أيَا ذا الفَضلِ و اللاَّمُ حَاءُ
و يا ذَا المَكارمِ والميمُ هَاءُ
تَجودُ على الكُلِّ والدَّالُ رَاءُ
فأنتَ السَّخِي و يَتلُوهُ فَاءُ
أبيات شعر مأثورة
.. و رغم أنَّنا نُحبّهم و ندعو بالخير لَهم ، فإنهم يكرهونَنا و لا يدَّخرون جهدا أو مالا في سبيل الإضرار بنا و بمصالح الوطن المغربي. و هذا لأن اللّئيم إذا أَكرمْتَهُ تمرَّدَا، نعم هو الجاهل إذا نَصَحتَهُ تأخُذُه العِزّة بالسَّفَهِ و يُسَخِّرُ المرتزقة مُجَدَّدَا.
و لأن فاقد العقل يعتَدُّ بمالِه و يعتبر نفسه جِهْبِذَا، فَهَا نحن نعاين أعراض هُزالِهم الأخلاقي على قناة ” العربية ” التي تتمنى لكل المغربيات و المغاربة انتشار العدوى و ارتفاع عدد المصابين بفيروس كورونا. هَا هوَ ماخور الإشاعة اللَّعينة يتمنى أن تُسفكَ الجائحة بشعب هذا البلد المضياف الجميل.
هَكذا هُم و كُلَّمَا سَنَحَتِ الفُرصة لَهُم، سيَتمادونَ في شَنِّ الهجمات الإعلامية العدائية و الترويج لمعطيات و أرقام هدفها خلق البَلْبَلَة الفتَّانَة و تعميم الرعب بدواخل المواطنات و المواطنين في هذا الظرف الاستثنائي: جائحة كورونا .
و تالله إنها عادَتهم السرية السيئة المُتَمثلة في التآمر الأرعَنِ ضد مصالح الدول و الشعوب ،قصد ضرب النماذج الديمقراطية في شمال إفريقيا و المنطقة العربية، و محاولة فرض واقع سياسي جديد عبر تأجيج نار الفتنة الحامية التي كلفت شعوبا كثيرة أنهارا من الدماء، و تسببت بأزمات سياسية و ركود اقتصادي.
إن حقيقة اللؤْمِ الخَتَّال تفضَحُها جرائم حملاتِهم المغرضة ضد المملكة المغربية التي لطالما رفضت التَّخَنْدُقَ في صف المُعادين لهم، و جاهدت من أجل إصلاح ذات البين في إطار التوازن و استقلالية القرار .و حين بلغ السَّفَهُ العربي ذِروَتَهُ، إختارت المملكة المغربية الثبات على مكارم الأخوة التاريخية و التضامن الإسلامي الراسخ، و دعَتْهم إلى تدبير الإختلافات بعيدا عن هَبَلِ المعادلات الصفرية و صدأ الأحقاد الشخصية التي تجعلُ الموقف العربي مُنْقَسِمًا مُنْشَطِرًا دون معنى جيو-ستراتيجي.
فماذا يُريدون مِنَّا ؟!
إنَّهم غِربان حرب و خرابٍ و تفْرِقةٍ و يَبابٍ؛ وَ يريدون أن يقولوا لنا كونوا فنَكون أمامَ أموالِهم مذلولين مُهْطِعين. إنَّهم يريدون تقسيم الشعوب و زعزعة الأوضاع الداخلية و أن نكتفي نحن بالدعاء لهُم و لِمؤامرَاتهم بالنصر و التمكين . إنَّهم المُنْتَفِخون بأَوْرَامِ الإنتقامِ لا يريدون ردَّ التحيةَ بأحسنِ السَّلامِ ، بلْ همُ رهطٌ يَكْتَنِزُون كل معادن الرَّمِيم و جميعَ طِباعِ اللَّئيم. كيف لا ؟! و هُمُ الذين إنْقلَبوا على حكمة أبيهم المؤسس( رحمة الله عليه) في تدبير قضايا السياسة الخارجية ، و ابتدعوا ضلالا عمادُه التهور و العنف الدموي و تبذير المال من أجل كسب النفوذ و التدخل المُستَكبر المتَعال في شؤون الدول العربية.
إي و ربي؛ هم يريدوننا تُبَّعًا لأهوائِهم السياسية الضالَّة، حتى إذا دَعَوْناهُم إلى فضيلة العقل هاجوا علينا بالتهديد و الوعيد، و سَخَّرُوا قواعِدَهُم الإعلامية، و جمعوا كل حاقدٍ ناقِمٍ مأْجورٍ لِنفْثِ سمومِهِ العدائية ضد الوحدة الترابية المغربية.
و ليسَ لنَا نحن المغربيات و المغاربة عدَا الاستمساك بِخُلُقِ الإنسان الوطني السَّليمِ، مع مواجهة أَجَندات العبثِ بالوحدة والصمود على صراط الديمقراطية المستقيم. وقد عَلَّمَتْنا دروس الحياة أن الزَّبَدَ يذهبُ جفاءا وأن القادَة الذين ينفعون الناس هم بالقلوب ماكِثون. نعم فالنِّسيانُ لا يطالُ القادة الذين يجاهدون بأموالهم و أفكارهم في سبيل توطيد الديمقراطية وإنجاز التنمية وتشجيع الاستثمار وتحسين ظروف عيش الإنسان داخل الأوطان العربية، مع “النأي بالنفس” عن إشعال نار الفوضى و الخراب بالمنطقة المَأْزُومَة.
و أختم بالتَّنبيه إلى أن التاريخ بيننا شاهد على أن القادة الأخْيَارَ يغادرون الحياة الدنيا وتُخَلِّدُهُم إنجازاتُ السياسة الرشيدة.
غير أنَّ هذا الرَّهط من السَّاسَة الصغار سيَنْقَضي أَجلُهم ،و سيَبْقى الشاهد على قبورهم حاملا لِصَكِّ جَرائِمهم الذي يُفيدُ أنَّ العرب قد اندحروا تحت جاهلية قراراتهم إلى مِلَلٍ و نِحَلٍ مُتطاحِنة تأكل بعضها البعض بتمويل من البعض الذي يستعمل سيَلاَنَهُ المالي ليس لِدعم البحث العلمي أو تطوير اللقاحات، أو إغاثة الشعوب أمام أهوال جائحة كورونا. بلْ إنَّمَا المالُ سائِلٌ من أجل إشاعة الكذب و إشباعِ نزوات زعامة هدَّامَة تسعى إلى فِتنة حَوَّامَة. تحت هدير الدماء.
*شاعر وكاتب مغربي
تعليقات الزوار ( 0 )