“دبا كون مطاحش ريان فالبير، شكون كان غيعرفنا حتا فين كاينين”.. جملة صارت كلازمة اتفق عليها جميع ساكنة “إغران”، القرية الجبلية الواقعة بجماعة تاموروت ، أين سقط الطفل في البئر، وقضى نحبه فيه.
الجملة المُتداولة نفسها، دفعت جريدة بناصا الإلكترونية، في لحظة وهي تُغطي حادثة “يوسف شفشاون”، لطرح تساؤل مفاده، هل يُشترط الوقوع في الجب حتى يلتفت المسؤولون؟
معاناة ساكنة لم تكن لتظهر لولا “ريان”
مواكبة بناصا الميدانية للقضية التي شغلت بال العالم أجمع، لم تقتصر في حيثياتها فقط، على تتبع قصة صبي لم يتجاوز 5 سنوات، بل امتدت لمواكبة معاناة ساكنة بأكملها، لم تكن لتُعرف ولا لتُذكر، لو لم يحدُث ما حدث.
مسؤولون من مختلف الأصناف والدرجات، من منتخبين وغيرهم، ظهروا وهم يركبون سياراتهم الفارهة المُكيفة، ويقودونها على طرق وعرة ومسالك صعبة، لم تخل السيارة غالية الثمن نفسها، أنها ستسير فيها يوما.
وفي لحظة من الزمن، الكل من المسؤولين التفت لـ”إغران”، والكل صارت تهمه “إغران”، والكل أيضا اجتمع على جملة واحدة، منها ما وُثق عبر تصريح إعلامي، ومنها ما بقي في ذاكرة الساكنة، جملة كان مضمونها “سترون الخير قريبا إن شاء الله”.
بناصا وهي موجودة بمكان الحادث، عاينت كيف أن قصة ريان بدأت تُنسى، كما عاينت أيضا كيف أن أملا صار يعتلي محيى الحاضرين من أبناء القرية، يقوم على وعود قدمها المسؤولون خلال مراسم التشييع، وعود في الغالب، لن تُنسى.
المناطق الأخرى.. أضروري من ريان آخر لتلتفتوا؟
لو لم تنته قصة ريان نهاية حزينة، ولو لم تفشل محاولة الإنقاذ الماراطونية التي استغرقت خمسة أيام، لتمنت في الغالب كل قرية هامشية في هذا الوطن، أن تكون مكان “إغران”، حتى تنال هي الأخرى نصيبا من الأنظار.
والأكيد أن سكان هذه القرى في هذه الظرفية بالذات، وهم يعانون من قلة الماء وانقطاع الكهرباء، ومن مشاكل في التعليم والاستشفاء، يرون قرية “ريان” الصغيرة، قرية محظوظة، لا لشيء، إلا لحجم الاهتمام الذي سلط عليها، والذي سينجح في التخفيف من معاناة ساكنتها.
مأساة “طفل البئر”، المأساة الحزينة التي تمنى الجميع لو لم تحدث، ويتمنى الآن الجميع ألا تتكرر، حملات انطلقت من أجل إغلاق الآبار المكشوفة، وكل آمال ساكنة القرى الهامشية الأخرى، أن تنطلق معها حملات من نوع آخر، لإغلاق مسلسل من المعاناة المستمرة، مسلسل مازالت نهايته لم تُكتب بعد.
تعليقات الزوار ( 0 )