شارك المقال
  • تم النسخ

يوم يذبح الزمن على ضفاف الأعراف

وكالة ناسا في ورقة بحثية علمية بقيادة العالم نيل ديجراس تايسون عالم الفزياء الفلكية تنتهي الى اكتشاف الزمن الإلهي الحق ، وأننا كلنا سجناء الزمن وتحديدا الحاضر، وذلك عن طريق اجبارنا بواسطة قوى كونية خفية على توجيهنا من الماضي الى المستقبل باتجاه موجب خلال الحاضر والى الأبد وان الماضي والخاضر والمستقبل هو مجرد وهم من عقولنا البشرية كثلات مراحل زمنية تمثل ، البعد الرابع.

إن عقولنا البشرية البسيطة تحاول فك لغز الزمن بالتسلسل لإدراك الكون من حولنا بتوالي الثواني والدقائق والساعات والأيام والشهور والسنين وان الماضي والمستقبل إنما يمثلا الحاضر على عكس ما نعتقد فمنذ صرخة الاستهلال والميلاد تذوب ، أعمارنا وتختفي في لحظة وبرهة ورمشة عين فلا نستيقظ إلا وقد غزا الشيب مفرقينا ، وكأننا لم ندرج على الأرض يوما أو أننا عشنا سنوات وأحببنا ، ولعبنا ، وسهرنا الليالي، لنتذكر طفولتنا ولهونا. وشبابنا، وكيف مضى كومضة البرق ،كأنه مجرد خيال. وهو فعلا كذلك كما قال ابن عربي خيال خلاق، ولذلك، فاليوم عند ربك خمسون ألف سنة مما تعدون وتخلص هذه الورقة العلمية إلى أن كل الأحداث الكونية من الماضي والحاضر والمستقبل قد حدثث بالفعل وانتهى الأمر ولذلك يتكلم القرآن عن الأحداث بصيغة الماضي وهو يتحدث عن المستقبل وعن القيامة والساعة.

إن كل أحداث الكون موجودة في نفس الآن وأن وهم الزمكان هو ما يكشف عنها ويظهرها للعقل البشري ويخرجها من الظلمات إلى النور ، تباعا فكل الأحداث والصور لا تصل الى الدماغ الذي يترجمها بالأجهزة العصبية الى معلومات إلا بعد ثواني من وقوعها ففي الوقت الذي تبدو أنها تقع في الحاضر لكنها على الحقيقة لا تترجم في الوعي إلا بعد صيرورتها في الماضي ولذلك فحدث الانفجار العظيم وأحداث القيامة قد حدثث بالفعل والاله العظيم خارج الزمكان والسماوات والأرضين مطويات بيمينه وفي نفس الآن ودون تسلسل يعلم بعلمه الكلي المحيط بالكون ، إحاطة صمدية قيومية قاهرة ،وكأنه ينظر في وقت واحد لآدم وهو يقطف التفاحة والى نوح وهو يصنع السفينة وفرعون وهو يغرق في البحر ، ويوسف وهو في السجن ،ومحمد صلى الله عليه وسلم. وهو في الغار يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا، والحسين وهو يقتل في كربلاء والحجاج وهو يقذف بالمنجنيق الكعبة، والتتار وهم ينهزمون في عين جالوت وصلاح الدين وهو يفتح القدس ونابليون وهو يقتحم الأزهر الشريف في القاهرة ، والأمريكيون وهم يمطرون بغداد بالصواريخ والقنابل ، والاسرائيلون وهم يقتلون شيوخ وأطفال غزة ، والى الغرب الإلحادي وهو يحاول نشر حكومة الدجال وفرض الرذيلة والمثلية ، والى العصاة وهم يرتكبون الفاحشة ، وهو يسترهم ولا يؤذبهم في الدنيا لعلهم يندمون ويتوبون، والى المؤمنين وهم يتضرعون الى الله، والى الكفار وهم يستهزؤون بالأديان ، وهو ينظر وفي نفس وقت الانفجار الأعظم الى أحداث القيامة ، والسماء تطوي كطي السجل للكتاب والناس في حالة هلع وخوف كأنهم سكارى وما هم بسكارى ، في يوم تذهل كل مرضعة عما أرضعت ، والى يوم الحساب العظيم ، وينظر إلى الكفار والعصاة والأشرار والفاسدين والظالمين المتحبرين وهم في نار جهنم ، والى المؤمنين والأخيار وهم في الجنان ينعمون ،ولذلك فإنه بعد الموت تستقر الأنفس والأرزاح في البرزخ حيث لا زمن.

ليس هناك زمن تسلسلي إنما هو وهم الدماغ البشري حتى يستطيع خداع نفسه لكي يفهم الوجود ، بأبعاده الأربعة، فالماضي والحاضر والمستقبل ، هي أحداث قد حدثت بالفعل وهي واقعة ، كمثل فيلم سنيمائي تم تصوير وقائعه سلفا ،لكن المتفرج لا يعلم القصة إلا بعد تدوير شريطه ، أو كمثل مدينة انقطع عنها الضوء فأصبحت مظلمة ثم عاد اليها التيار الكهربائي ليكشف أحياءها الموجودة أصلا وتباعا فالزمن بمثابة النور الكاشف عن ما هو كائن وليس على ما سيكون.

إنه سبحانه و تعالى. الخالق العظيم ، يعلم ما كان وما هو كائن وما سيكون في نفس الآن لأنه خالق الزمان والمكان وخالق كل شيء،

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي