حذّر خبراء إسبان، من تأثير السنجاب البربري، الذي يعتبرونه من الأنواع التي وصلت إلى جزر الكناري، كـ”كائنات غازية”، على النظام البيئي للأرخبيل، مطالبين بتشديد المراقبة في المطارات والموانئ، من أجل منع إدخال مزيد من الحيوانات الغريبة عن المنطقة، وذلك بسبب خطورة الأمر على التنوع البيولوجي.
وقال موقع “لاراثون” الإسباني، في تقرير عن الموضوع، إن “هناك العديد من الحالات التي وصلت فيها أنواع أجنبية إلى بلدنا، وقامت باستعمار أنظمة بيئية مختلفة. إن كونها أحد أهم مراكز التجارة والثقافة في العالم، يأتي أيضا مع بعض العيوب، ومن أشهر هذه الأنواع، جراد البحر الأمريكي، الذي كان أن يقضي على نظيره الإسباني الأصلي”.
ووفق معهد المنتجات الطبيعية والزراعية الحيوية (IPNA)، فقد حذر باحثون من المجلس الأعلى للبحث العلمي (CSIC)، من وجود أنواع غازية في جزر الكناري منذ عدة سنوات، مضيفةً أن هذه الكائنات الحية تشكل تهديدًا “للتنوع البيولوجي الغني للنظام البيئي الهش في جزر الكناري”.
وأضاف المصدر، أن أحد الأنواع الرئيسية التي كانت مصدر قلق لعلماء الأحياء منذ فترة طويلة هو “السنجاب البربري، أو السجناب الشمال أفريقي” (Atlantoxerus getulus)، وهو أحد القوارض التي تعيش في شمال أفريقيا، وخاصة المغرب والجزائر. ويعتقد أنه تم إدخاله إلى فويرتيفنتورا كحيوان أليف في منتصف الستينيات.
واسترسل المصدر، أنه “بعد بضعة عقود من الزمن انتشر في جميع أنحاء الجزيرة”، متابعاً أن السنجاب البربري “يعتبر حاليا من الأنواع الغازية التي يحظر القانون امتلاكها أو التجارة بها أو نقلها”. مبرزا أنه “خلال مطلع الألفية الجديدة، تم نقل هذا النوع إلى بقية الأرخبيل، واستعمر جميع أراضي جزر الكناري تقريبًا، حيث وجد الظروف المواتية لتكاثره”.
ويرى الخبراء، وفقا لـ “IPNA”، أنه “ينبغي تنفيذ آليات مراقبة أكثر صرامة لمنع الأنواع الغازية، مثل السنجاب البربري أو ثعبان الملك الكاليفورني. وأشاروا إلى أن بعض التدابير التي اتخذتها نيوزيلندا وأستراليا، حيث تكون ضوابط المطارات أكثر صرامة في هذا الصدد، تساعد على تسهيل الكشف والاستجابة بشكل أسرع”.
حقائق حول “السنجاب البربري”
السنجاب البربري أو السنجاب الشمال إفريقي “Atlantoxerus getulus”، هو أحد القوارض من عائلة “Sciuridae”، وموطنه الأصلي هو شمال أفريقيا، وهو يتواجد بشكل رئيسي في المغرب والجزائر، ويوجد الآن أيضًا في أجزاء أخرى من العالم كنوع غازي، وخاصة في جزر الكناري.
ويتراوح طول جسمه بين 16 و23 سنتيمترًا، ويمكن أن يصل ذيله إلى أطوال مماثلة، على الرغم من أنه لا يتجاوز عادةً 300 جرام في الوزن. يمكن تمييز السنجاب بسهولة من خلال فرائه، الذي يكون لونه بنيًا رماديًا مع خطوط بيضاء على الجانبين، بالإضافة إلى ذيله الكثيف والرقيق.
وذكر المصدر نفسه، أنه “مثل العديد من السناجب الأخرى، نظامه الغذائي هو آكل اللحوم والنباتات، ويتغذى بشكل أساسي على البذور والفواكه والجذور والحشرات”، متابعاً أن السنجاب يعتبر “حيوانًا نهاريًا واجتماعيًا للغاية؛ فهو يعيش في مجموعات عائلية ويسكن عادة الجحور المحفورة في الأرض”.
ويمكن أن تلد أنثى السنجاب، مرتين في السنة، حسب المصدر، مع ما بين اثنين إلى أربعة صغار في كل ولادة، مردفاً أنه “على عكس الأنواع الأخرى، لا يدخل “Atlantoxerus getulus” في حالة سبات، بل يظل نشطًا طوال العام، مما يسمح له بالاستفادة من الموارد المتاحة في بيئته، والتي عادة ما تكون الصحراء”.
وأبرز المصدر، أن ذيله الكثيف والمغطى بالفرو، لا يخدمه للتواصل مع الأفراد الآخرين من نوعه فحسب، “بل يمكنه أيضًا أن يعمل في كثير من الأحيان كمظلة تحميه من شمس الصحراء. علاوة على ذلك، على الرغم من أنه يخفي الطعام في أماكن مختلفة كاستراتيجية لمنع الحيوانات الأخرى من سرقته، إلا أنه ينسى أحيانًا مكان إخفائه”.
تعليقات الزوار ( 0 )