تهرب سفير موزمبيق لدى الأمم المتحدة، بيدرو كوميساريو ألفونسو، رئيس مجلس الأمن الدولي لشهر مارس الحالي، من الرد الصريح والواضح على سؤال “القدس العربي” حول تجربة بلاده في مقاومة الاستعمار، وكيف كان الذين يقاومون الاستعمار في بلاده يُعتبرون أبطالا في عيون شعبهم، “أليس كذلك؟ والحال نفسه الآن في أوكرانيا، فمن يقاومون الاحتلال الروسي يعتبرون أبطالا، إلا في حالة واحدة هي فلسطين، فالذين يقاومون الاحتلال الإسرائيلي يعتبرون إرهابيين، وعندما تهدم إسرائيل البيوت على أصحابها وتقصف المباني وتقتل الأطفال وتدمر البنى التحتية يعتبر ذلك “دفاعا عن النفس” فهل هناك نفاق دولي أكبر من هذا؟
وراح السفير يفصل في موقف بلاده من حل الدولتين داخل مجلس الأمن منذ انضمت إلى عضوية المجلس هذا العام. وقال إن “بلاده تؤيد حل الدولتين، دولة فلسطين ودولة إسرائيل، تعيشان جنبا إلى جنب بسلام ووئام. إن موزمبيق تؤيد هذا الحل الذي يؤيده كافة أعضاء مجلس الأمن والأمم المتحدة بشكل عام”.
وردا على سؤال بشأن فشل الأمم المتحدة في حل مشكلتي أوكرانيا وفلسطين “ألم يلطخ هذا سمعة مجلس الأمن ومصداقيته بشكل خاص والأمم المتحدة بشكل عام ؟”، قال السفير الموزمبيقي: “هذا الفشل لم يؤثر على مصداقية الأمم المتحدة وخاصة مجلس الأمن، ولكن ذلك يشير إلى عالم مركب من الدول الأعضاء، لقد أنشأت الأمم المتحدة لتكون المركز الدولي لتقريب وجهات النظر وبذل جهود لحل الخلافات، فعلينا أن ننظر إلى مواقف الدول كل على حدة بدل النظر إلى منظومة الأمم المتحدة. الأمم المتحدة منظمة مهمة جدا ولا ننسى أنها ساهمت في تصفية الاستعمار عبر القرار 1514 (1960) الذي يعتبر معلما تاريخيا ساهم في تحريرنا من الاستعمار. لذلك علينا أن نحكم على الأمم المتحدة عبر مجمل إنجازاتها على مر السنين”.
وحول موقف بلاده من إصلاح مجلس الأمن وتوسيعه، قال رئيس المجلس لهذا الشهر، إن بلاده ملتزمة بموقف الاتحاد الأفريقي الذي طالب بمقعدين دائمين وخمسة مقاعد غير دائمة. “أفريقيا تعرضت لظلم تاريخي ويجب إصلاحه وسنبقى نناضل من أجل تصحيح هذا الظلم التاريخي”.
في تطور آخر، طلبت “القدس العربي” تفسيرا من المتحدث الرسمي للأمين العام، ستيفان دوجاريك، حول تجاهل الأمين العام، أنطونيو غوتيريش، في خطابه أمام مجلس حقوق الإنسان في جنيف يوم الإثنين، في الجزء الذي ألقاه باللغة الفرنسية، والذي ذكر فيه أهم التقارير التي أصدرها مجلس حقوق الإنسان حول انتهاكات حقوق الإنسان في العالم، وذكر منها تقارير عن ميانمار وأفغانستان وشينجيانغ في الصين وتيغراي في إثيوبيا وغيرها، لكنه لم يذكر التقرير المهم الذي أصدره المجلس حول فلسطين، ووصف إسرائيل بأنها دولة “فصل عنصري” حيث نوقش في الجمعية العامة، ما أصاب السفير الإسرائيلي بالحنق، فقطع التقرير إلى أشلاء، ورماه في وجوه الحاضرين. “هل هذا التجاهل صدفة، كيف يمكن له أن ينسى ذكر هذا التقرير المهم؟”.
وقال دوجاريك ردا على السؤال: “أعتقد أن المسألة تتعلق فقط بعدد البلدان، تم اختيار أمثلة موضوعية. أعتقد أنه إذا كان عليه أن يسجل كل تقرير، أعتقد أن الخطاب كان سيستمر طويلا. لكن الأمين العام لم يخجل بأي شكل من الأشكال من التعبير عن موقفه من الوضع في فلسطين. لقد فعل ذلك قبل أيام قليلة أمام لجنة حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف. كما تم ذكر التقرير في خطاباته أمام الجمعية العامة. لذلك أعتقد أنه كان يختار فقط. كان ينتقي عددا من الأمثلة فقط. لا أعتقد أن هناك أي شيء يمكن قراءته فيما قيل أو لم يقل”.
(القدس العربي)
تعليقات الزوار ( 0 )