يعيش عبد اللطيف وهبي، وزير العدل بحكومة عزيز أخنوش، والأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، عزلة غير مسبوقة، منذ الإعلان عن نتائج امتحان الأهلية لمزاولة مهنة المحاماة، الذي عرف العديد من الخروقات والتجاوزات، التي سبق لـ”بناصا” تسليط الضوء عليها.
تصريحات وهبي التي أعقبت “فضيحة المحاماة”، بعدما برّر نجاح ابنه فيها، بأن “والده غنيّ، ودفع المال لإرساله للدراسة في كندا”، زادت من عزلته التي لم تخفها صوره رفقة وزراء الحكومة، ورئيسها، خلال حفل إطلاق مشروع تعزيز استعمال اللغة الأمازيغية في الإدارات العمومية، الذي احتضنته مدينة الخميسات.
وكشفت مصادر جريدة “بناصا”، أن تهرب الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى بايتاس، من الحديث عن موضوع “فضيحة المحاماة” بذريعة أنها تخص وزارة العدل، ليس سوى واحد من مظاهر العزلة التي يمرّ بها وهبي داخل السلطة التنفيذية، التي تحمله مسؤولية ما وقع، وتتجنب الخوض في الموضوع.
وكان موقع “مغرب إنتلجنس“، قد سلط الضوء على الموضوع، حيث قال إن وزراء الحكومة، باتوا يتجنبون وهبي “مثل الطاعون”، مضيفاً أنه على الرغم من أن وزير العدل يستمر في التصرف وكأن شيئا لم يحدث، إلا أنه على المستوى الداخلي، يعيش وضعا غير مسبوق قد ينتهي باستبعاده من الحكومة.
وسبق لـ”بناصا“، أن “فضيحة المحاماة”، ألقت بظلالها على التحالف الحكومي بالغرفة الأولى للبرلمان، حيث أعرب العديد من النواب على المستوى الداخلي، عن غضبهم مما حصل، مطالبين بتوضيحات وعدم الاكتفاء بالصمت، الأمر الذي عجل باجتماع رؤساء الفرق الثلاثة، من أجل الدعوة لضرورة الالتزام بالميثاق الذي يربط التحالف.
وأوضح المصدر، أن وضع وهبي داخل حزب الأصالة والمعاصرة، ليس أفضل حالاً من وضعه وسط الحكومة، حيث بات يتهرب من عقد اجتماعات المكتب السياسي (لم ينعقد منذ ثلاثة أسابيع)، خوفا من طلب تفسيرات قد تزيد من احتقان الوضع الداخلي لـ”الجرار”.
ويرى بعض قادة “البام” أن سمعة الحزب باتت على المحكّ، ويجب على وهبي التخلي عن الأمانة العامة، وترك مكانه لشخص بإمكانه إدارة المرحلة الحالية، ولعل فاطمة الزهراء المنصوري، وزيرة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، تظل أبرر المرشحين لخلافته في حال استقالته.
وذكر “مغرب إنتلجنس”، أن وهبي، وبدل أن يعتذر ويطوي صفحة “فضيحة المحاماة”، واصل خرجاته الإعلامية للدفاع عن الموضوع، لكن دون أي إقناع، مختتماً، أن وزير العدل “عنيد ولديه آنا متضخمة، ويواصل السخرية من الجميع، لكن إلى متى؟”.
في سياق متّصل، قالت مصادر مطلعة، لـ”بناصا”، إن الوضع داخل حزب الأصالة والمعاصرة محتقن للغاية، ولم تكن “فضيحة المحاماة” سوى تلك النقطة التي أفاضت الكأس، وجعلت العديد من القيادات ترى أن وقت تواجد وهبي على رأس “البام”، يجب أن ينتهي قريبا.
وأشارت المصادر، إلى أن وهبي جرّ عليه العديد من الانتقادات منذ توليه الأمانة العامة، خصوصا بعد اعتذاره عن ما أسماه بأخطاء الماضي، ومهاجمته لكل من إلياس العماري وحكيم بنشماس، ما اعتبر “انحرافا عن التصور”، ودفع العشرات من الأسماء إلى تقديم استقالتها، وقتها، من الحزب.
لم يتوقف وهبي عند هذا الحد، حيث قام لاحقا بما سمته مصادر “بناصا” بتهميش الأمازيغية، من خلال تغييبها بالكامل، أو تقليص حضورها، في الاجتماعات والمؤتمر الوطني، وهو الأمر الذي جعل عدداً من الأعضاء، يؤسسون مؤخرا، “أكراو للدفاع عن الأمازيغية من داخل المجلس الوطني للأصالة والمعاصرة“.
رشيد بوهدوز، عضو المجلس الوطني للأصالة والمعاصرة، اتهم مؤخرا بشكل صريح، وهبي، بتصفية حساباته مع الأمناء العامين السابقين للحزب، عبر تهميش الأمازيغية، كما اعتبر الشخص ذاته، وهو منسق التجمع المدافع عن الأمازيغية من داخل “البام”، أن حصيلة الأخير فيما يتعلق بالقضية خلال حقبة وهبي، هزيلة للغاية.
تعليقات الزوار ( 0 )