى التي تكتسيها العلاقات مع المغرب في السياسة الخارجية الإسبانية.
ومع اقتراب موعد الانتخابات، الذي كان مقرّراً في دجنبر المقبل قبل أن يُعجّل ليوليوز، غيّر نونيز خطابه أكثر لصالح المغرب، حيث أكد أنه في حال وصوله لرئاسة الحكومة، سيحرص على “الاعتناء بالمغرب”.
الحزب الشعبي لن يتراجع عن موقف الدولة
وكشف موقع “إيبي” الإسباني، في مارس الماضي، نقلاً عن مصادر من داخل الحزب الشعبي، أنه في حال وصل الأخير للحكم، فإنه “سيحافظ على موقف الدولة مع المغرب” بخصوص الصحراء.
وذكر المصدر، أن الانتقادات التي وجهها الحزب الشعبي، إلى الحكومة بسبب تغيير موقفها من نزاع الصحراء، نابعة فقط من أن الخطوة “اتخذت من جانب واحد ودون الرجوع إلى الكونغرس”.
هذا، وسبق لنونيز فييخو، أن أكد، في لقاء بروتردام، مع عزيز أخنوش، رئيس الحكومة المغربية، أنه في حال وصل الحزب الشعبي للحكم، فإنه سيضع “سياسة خارجية موثوقة. لن نخدعكم ولن نكون أكثر خيانة لهذا البلد على الإطلاق”.
جدير بالذكر أن الحزب الشعبي، كان قد وبّخ حكومة بيدرو سانشيز، على قبول استقبال زعيم جبهة البوليساريو الانفصالية، في أبريل سنة 2020، وهي الواقعة التي ما تزال تبعاتها مستمرة إلى غاية اليوم.
تعليقات الزوار ( 0 )