تعيش الأجهزة الأمنية الإسبانية على وقع حالة استنفار كبيرة في الأيام الأخيرة، بعد تمكن مجرم يدعى “يوسف.م.ل”، يصنف على أنه “قاتل محترف”، من الفرار من السجنّ، والتوجه إلى وجهة غير معروفة.
وتناقلت وسائل الإعلام الإسبانية، أخبار هروب يوسف المُلقّب بـ”البسطيلة”، من السجن، وسط أنباء ترجح إمكانية توجهه نحو المغرب، في ظل عدم تمكن الشرطة الوطنية والحرس المدني، من تحديد موقعه، بالمملكة الإيبيرية.
بالموازاة مع تحرك الشرطة للبحث عن مكان اختبائه، تقول جريدة “فوزبوبولي” الإسبانية، إن إدارة السجون الإسبانية، فتحت تحقيقا، للتأكد من إمكانية وجود متعاونين مع المعني، لتمكينه من الهروب من السجن، رغم أن كل شيء يشير إلى “العديد من الأخطاء البشرية”.
وأوضحت الجريدة نفسها، أن القاتل، استعمل تشابهه الكبير مع شقيقه، من أجل الهروب من السحن. متابعةً أن أول إجراء قامت به إدارة سجن “ألكالا ميكو” الذي فرّ منه، هو مراجعة الكاميرات الأمنية، التي أظهرت كيفية عبوره بهدوء، عدة غرف، بما فيها باب مفتوح، يفترض أن يكون مغلقا، وهو ما عزته المؤسسة إلى “أخطاء بشرية” غير متعمدة.
وذكر الموقع نفسه، أن هذا “القاتل، يشبه إلى حد كبير أخاه، الذي ذهب إلى السجن لزيارته، وهو ما سهّل هروبه، إذ لم يعر المسؤولون أي أهمية للأمر، مردفةً نقلاً عن مصادر في الشرطة: “إنه رجل ذكي، واستغل لحظته”، قبل أن يضيف بأنه “كان واحدا من أخطر الأشخاص، وهذا يقول شيئا ما”.
وقامت الشرطة باستدعاء موظفي سجن “Alcalá Meco”، ممن كانوا متواجدين خلال فترة هروبه، التي تتزامن مع عيد الميلاد، الذي يعتبر من أكثر فترات العام تعقيدا بسبب كثرة الزيارات العائلية، للإدلاء بشهادتهم، في انتظار توسيع التحقيقات لتشمل مسؤولين أيضا في إدارة السجن نفسه.
وأفادت الصحيفة الإسبانية نفسها، أن أقارب “البسطيلة”، قالوا إنهم لم يكونوا على علم بمخطط الشاب، وأنهم لم يتعاونوا معه للهروب. منبهةً إلى أن طريقة هروبه ليست غامضة، لأن الكاميرات أظهرت كل خطواته من داخل السجن، إلى خارجه، غير أن المهمة الرئيسية حاليا، هي تحديد موقع تواجده.
وأبرز المصدر نفسه، أن “الأعمال الإجرامية التي ارتكبها البسطيلة، وضعته في بؤرة اهتمام عصابته”، مسترسلةً أن “هذا الشاب البالغ من العمر 20 سنة، والذي له عائلة مغربية رغم أنه ولد في إسبانيا ونشأ في حي البرنسيبي الشهير في سبتة، كان ينتظر محاكمته بتهمتي قتل”.
وأشارت الجريدة الإسبانية نفسها، إلى أن “البسطيلة”، نشأ بين المجرمين، وكان جزءا من عصابة المخدرات “Nayim KA” المعروفة باسم “EL Tayena”، ولإظهار ولائه لهذه المنظمة الإجرامية، قام الشاب بإطلاق النار على “JFA” أربع مرات في صدره، وهي جريمة قتل عن طريق الخطأ، إذ إن المستهدف الرئيس عضو في عصابة “البيولين” المنافسة.
وذكرت المصادر نفسها، أن “البسطيلة” قام لاحقا بإطلاق النار على رئيسه في عصابة “إل تاينا”، وقتله بالقرب من منزله في لوس كورتيجيلوس بقادس، قبل أن يحاول الفرار، غير أن الحرس المدني تمكن من اعتقاله في أبريل من سنة 2023 الجارية، بميناء الجزيرة الخضراء، حين كان يحاول الركوب في قارب متجه نحو سبتة.
ومنذ ذلك الوقت، ظل “البسطيلة” في السجن المؤقت، في انتظار محاكمته، قبل أن يتمكن مؤخرا من الهروب بهذه الطريقة الغريبة. ونقلت “فوزبوبولي” عن مصادر في الشرطة الوطنية الإسبانية، قولها، إن “الشيء الأكثر ترجيحا أنه غادر إسبانيا بالفعل، وهو موجود في المغرب أو البرتغال”.
تعليقات الزوار ( 0 )